لحظة لا تُنسى – حفل الموسيقى التقليدية الصينية بمناسبة مهرجان منتصف الخريف الصيني

1٬460

 

المرفأ….مع اقتراب اليوم الوطني الصيني ومهرجان منتصف الخريف، ومن أجل تعزيز التبادل الثقافي، أُقيمت حفل لحظة لا تُنسى – حفل الموسيقى التقليدية الصينية بمناسبة مهرجان منتصف الخريف الصيني، تحت رعاية السفارة الصينية في الأردن، وبالتنظيم المشترك بين إدارة الثقافة والسياحة بمقاطعة قانسو والمركز الثقافي الصيني في عمّان، وذلك مساء يوم 24 سبتمبر في العاصمة الأردنية عمّان.
شهد الحفل حضور أكثر من 300 ضيف، من بينهم:
القائم بالأعمال في السفارة الصينية بالأردن السيد غونغ أن مين
المديرة العامة للمركز الوطني للثقافة والفنون السيدة لينا التل
المستشار الثقافي ومدير المركز الثقافي الصيني في عمّان السيد جاو شياو تشيانغ
رئيس جمعية الصداقة الأردنية–الصينية السيد جمال الضمور
إلى جانب شخصيات بارزة من مختلف القطاعات في كل من الصين والأردن.

في كلمته، أشار السيد غونغ أن مين إلى أنّ التعاون الاستراتيجي بين الصين والأردن تعمّق منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، فيما استمرت الصداقة بين الشعبين بالنمو والتطور. وأكد أنّ الصين كانت دائمًا داعمًا لمسيرة التحديث في الأردن، ونحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، إضافة إلى دورها النشط في تعزيز الحوار بين الحضارات الصينية والعربية. كما أوضح أنّ التبادل الثقافي يُمثّل جسرًا مهمًا لتعزيز الفهم المتبادل والصداقة. ونوّه إلى أنّ مقاطعة قانسو، بوصفها مركز حيوي على طريق الحرير القديم، تتميز بتراث ثقافي عريق وأشكال فنية متنوعة تُجسّد روعة الثقافة التقليدية في غرب الصين. ومن خلال نقل إيقاع نهر الأصفر وجمال دونهوانغ الصيني إلى الأردن، أصبح الحفل حوارًا عابرًا للحدود واللغات، فاتحًا فصلًا جديدًا في الصداقة الصينية الأردنية.
من جانبها، ذكرت السيدة لينا التل أنّ طريق الحرير القديم يُجسد تاريخًا طويلًا من التبادلات الودية بين الأردن والصين. وأشارت إلى أنّ الشعبين يشتركان في قيم ثقافية أصيلة مثل احترام الكبار، وحب الأسرة، وحسن الضيافة، وأنّ القمر يحمل معنى خاصًا في ثقافة كلا الشعبين. وأكدت أنّ هذا اللقاء الفني الكبير ليس مجرد احتفال بالعلاقات الثقافية والفنية بين البلدين، بل يمثّل أيضًا محطة مهمة لتعميق الصداقة والتفاهم المتبادل بين الشعبين.
برنامج الحفل
قدّم الحفل مجموعة من الموسيقيين المتميّزين من دار الأوبرا مقاطعة قانسو الصينية، وهي مؤسسة ذات تاريخ يعود إلى 86 عامًا. اعتمد العرض على الثقافة الصينية التقليدية، ودمج بمهارة بين ملامح قانسو وعناصر من الفن الأردني المحلي، مقدمًا للجمهور وليمة سمعية بصرية رائعة.
بدأ البرنامج بعزف جماعي الذي ألهبت أجواء القاعة. وتبعتها مقطوعة موسيقية التي رسمت مشهدًا صوتيًا شاعريًا. كما حظيت المقطوعات الكلاسيكية الصينية مثل زهرة الياسمين، صوت جرس الجمال على طريق الحرير بتصفيق حار من الجمهور. كما صمّمت الفرقة فقرات مبتكرة تُبرز الاندماج الثقافي بين الصين والأردن، حيث قدّمت أداءً مشتركًا لأغنية صينية أتمنى لكم كل عام بخير مع الأغنية الأردنية فدوى لعيونك، يا الأردن، وهو من أبرز لحظات الأمسية. وقد جسّد هذا التداخل الفني الاحترام المتبادل والتقارب بين الثقافتين.
وتضمن الحفل أيضًا مقطوعات موسيقية متنوعة بمشاركة آلات موسيقية صينية تقليدية مثل الروان، الإرهو، ناي الصيني، يانغ تشين، وبي لي، وسونا، ما أتاح للجمهور الأردني فرصة التعرّف على تراث الموسيقى التقليدية الصينية وسحر فنون صينية.
كما تضمّن العرض فقرة خاصة من عرض الدمى العصوية الذي أبهر الجمهور بأسلوبها المميّز.
لمسة إنسانية مؤثرة
في بادرة إنسانية لاقت تفاعلًا كبيرًا، دعا المنظمون طلابًا أردنيين من ذوي متلازمة داون والتوحّد من مركز البنيات للتربية الخاصة للمشاركة في الغناء الجماعي. وقد أثرت أصواتهم الصافية في الحاضرين، مجسّدة روح “الوئام ووحدة البشرية”.
ختام مؤثر
اختتم الحفل في أجواء دافئة، حيث شارك الفنانون والجمهور معًا في أغنية صينية أنا وبلدي. وقد تأثّر أفراد الجالية الصينية حتى البكاء، وقال بعضهم الاستماع إلى هذا اللحن المألوف هنا في الأردن، على بُعد آلاف الأميال من الصين، يملؤهم بالدفء والفخر.
كما أشاد ممثلو المجتمع الثقافي الأردني بالفعالية، واصفين إيّاها بأنها حوار ثقافي يجسد فكرة مستقبل مشترك للبشرية.
استمرار التعاون الثقافي
يمثّل هذا الحفل نجاحًا جديدًا للتعاون بين إدارة الثقافة والسياحة في مقاطعة قانسو والمركز الثقافي الصيني في عمّان، بعد فعاليات شاي من أجل الوئام التي أُقيمت في عمّان والسلط في شهر أيار الماضي.

قد يعجبك ايضا