المرفأ تحاور… إبراهيم عمران: الصحافة الإلكترونية تفوقت في سرعة نقل الخبر.. ولكن الحقيقة تبقى هدف الإعلامي الحقيقي
حاوره: صحيفة المرفأ. الأردنية
رجل سكن بلاط صاحبة الجلالة عقودًا، فكان القلم سيفه والكلمة ميدانه، جاب أروقة الصحافة المصرية والعربية بثبات وشغف. من مؤسسة الأهرام العريقة، انطلق ليصنع لنفسه مكانة مرموقة بين أعلام الإعلام. حواراته تشهد على مهنية عالية، وتحقيقاته تلامس الحقيقة وتدافع عن الإنسان. ضيفنا هو الإعلامي الكبير ونائب مدير تحرير صحيفة الأهرام المصرية الأستاذ إبراهيم محمد عمران.
في هذا الحوار، نفتح معه صفحات من سيرته، وتجربته، وآرائه حول واقع الإعلام وتحولاته.
• من التدريس إلى الصحافة.. بداية غير متوقعة
بداية الأستاذ إبراهيم عمران لم تكن تقليدية؛ إذ لم يخطط للعمل في الإعلام. يقول:
“كنت أعمل مدرسًا للغة العربية، كوني خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية، ولم يكن في بالي دخول مجال الإعلام، ولكن عندما التحقت بمؤسسة الأهرام عام 2001، وجدت نفسي فيه، وشعرت أن العمل الصحفي يحمل متعة حقيقية، ويمثل رسالة مقدسة تقوم على البحث عن الحقيقة”.
• مشوار حافل داخل مؤسسة الأهرام
منذ التحاقه بالأهرام، تنقّل بين عدة أقسام، منها: المحافظات، السياسي، التحقيقات، الحوادث، البيئة، الأخبار، الخارجي، والديني. واهتم أيضًا بصفحة “صناع التحدي” التي تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. يقول:
“تدرجت في المناصب حتى أصبحت نائب مدير تحرير، وخلال هذه المسيرة شاركت في تغطية أحداث كبرى مثل ثورة 25 يناير و30 يونيو”.
• الحوار الذي غيّر مسيرته
من أبرز محطات حياته الصحفية، الحوار الذي أجراه مع كرم محمد زهدي، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والذي شارك في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. يقول عمران:
“خلال الحوار، اعترف بندمه على المشاركة في الاغتيال، وقال إن السادات شهيد. وقد كان لهذا الحوار صدى واسع، حتى أن الكاتب الكبير الراحل إبراهيم سعدة خصص عموده في جريدة الأخبار للإشادة بي وبالحوار، وكانت لحظة لا تُنسى”.
• مشاركات دولية.. وإثراء مهني
شارك الأستاذ إبراهيم في العديد من المؤتمرات والمهرجانات العربية والدولية، منها:
قمة المناخ في المغرب وفرنسا.
مسابقات “شاعر المليون” و”أمير الشعراء” في أبوظبي.
مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية، الذي وصفه بأنه “الأشهر والأغلى عالميًا”.
“هذه المشاركات أضافت لي الكثير، ووسعت مداركي الإعلامية والثقافية”.
• الجوائز والتكريمات
إلى جانب إشادة الراحل إبراهيم سعدة، حصل على:
درع التميز الصحفي.
وسام المنظمة العربية للتنمية والسلام.
تكريم من جمعية إثراء الذات.
تكريم من عدة جامعات مصرية.
• في مواجهة تحديات الإعلام الحديث
يرى الإعلامي إبراهيم عمران أن الإعلام اليوم يواجه تحديات كبيرة، أبرزها زحف السوشال ميديا، ويقول:
“الإعلام يعاني من التخبط بسبب انتشار الأخبار غير الدقيقة على منصات التواصل. هناك جانب إيجابي في سرعة تداول المعلومات، ولكن الجانب السلبي خطير حين تُنشر أخبار كاذبة بلا تحقق. لذلك نحتاج إلى تشريعات تجرّم نشر الأخبار المضللة”.
• الصحافة الإلكترونية والورقية.. من يتفوق؟
في رأيه، الصحافة الإلكترونية تفوقت في السرعة، لكن الورقية لا تزال تملك فرصة للبقاء إذا طورت محتواها التحريري. يقول:
“إذا أرادت الصحافة الورقية أن تصمد، فعليها أن تواكب التطور وتُقدّم محتوى مميزًا ومختلفًا”.
• الإعلام بين الأمس واليوم
“الصحافة كانت سابقًا أكثر مشقة، لكن التطور التكنولوجي سهّل الوصول إلى المعلومة، وجعل الصحفي أكثر قدرة على الإنجاز. ومع ذلك، تبقى الحقيقة هي الهدف، ومهنة الإعلام تظل مهنة المتاعب لأنها تتطلب البحث والتدقيق والسهر”.
• القضية الأقرب إلى قلبه
يجد نفسه دائمًا في الكتابات الإنسانية، وخاصة تلك التي تخص ذوي الاحتياجات الخاصة:
“أسميهم أصحاب القدرات الفائقة، لأنهم فعلاً يتجاوزون إعاقتهم بإرادة مذهلة، وهؤلاء يستحقون الدعم والإبراز في الإعلام”.
• أبرز اللقاءات التي لاقت صدى جماهيريًا
من بين الشخصيات التي حاورها ونالت تفاعلًا كبيرًا:
د. شوقي علام – مفتي الجمهورية.
د. ناجح إبراهيم – عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
الطفلة الموهوبة التي وُلدت بلا ذراعين وتكتب بساقها، وتحفظ القرآن الكريم، وكان لها صدى واسع لدى القراء والمسؤولين.
• الإعلامي الناجح.. من هو؟
برأيه، الإعلامي الناجح هو من يتحلى بـ:
“المصداقية، الثقافة، الدقة، سرعة البديهة، الالتزام، والاحترام، مع حب حقيقي للمهنة”.
• من قدوته الإعلامية؟
إبراهيم نافع
إبراهيم سعدة
عبدالوهاب مطاوع
• الصحافة والبرامج التلفزيونية.. هل هناك تكامل؟
“بالطبع، فالبرنامج يبدأ من فكرة، وغالبًا ما تكون فكرة صحفية تُبنى عليها الحلقة. كلاهما يكمل الآخر”.
• الإعلام المصري إلى أين؟
“الإعلام المصري يسير في الاتجاه الصحيح، خاصة مع وجود إعلاميين محترفين، وتطور كبير في المحتوى والإخراج. لدينا كفاءات قادرة على المنافسة عربيًا ودوليًا”.
• كلمة أخيرة
“أشكر كل من ساعدني وساندني في مشواري الصحفي، وأدين بالفضل لكل من علمني حرفًا، ولكل من آمن بدوري في خدمة المجتمع من خلال الكلمة الصادقة”.
📌 خاتمة:
الأستاذ إبراهيم عمران ليس مجرد إعلامي؛ بل صاحب رسالة يعيش من أجلها، ويعمل بإخلاص لترسيخ الحقيقة، والدفاع عن القيم، وخدمة الناس. هذا الحوار شهادة حية على أن الصحافة ما زالت بخير طالما فيها من يؤمن بأن الكلمة مسؤولية، والحقيقة هدف.
إبراهيم عمران
صحفي استقصائي بجريدة الأهرام
يمتلك إبراهيم عمران خبرة واسعة في مجال التحقيقات الصحفية، حيث أعدّ سلسلة من التحقيقات الاستقصائية حول:
جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، كاشفًا عن خفايا أنشطتهم وعلاقاتهم التنظيمية.
القضية الفلسطينية، متتبعًا موقف مصر التاريخي منها منذ بدايتها وحتى اليوم.
الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك كليات الذكاء الاصطناعي وتطورات هذا المجال الحيوي.
التعليم الجامعي في مصر، عبر تحقيقات متعددة تناولت التحديات والإصلاحات المقترحة.
كما أجرى حوارات صحفية هامة مع شخصيات بارزة، من بينها:
مفتي العالم.
رئيس الاتحاد من أجل المتوسط ونائبه.
عدد من السفراء العرب وشخصيات عربية بارزة.
وشغل منصب مسؤول ملف تغطية الحملة الانتخابية للواء حسام خيرالله، المرشح الرئاسي الأسبق، إضافة إلى عدد من المهام الإعلامية في تغطية الأحداث السياسية الإقليمية.