المستشار عارف بن علي العبار مصر تسير بخطي ثابته لتكون. مركز اقتصاديا اقليما مصر ركيزه أساسيه. في استقرار المنطقه
مصر تسير بثبات في بناء اقتصاد حديث منفتح علي العالم
طوفان الإمارات. مسيرة وفاء وود للشيخ زايد
العلاقات المصريه الاماراتيه علاقه اخوه
وتاريخيه
فرسان الاراده رحله محبة لأطفال. العراق
في ظل التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم، تبقى مصر واحدة من الوجهات الاستثمارية التي تثير اهتمام المستثمرين العرب والأجانب على حد سواء. ومع تسارع خطوات الإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبرى، برزت القاهرة كمحطة أساسية للنقاش حول مستقبل الاستثمار في المنطقة.
في هذا الحوار، يكشف المستشار عارف بن علي العبار، أحد كبار المستثمرين العرب رؤيته لمناخ الاستثمار في مصر، والعوامل التي تميز السوق المصري عن غيره، كما يتحدث عن تأثير الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية، والعلاقات الاستراتيجية مع دولة الإمارات، إلى جانب تقييمه لمستقبل الاقتصاد المصري خلال السنوات المقبلة.
المرفأ…حوار :إبراهيم عمران
كيف تقيّمون مناخ الاستثمار في مصر في الوقت الحالي؟ وما أبرز المزايا التي تميزها عن أسواق أخرى؟
مصر اليوم أصبحت بيئة جاذبة بامتياز، فهي تجمع بين سوق محلية واسعة، وقوة بشرية شابة ومؤهلة، إلى جانب موقع جغرافي استراتيجي يربط العالم العربي بإفريقيا وأوروبا. ما يميزها أنها لا تقدم فرصًا قصيرة الأجل فقط، بل تتيح بيئة قادرة على استيعاب المشاريع الكبرى والمبادرات طويلة المدى.
هل ساهمت الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية التي اتخذتها الحكومة المصرية في تحسين بيئة الاستثمار؟
بالتأكيد. الإصلاحات انعكست بشكل مباشر على تسهيل الإجراءات، وزيادة الشفافية، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص. هذه الخطوات عززت ثقة المستثمرين، وأكدت أن مصر تسير بثبات نحو بناء اقتصاد حديث ومنفتح على العالم.
ما مدى تأثير الاستقرار الأمني والسياسي في مصر على قرارات المستثمرين العرب والخليجيين؟
الاستقرار هو الأساس لأي قرار استثماري ناجح. مصر أثبتت قدرتها على الحفاظ على أمنها واستقرارها، وهو ما شجع المستثمرين على التوسع بثقة واطمئنان. المستثمر عندما يشعر ببيئة مستقرة سياسيًا وأمنيًا، يصبح أكثر استعدادًا لضخ استثمارات جديدة.
كيف تنظرون إلى عمق العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات؟ وهل تشكل نموذجًا للتكامل العربي؟
العلاقة بين مصر والإمارات علاقة أخوة وشراكة استراتيجية، تتجاوز حدود الأرقام والصفقات. هي قائمة على الثقة والرؤية المشتركة لمستقبل أفضل للمنطقة. بالفعل يمكن اعتبارها نموذجًا للتكامل العربي المبني على التعاون الحقيقي.
إلى أي مدى تسهم العلاقات القوية بين القيادتين في البلدين في تشجيع القطاع الخاص الإماراتي على ضخ استثمارات جديدة؟
لا شك أن قوة العلاقة بين القيادتين تفتح آفاقًا واسعة أمام القطاع الخاص، وتمنحه ثقة مضاعفة. وضوح الرؤية وانسجام التوجهات بين القيادات يجعل الطريق ممهداً أمام المستثمرين لاتخاذ قرارات جريئة في التوسع والاستثمار.
كيف ترون الدور المصري في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية عربيًا؟
مصر تمثل ركيزة أساسية في استقرار المنطقة، ودورها يتجاوز حدودها. فهي شريك فاعل في القضايا العربية وصوت متوازن في المحافل الدولية، فضلاً عن كونها محركًا رئيسيًا للتنمية الإقليمية. مصر القوية والمستقرة تعني بالضرورة منطقة عربية أكثر أمنًا وتنمية.
ما تقييمكم لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بالاقتصاد المصري؟
الرؤية التي يقودها الرئيس السيسي تقوم على بناء دولة حديثة واقتصاد قوي قادر على المنافسة عالميًا. هذه الرؤية واضحة من خلال المشروعات القومية، تطوير البنية التحتية، وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي. هي ليست مجرد خطط، بل واقع ملموس نشهده في مختلف القطاعات.
ما رأيكم في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر؟
المشروعات القومية تعكس طموحًا استثنائيًا وإرادة سياسية قوية. فهي لا تحسن حياة المواطن فحسب، بل تخلق بيئة استثمارية أكثر جاذبية، من خلال تأسيس بنية تحتية متطورة تسهّل نجاح الاستثمارات وتوسعها.
إلى أي مدى تعكس خطط التنمية المصرية توجهًا نحو بناء اقتصاد قوي ومستدام؟
خطط التنمية المصرية تستثمر في الإنسان والتكنولوجيا والموارد بشكل رشيد، مما يضع البلاد على طريق بناء اقتصاد متنوع لا يعتمد على قطاع واحد. هذه الرؤية تجعل الاقتصاد المصري أكثر قدرة على الصمود أمام التحديات العالمية.
كيف ترون مستقبل الاقتصاد المصري خلال السنوات الخمس المقبلة؟
أعتقد أن مصر تسير بخطى ثابتة لتكون مركزًا اقتصاديًا إقليميًا رئيسيًا. مقوماتها الطبيعية والبشرية، إلى جانب الإصلاحات والمشروعات الكبرى، تجعلها مؤهلة للعب دور محوري في ربط الأسواق الإقليمية والتحول إلى منصة صناعية ولوجستية رائدة في المنطقة.
ما هي النصيحة التي توجهونها للمستثمرين العرب الراغبين في دخول السوق المصري؟
أن ينظروا إلى مصر باعتبارها شريكًا طويل الأجل، لا مجرد سوق. فالسوق المصري يفتح أمامهم أبوابًا نحو الاستهلاك المحلي الكبير وأيضًا نحو إفريقيا وأوروبا. النصيحة الأهم هي بناء استثماراتهم على شراكات محلية قوية، مع الالتزام بالمسؤولية المجتمعية، فهذا ما يضمن النجاح المستدام.
ما المطلوب لتعزيز مكانة مصر كقبلة للاستثمار في ظل التحديات الاقتصادية العالمية؟
المطلوب هو الاستمرار على نفس النهج: تعزيز الشفافية، تبسيط الإجراءات، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص. إلى جانب الاستثمار في التكنولوجيا والتعليم لزيادة التنافسية. ومع الإرادة السياسية القوية والدعم العربي، ستظل مصر الوجهة الأولى للاستثمار في المنطقة.
سيرة وطنية وإنسانية
يذكر أن المستشار عارف بن علي العبار، ضابط متقاعد من الجيش الإماراتي، يُعد واحدًا من الشخصيات التي تركت بصمة بارزة في مسيرة العمل الوطني والإنساني منذ تسعينات القرن الماضي. عرف عنه شغفه بالمبادرات المجتمعية وروحه القيادية في تنظيم الفعاليات التي تحمل رسائل وفاء وعطاء.
مبادرات وطنية وإنسانية رائدة
من أبرز إنجازاته تنظيم مسيرة الوفاء عام 1996، التي جسدت أسمى معاني الولاء للقيادة والوطن، إلى جانب تقديم أكبر باقة ورد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في العام نفسه، تعبيرًا عن المحبة والتقدير لمؤسس الدولة.
بصمة في الأنشطة الثقافية والرياضية
في العام 1996 أيضًا، لعب دورًا محوريًا في تنظيم طواف الإمارات ومهرجان دبي الصيفي، حيث أسهم في إثراء الحراك السياحي والثقافي بالدولة. كما أسس في العام ذاته فرسان الإمارات الجوالة، وهي مبادرة شبابية حملت روح الانتماء والعمل التطوعي.
جهود إنسانية خارج الحدود
لم يقتصر عطاؤه على الداخل، بل امتد إلى الخارج، إذ قاد عام 1997 رحلة المحبة لإغاثة أطفال العراق، في خطوة جسدت إنسانية الإمارات ومبادئها في مد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
دعم الشباب والتعليم
كما أسهم في تأسيس والإشراف على الأنشطة الصيفية الطلابية في دبي، لإيجاد بيئة داعمة للأجيال الشابة، وتنمية مهاراتهم وتعزيز روح الإبداع والعمل الجماعي بينهم.
* كيف تصفون الدافع وراء انخراطكم في المبادرات الوطنية منذ التسعينات؟
**كنت وما زلت مؤمنًا بأن خدمة الوطن لا تتوقف عند حدود الوظيفة العسكرية أو الرسمية، بل هي واجب دائم. في التسعينات كانت لدي رغبة قوية في المساهمة بمبادرات تعكس الوفاء للقيادة، وتعزز الانتماء في قلوب الناس، خصوصًا الشباب.
*من أبرز محطاتكم مسيرة الوفاء وتقديم أكبر باقة ورد للشيخ زايد عام 1996.. ماذا تعني لكم تلك اللحظة؟
**كانت لحظة تاريخية بالنسبة لي. مسيرة الوفاء جاءت كتعبير صادق من أبناء الإمارات عن حبهم وولائهم للشيخ زايد رحمه الله. أما أكبر باقة ورد، فكانت رسالة رمزية عميقة، مفادها أن حبنا لقائدنا بحجم وطن كامل.
* في العام نفسه، شاركتم في تنظيم طواف الإمارات ومهرجان دبي الصيفي.. كيف تنظرون لهذه التجربة؟
**كانت تجربة مميزة لأنها جمعت بين الرياضة والثقافة والسياحة، وأسهمت في تعزيز صورة الإمارات كوجهة نابضة بالحياة. كانت تلك الفعاليات بداية لتوجه جديد في إثراء المشهد المحلي بفعاليات جماهيرية.
* أنشأتم عام 1996 “فرسان الإمارات الجوالة”.. ما الهدف من هذه المبادرة؟
** الهدف كان إشراك الشباب في عمل تطوعي منظم، يُنمّي فيهم روح الانتماء والمسؤولية، ويمنحهم مساحة للتعبير عن طاقاتهم بشكل إيجابي. “فرسان الإمارات” كانت وما زالت رمزًا للولاء والعطاء الشبابي.
*على الصعيد الإنساني، قدتم عام 1997 رحلة المحبة لإغاثة أطفال العراق.. كيف استقبلتم هذه التجربة؟
** كانت من أكثر التجارب تأثيرًا في حياتي. رؤية معاناة الأطفال هناك جعلتنا ندرك قيمة العمل الإنساني الذي تمثله الإمارات. كانت رسالة محبة وسلام من أبناء زايد إلى أشقائنا في العراق.
*أسهمتم أيضًا في تأسيس والإشراف على الأنشطة الصيفية الطلابية في دبي.. ما الذي دفعكم لذلك؟
**الشباب هم ثروة الوطن، وكان من المهم أن نوفر لهم بيئة حاضنة خلال العطلة الصيفية، تساعدهم على تطوير مهاراتهم، وتربطهم بالأنشطة الثقافية والرياضية والتطوعية.
* لو عدنا بالزمن إلى تلك المحطات، ما الرسالة التي تودون توجيهها اليوم للشباب الإماراتي؟
** رسالتي أن العطاء لا يتوقف، وخدمة الوطن ليست مرتبطة بموقع أو منصب. المهم أن نغرس في أنفسنا حب الوطن والعمل لأجله، وأن نتذكر دائمًا أن ما نزرعه اليوم سيجنيه الجيل القادم.
حبُّ الوطنِ يسكنُ القلبَ ويجري في العروقِ كالدّم، فهو الحضنُ الأول والأمانُ الأبدي.
ترابُ الوطنِ ليس مجرّد تراب، بل هو عزٌّ وكرامةٌ وتاريخٌ نعتزُّ به ونفديه بالأرواح.
عشقُ الأرضِ لا يُشترى ولا يُباع، بل يولدُ معنا ويكبرُ فينا مع كلّ يوم نعيشه فيها.
الدولُ العربيةُ وطنٌ واحدٌ يجمعنا، وحدودُها لا تفصلُ بين قلوبنا ومحبتنا لبعضنا البعض.
نعتزُّ بجيراننا من البلاد العربية ونفخرُ بوحدة الدم واللغة والدين والمصير المشترك.
فالوطنُ أساسُ الحياة، ومن لا حبَّ له في وطنه، لا حبَّ له في شيء..