“يونيسف” تستمر بتقديم الدعم الصحي والتعليمي للاجئين بالأردن رغم العجز التمويلي

5٬456

المرفأ…كشف تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” حول الوضع الإنساني للاجئين السوريين، والفئات الأكثر ضعفاً في الأردن ومصر وتركيا، أن مكتب المنظمة في الأردن تمكن خلال النصف الأول من العام الحالي من تأمين 55 مليون دولار فقط من إجمالي التمويل المطلوب لتنفيذ برامجه في المملكة.

وأوضح التقرير أن “يونيسف”، كانت قد ناشدت المجتمع الدولي لتوفير 174.7 مليون دولار لدعم الخدمات الأساسية للأطفال الأكثر هشاشة وأسرهم في الأردن، ومع نهاية الربع الثاني من عام الحالي، بلغ إجمالي المساهمات 32 مليون دولار، أضيف إليها 23 مليون دولار من مبالغ مُرحّلة، ما يترك عجزاً تمويلياً يقدَّر بنحو 120 مليون دولار، أي ما يعادل 68 % من إجمالي الاحتياجات.

التحديات تتفاقم

وأشار التقرير إلى أن التحديات الإنسانية في الأردن تتفاقم بفعل الأزمات الإقليمية المستمرة، في وقت أدى تراجع المساعدات وارتفاع معدلات التضخم إلى زيادة الضغوط الاقتصادية على الأسر الضعيفة.

وحذّرت يونيسف، من أن هذه الظروف قد تدفع مزيداً من الأطفال إلى آليات تكيّف ضارة مثل عمالة الأطفال، والزواج المبكر، والتسرب المدرسي.

وبحسب التقرير فإنه ومنذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، استضاف الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري، وبحلول العام الحالي، ما يزال هناك حوالي 1.3 مليون سوري في البلاد.

ويقيم حوالي 80 % من اللاجئين السوريين بمجتمعات مضيفة، بخاصة بالجزء الشمالي من البلاد، بينما يعيش حوالي 104.6 ألف لاجئا بمخيمات اللاجئين، ويشمل ذلك 64.572 بالزعتري، و39.875 في الأزرق، و172 في مخيم الحديقة.

بالإضافة إلى ذلك، يستضيف الأردن 51.953 لاجئًا غير سوري مسجل و2.39 مليون لاجئ فلسطيني مسجل.

ووفقا للتقرير، فإنه وبناء على توقعات مفوضية اللاجئين فإنّ ما يقرب من 200 ألف لاجئ إلى سورية سيعودون لبلادهم العام الحالي.

وأعرب اللاجئون السوريون المتبقون عن نهج حذر تجاه العودة، مشيرين لمخاوف تتعلق بالسلامة والاستقرار وعدم القدرة على سداد الديون ونقص الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

وأشار التقرير الى ان مخيم الركبان، الذي كان يؤوي ما يقرب من 6.500 سوري، وهو مخيم أقيم جنوب سورية بالقرب من الحدود لـ “سورية والأردن والعراق”، أُنشئ عام 2014 في ذروة الحرب الأهلية السورية، وأُغلق في أوائل حزيران “يونيو” الماضي مع عودة سكانه لديارهم.

كما أُغلق أحد المخيمات الأربعة التي كانت تؤوي حوالي 6 آلاف لاجئ سوري في الأردن، حيث أُغلق المخيم الإماراتي الأردني (EJC) في أواخر حزيران “يونيو” الماضي، جراء تعليق الدعم المقدم من الحكومة الإماراتية للهلال الأحمر الإماراتي.

وخير سكانه إما بالعودة لسورية أو الانتقال إلى مخيم الأزرق للاجئين، واختار 4932 لاجئًا العودة الطوعية لبلادهم، بينما انتقل 1147 شخصا إلى مخيم الأزرق.وتطرق التقرير لأهم البرامج التي نفذتها اليونيسف في النصف الأول حيث واصلت توفير خدمات التغذية الأساسية بمخيمي الزعتري والأزرق، مستهدفةً الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، وجرى فحص نحو 9.800 طفل وقرابة ألف امرأة، وتسجيل جميع حالات سوء التغذية ببرامج علاجية رغم انخفاض معدل الشفاء جراء عودة بعض الأسر لسورية قبل استكمال العلاج، كما قادت أنشطة التحصين ضد أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، واستفاد أكثر من 11 ألف طفل وامرأة من الرعاية الصحية الأولية، مع توفير أجهزة مساعدة مثل النظارات وسماعات الأذن لدمج الأطفال في التعليم.

وفي مجال حماية الطفل قدمت عبر برنامج مراكز “مكاني” أنشطة دعم نفسي واجتماعي وتوعية لنحو 13.800 طفل، إضافة لإدارة حالات متخصصة للعنف القائم على النوع الاجتماعي لنحو 1.200 مستفيد، وتدريب ميسرين ومعلمين على حماية الطفل، وأُطلقت برامج توعية بمخاطر الذخائر غير المنفجرة تحسبًا لعودة اللاجئين لسورية، مع توفير قنوات آمنة للإبلاغ عن الانتهاكات الجنسية.

وفي التعلم مكنت اليونيسف أكثر من 168 ألف طفل من الوصول للتعليم الرسمي وغير الرسمي، بدعم 51 مدرسة و29 روضة و28 مركزًا للتعليم غير الرسمي في المخيمات، وشمل ذلك برامج لتعزيز القراءة والرياضيات، وإنشاء مكتبات صفية، وتدريب مئات المعلمين، مع تحسّن واضح في نتائج تقييمات الرياضيات والقراءة.

كما استفاد أكثر من31 ألف طفل ومراهق ومقدم رعاية من خدمات مراكز “مكاني”، بالتعلم وحماية الطفل وتنمية الطفولة المبكرة، مع خطط لنقل إدارة البرنامج لوزارة التنمية الاجتماعية. وواصلت اليونيسف توسيع آليات المساءلة وتلقي الملاحظات عبر خطوط المساعدة والمنصات الرقمية والميدانية.

وبحسب التقرير حصل مئات الشباب، بينهم نسبة مرتفعة من النساء واللاجئين، على تدريبات في المهارات الرقمية وريادة الأعمال والمشاريع الخضراء كالزراعة المائية وتربية النحل.

كما وأُنشئت مشاريع صغيرة وحصل خريجون على فرص عمل، فيما شارك الآلاف في العمل التطوعي وحملات المناخ، واستفاد آخرون من مساحات آمنة وخدمات إرشاد مهني.

وفي قطاع المياه والصرف الصحي، وفّرت اليونيسف مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي مُدارة لما يزيد على 120 ألف شخص في مخيمات اللاجئين، مع تحسينات للتكيّف مع تغير المناخ كإعادة استخدام المياه الرمادية بالمدارس، كما وصلت رسائل التوعية بالنظافة إلى عشرات الآلاف، بينهم نساء تلقين إرشادات خاصة بإدارة النظافة الشهرية.

ودعمت اليونيسف إدخال لقاح المكورات الرئوية ضمن برنامج التحصين الوطني، ونفذت تدريبات وتوعية للعاملين الصحيين والمجتمعات، مع إعداد مواد تثقيفية وفيديوهات توعوية ودراسة لقياس المعرفة والممارسات.

وقدّم برنامج “حاجاتي” دعماً نقدياً شهرياً لحوالي 1.600 طفل في 913 أسرة، 92 % منهم لاجئون، لدعم رفاههم واستمرارهم في التعليم. كما أُطلقت خريطة طريق لدمج برامج كاش بلس ضمن نظام الحماية الاجتماعية الوطني عبر التعاون مع صندوق المعونة الوطنية.

الغد

قد يعجبك ايضا