المفوضية السامية أزمة تمويل خانقة تهدد بوقف شريان الحياة للاجئين في الأردن

3٬957

المرفأ…تشهد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن أزمة تمويل حادة تهدد استمرار المساعدات الأساسية التي يعتمد عليها عشرات آلاف اللاجئين لتغطية احتياجاتهم من الإيجار والغذاء والرعاية الصحية والخدمات الحيوية الأخرى.

وبسبب هذا التراجع، لم تتمكن المفوضية في آب (أغسطس) الماضي من مساعدة سوى 14 ألف أسرة في المجتمعات المحلية، مقارنة بـ20 ألف أسرة مع بداية العام، ما يعني تقليص الدعم عن 6 آلاف أسرة دفعة واحدة. وأشارت المفوضية في تقريرها الشهري إلى أنها اضطرت لتقليص أنشطة التسجيل والمشاركة المجتمعية، وتعمل حالياً على ابتكار طرق بديلة لتلبية احتياجات اللاجئين بما يتناسب مع محدودية الموارد.

ولتعويض إغلاق مركزي التسجيل في المفرق وإربد ضمن تدابير خفض التكاليف التشغيلية، سهّل مركز عمّان إجراءات المواعيد عن بُعد لتجديد الوثائق، كما أُنشئت شبكة من متطوعي المجتمع في إربد لضمان استمرار التواصل مع اللاجئين. وبين كانون الأول (ديسمبر) 2024 وآب (أغسطس) 2025، عاد نحو 145 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية من الأردن إلى سورية، بينهم 22 ألفاً في آب وحده، بتراجع نسبته 21% مقارنة بتموز السابق. كما غادر 179 لاجئاً إلى دول أخرى لإعادة توطينهم.

وبحسب التقرير، بلغ إجمالي التمويل المخصص للمفوضية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 115 مليون دولار، أي ما نسبته 31% فقط من المبلغ المطلوب للعام والبالغ 372.8 مليون دولار.

وفي سياق متصل، أكد تقرير صادر عن منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” أن منظمات الأمم المتحدة تدخل عامي 2025-2026 في واحدة من أصعب مراحلها، مع تراجع الدعم الدولي وتفاقم الأزمات السياسية والمالية. وأشار التقرير إلى أن الوضع تفاقم بشكل كبير مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، حيث جمّدت واشنطن، الممول الأكبر للأمم المتحدة، دفعات مالية ضخمة، ما انعكس مباشرة على عمليات الإغاثة الإنسانية.

وأوضح التقرير أن منظومة الأمم المتحدة عانت طويلاً من إخفاقات في مجلس الأمن بفعل التوترات بين القوى الكبرى، لكن عودة ترامب سرّعت هذا التدهور بشكل غير مسبوق. فقد خفضت الولايات المتحدة أو جمّدت دفعات كبيرة من تمويلها للمنظمة ووكالاتها، مما أدى إلى استنزاف قدراتها الإنسانية، إلى جانب انسحابها من عدة اتفاقيات متعددة الأطراف وسعيها لفرض مبادرات أحادية الجانب.

ويخلص التقرير إلى أن عضوية الأمم المتحدة تواجه اليوم خيارات صعبة في التعامل مع تداعيات القرارات الأميركية، سواء على المنظمة كمؤسسة أو على الأزمات العالمية التي تخوضها، مؤكداً أن المهمة الأساسية ستقتصر في كثير من الأحيان على الحد من الأضرار، رغم بقاء دورها حيوياً.

قد يعجبك ايضا