“إنتاج”: ضرورة بناء نموذج أعمال للشركات الريادية ينطلق من الأردن إلى العالم
المرفأ…قال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”، نضال البيطار، إن الأردن يتمتع ببيئة متنامية لريادة الأعمال تشهد تطوراً ملحوظاً، خصوصاً خلال السنوات الأخيرة التي شهدت زخماً في النشاطات الريادية داخل الجامعات والمراكز الشبابية.
وأكد أن هذه المؤشرات تعكس توجهاً إيجابياً نحو ترسيخ ثقافة الابتكار وتأسيس مشاريع ناشئة يقودها الشباب، لكن هذا الحراك ما يزال بحاجة إلى دعم هيكلي وتمويلي مستدام حتى يحقق أهدافه على أرض الواقع.
جاءت تصريحات البيطار خلال مشاركته في جلسة حوارية عُقدت على هامش مؤتمر ومعرض “قرية الابتكار الأردنية”، الذي يُقام بالتزامن مع معرض “جوردن بيلد”، حيث تحدث خلال مداخلته عن الفرص المتاحة أمام الشركات الريادية في الأردن والتحديات التي تواجهها في مسارات التوسع والنمو.
وأشار البيطار إلى أن السوق المحلي في الأردن صغير بطبيعته، وذو قدرة شرائية متواضعة، ما يجعل من الضروري أن تنظر الشركات الناشئة إلى الأسواق الخارجية منذ البداية كجزء من نموذج أعمالها.
وأضاف “من الخطأ أن تضع الشركات الناشئة كامل عملها في السوق المحلي، بل عليها أن تُصمم حلولها ومنتجاتها لتناسب احتياجات أسواق إقليمية أو عالمية، وهذا ما يتطلب تخطيطاً استراتيجياً ودعماً متكاملاً”.
وشدد على أهمية أن يكون التوسع الخارجي جزءاً من فلسفة ريادة الأعمال منذ المراحل الأولى لتأسيس الشركات الناشئة، خاصة أن طبيعة التكنولوجيا والابتكار تتيح الوصول إلى أسواق جديدة بسرعة أكبر، إذا ما توافر التمويل والإرشاد والشراكات المناسبة.
وبيّن البيطار أن هناك محاولات جيدة لإطلاق منصات ومبادرات لدعم الشركات الريادية، لكن هذه المحاولات ما تزال متفرقة ومحدودة الأثر.
وأوضح أن الشركات الناشئة غالباً ما تعاني من ضعف في الموارد المالية وعدم قدرتها على تحمل تكاليف المشاركة في المعارض الدولية أو الانضمام إلى الوفود التجارية التي تفتح لها أبواب التصدير والشراكات الخارجية.
وشدد “بدون دعم حكومي فعلي منظم، لن تتمكن هذه الشركات من تحقيق النمو المستدام، فالأمر لا يتعلق فقط بالتمويل، بل يتطلب منظومة متكاملة تشمل السياسات، والتشريعات، والدبلوماسية الاقتصادية، وحتى الترويج الاستثماري”.
ودعا البيطار الحكومة والجهات المعنية إلى تطوير آليات مؤسسية لدعم ريادة الأعمال الأردنية في مسار التوسع العالمي، سواء من خلال صناديق دعم أو تسهيلات ائتمانية أو برامج احتضان تمتد إلى خارج الحدود.
كما شدد على ضرورة إشراك الشركات الريادية في الوفود الرسمية والمعارض الدولية بشكل منتظم ومدروس، باعتبار ذلك عنصراً أساسياً في بناء شبكات العلاقات والتسويق للمنتجات الأردنية المبتكرة.