وظيفة تحقق لك مليون دولار سنويًا قبل بلوغ الثلاثين

3٬282

المرفأ…يواجه الشباب الباحثون عن عمل حول العالم تحديات كبيرة، خصوصًا الخريجون الجدد أو من يمتلكون خبرات محدودة، إذ يجدون أنفسهم في سوق عمل شديد التنافسية. ففي عام 2024، تراوحت معدلات البطالة عالميًا بين 1.4% في التشيك وبولندا، و9.2% في تركيا، بينما بلغ متوسط البطالة في الاتحاد الأوروبي 3.8%.

وفي الولايات المتحدة، بلغ معدل البطالة بين خريجي الجامعات الجدد 4.8% مقارنة بـ4% فقط بين القوى العاملة عمومًا، فيما يعاني الشباب في العالم العربي من معدلات بطالة مرتفعة تصل إلى 28% بين خريجي الجامعات، وفق أمين عام اتحاد الجامعات العربية، الدكتور عمرو عزت سلامة.

تخصص بلا بطالة ورواتب خيالية

في مقابل ذلك، يبرز تخصص الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كاستثناء كامل، إذ لا يعاني خريجوه من البطالة، ولا يشترط وجود خبرة عملية سابقة للحصول على وظيفة. ويتقاضى بعض الشباب في أوائل العشرينيات رواتب تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات سنويًا، وبعضهم يحصل على راتب يصل إلى مليون دولار وفق صحيفة وول ستريت جورنال.

وأظهر تقرير شركة التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي “بيرتش ووركس” أن رواتب العاملين المبتدئين في هذا المجال ارتفعت بنسبة 12% بين 2024 و2025، وهي أكبر زيادة لأي فئة خبرة. كما أن ذوي الخبرة في الذكاء الاصطناعي يتدرجون إلى مناصب إدارية بمعدل أسرع مرتين مقارنة بأقرانهم في مجالات التكنولوجيا الأخرى، بفضل مهاراتهم وقدرتهم على تحقيق تأثير فعلي في العمل، وليس فقط سنوات الخبرة.

الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية

أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من بيئة العمل الحديثة، ويُنظر إليه كقوة تحويلية تضاهي تأثير المحرك البخاري في الثورة الصناعية بالقرن الـ19. ويُعزى هذا إلى نماذج اللغات الكبيرة “LLMs” المتقدمة، التي طورتها شركات كبرى مثل أوبن إيه آي، ميتا، غوغل. وتشير أبحاث شركة ماكينزي إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يخلق فرص نمو إنتاجية إضافية بقيمة 4.4 تريليونات دولار، مع توقعات أن تزيد 92% من الشركات استثماراتها في المجال خلال السنوات الثلاث المقبلة.

المواطن الرقمي يتحول إلى مواطن الذكاء الاصطناعي

مع تزايد الطلب على خريجي الذكاء الاصطناعي حول العالم، أصبح مصطلح “المواطن الرقمي” (digital native) أقل دقة، وحل محله مفهوم “مواطن الذكاء الاصطناعي” (AI native)، الذي يصف الشباب القادرين على توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة منذ دخولهم سوق العمل، والحصول على رواتب استثنائية تصل إلى 200 ألف دولار سنويًا أو أكثر.

وفق بيانات شركات مثل داتابريكس وسكيل إيه آي وروبلوكس، يمكن لخريج مبتدئ في الذكاء الاصطناعي أن يتقاضى راتبًا أساسيًا يبدأ من 190 ألف دولار سنويًا، مع إمكانية ارتفاعه إلى مستويات أعلى عند احتساب الحوافز ومنح الأسهم. ويشير بعض الخبراء إلى أن الطلاب أو الباحثين في أوائل العشرينيات غالبًا ما يتركون برامجهم الأكاديمية مبكرًا للانضمام إلى شركات تقدم رواتب مغرية، حتى قبل اكتساب خبرة عملية واسعة.

فرصة وتحد للشباب العرب

تُبرز هذه الظاهرة أن المهارات العملية والإتقان في استخدام التكنولوجيا قد تصبح أهم أحيانًا من الشهادات الأكاديمية التقليدية. وبالنسبة للشباب العرب، يشكل تخصص الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية لمواجهة معدلات البطالة المرتفعة، والوصول إلى وظائف مربحة ومؤثرة على المستوى العالمي، وتحقيق أثر ملموس في اقتصاد المعرفة الحديث.

وفي النهاية، يمثل الجيل الجديد من مهندسي الذكاء الاصطناعي نموذجًا يُحتذى به، إذ يثبت أن الإبداع والاحتراف المبكر قادران على فتح آفاق واسعة وتحقيق إنجازات غير مسبوقة، مقدماً رؤية جديدة لسوق العمل ومستقبل البرمجيات والهندسة الرقمية.

قد يعجبك ايضا