أكثر من 100 نائب ديمقراطي يطالبون روبيو بالسماح بدخول حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية إلى غزة- (وثائق)
المرفأ…مع بكاء آلاف الأطفال جوعًا في قطاع غزة، وجّه أكثر من 100 نائب ديمقراطي أمريكي رسالة حادّة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو يطالبونه بإجبار إسرائيل على رفع الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، بما في ذلك شحنات حليب الأطفال، قبل أن تُزهق أرواح المزيد من الرضّع.
وقالت النائبة أيانا بريسلي: “يعرف الآباء ألم بكاء الطفل جوعًا، لكن تخيّل أن حاجزًا عسكريًا يمنعك من إطعام طفلك بدلًا من البحث عن زجاجة الحليب”.
وتأتي الرسالة في ظل ارتفاع مروّع لعدد الأطفال الفلسطينيين الذين يستشهدون نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على المساعدات، في وقت تصنّف فيه وكالات الأمم المتحدة أجزاء من القطاع على أنها تعاني “المرحلة الخامسة” من المجاعة.
ودعا النواب إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إظهار “وضوح أخلاقي”، والمطالبة من الحكومة الإسرائيلية بالسماح بـ”زيادة ضخمة للمساعدات الإنسانية إلى غزة”، بما في ذلك شحنات حليب الأطفال.
وقد قادت النائبتان أيانا بريسلي من ماساتشوستس وبريتاني بيترسن من كولورادو، 101 من زملائهما في كتابة رسالة إلى الوزير روبيو، مؤكدتين أن نداءهما يأتي ليس فقط “بصفته مسؤولًا حكوميًا، بل كأب”، محذرتين من أن 20 ألف طفل في غزة تلقوا علاجًا من سوء التغذية منذ أبريل/ نيسان الماضي، بعد قرار إسرائيل مرة أخرى بمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.
وجاءت الرسالة بعد أيام من إعلان التصنيف المرحلي للأمن الغذائي المتكامل (IPC) أن أجزاء من غزة تعاني الآن “المرحلة الخامسة” من المجاعة، بعد أشهر من التحذيرات غير المُستجاب لها من منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة حول تفاقم أزمة المجاعة التي تسبب بها الإنسان.
وأشار النواب إلى أنه حتى تاريخ كتابة الرسالة، كان 85 طفلًا على الأقل قد توفوا جوعًا في غزة، فيما أفادت وزارة الصحة في القطاع يوم الثلاثاء بأن ما لا يقل عن 303 فلسطينيين، بينهم 117 طفلًا، قضوا نتيجة الحصار الإسرائيلي.
وأضافوا: “الأطفال الرضّع عرضة بشكل خاص للوفاة جوعًا، وهم يموتون نتيجة سوء التغذية. نقص الغذاء والمساعدات يعني أن الأمهات لا يحصلن على التغذية الأساسية اللازمة لإرضاع أطفالهن، ما يجعل الحليب الصناعي الخيار الوحيد لبقاء الرضع على قيد الحياة في كثير من الحالات”.
وأكد النواب أن العمليات الإنسانية الوحيدة المسموح بها حاليًا من قبل إسرائيل – توزيع صناديق المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة – “لم تقدّم سوى جزء ضئيل من المساعدات التي كان يمكن توزيعها عبر نظام الأمم المتحدة السابق”، ولم تشمل الحليب الصناعي للأطفال.
وأشاروا إلى أن محاولات الحصول على المساعدات في مراكز المؤسسة كانت قاتلة لما يقرب من ألف فلسطيني، حيث أبلغ الجنود الإسرائيليون أنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على المدنيين الذين يقتربون من المواقع، رغم استمرار إسرائيل وحليفها العسكري الأكبر، الحكومة الأمريكية، في الادعاء بأن قوات الدفاع الإسرائيلي لا تستهدف المدنيين.
كما واصلت إدارة ترامب تحميل حركة حماس مسؤولية المجاعة في غزة، رغم اعتراف الجيش الإسرائيلي في يوليو/ تموز الماضي بعدم وجود أي دليل على قيام الحركة بسرقة المساعدات أو تحويلها.
و كتب النواب “منذ أواخر مايو/أيار، كان متوسط الشاحنات التي تدخل غزة يوميًا محمّلة بالمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة 69 شاحنة فقط، وهو أقل بكثير من الـ500-600 شاحنة اللازمة لتلبية الاحتياجات الإنسانية”.
وقال النواب: “نتيجة لذلك، تواجه غزة حاليًا نقصًا حادًا في حليب الأطفال، ما يحرم الرضّع من الأمل الوحيد في النجاة من المجاعة”.
وفي يوليو/ تموز، وصف الطبيب العام وخبير الصحة العامة ييبينغ جي كيف أن زملاءه “صادرت القوات الإسرائيلية الحليب الصناعي للأطفال أثناء دخولهم غزة”، مؤكدًا أن “هذه ليست حوادث معزولة، بل سياسة منهجية للإبادة الجماعية”.
وشددت وكالات الأمم المتحدة لشهور على أن الشاحنات المحمّلة بالمساعدات، بما في ذلك صناديق الحليب، متوقفة على حدود غزة دون إدخالها.
وقال النواب: “هذه الأزمة ليست مسألة تمويل أو موارد، بل مسألة وصول وإرادة سياسية. وبينما نسعى لحلّ طويل الأمد، ونشعر بالصدمة لعدم الالتزام بالهدنات السابقة، نؤمن بضرورة إعطاء الأولوية لتسليم الحليب الصناعي الجاهز للرضّع على الحدود لضمان ألا نفقد مولودًا أو طفلًا رضيعًا آخر بسبب الجوع”.
وأضافوا: “يجب إعادة فتح جميع المعابر فورًا لدخول المساعدات الإنسانية وتشغيلها بشكل متزامن ومستمر، ويجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات إضافية لتوسيع كمية المساعدات المسموح بإدخالها عبر المعابر القائمة، وتسهيل حركة ووصول المنظمات الدولية في جميع أنحاء قطاع غزة لتسليم هذه المساعدات دون تحويلها”.
