أشرف زكي.. حضور نتمنى أن يستمر … بقلم إيمان فوزي

3٬589

 

المرفأ….بصراحة ومع أنني لست على صلة مباشرة بالموضوع إلا أنني ولأول مرة ـ مع احترامي وتقديري البالغ لكل من سبق في رئاسة النقابة وعلى رأسهم الفنان القدير يوسف شعبان رحمه الله ـ أشعر أن نقابة المهن التمثيلية قد اكتسبت دورًا فعّالًا وحيًّا منذ أن تولى الدكتور الفنان أشرف زكي رئاستها فقد تبدلت صورتها من مجرد مؤسسة إدارية إلى بيت كبير حقيقي للفنانين وملاذ يلجأون إليه في الشدائد ويكفي أن نذكر دار المسنين الذي أنشئ ليضمن حياة كريمة لرموز أفنوا أعمارهم في خدمة الفن فضلًا عن مواقفه النبيلة إلى جانب أي فنان يمر بأزمة صحية أو إنسانية أو مهنية فكان حضوره دائمًا حضور القائد والأخ والإنسان ولم يقتصر دوره على رعاية الفنانين وحدهم بل فعّل مكانة الدارسين في المعهد العالي للفنون المسرحية وأكد على أن دراسة التمثيل ركيزة أساسية لممارسة المهنة بوعي واحترام مما أضفى على النقابة ثِقَلًا جديدًا ونظرة مغايرة جعلت الجميع يقدّرونها كما أنه لم يسمح بأي تجاوز من أي طرف فإذا أخطأ أحد كان له بالمرصاد فلا محاباة عنده ولا استثناءات بل حزم يحمي المهنة وكرامة أعضائها ومن يتأمل مسيرته يكتشف أن نجاحه لم يكن وليد الصدفة فهو فنان يعرف قيمة الفن ومسئولية الأضواء وأستاذ يدرك معنى أن يزرع العلم في نفوس طلابه ورجل إدارة يملك من الحنكة ما يجعله يوازن بين مطالب الوسط وضغوط الحياة لقد استطاع أن يمنح للنقابة ثقلًا ووجودًا وهيبةً في الوسط الفني والمجتمع فأصبحت صوته مسموعًا وموقفه واضحًا وشخصيته تحمل من الحزم والرحمة ما جعل الفنانين يرون فيه سندًا حقيقيًا لا يتخلى عن أحد والجمهور يرون فيه وجهًا مشرفًا يليق بمكانة الفن المصري وإذا كان من سبقوه قد أدوا أدوارهم في أزمنتهم وظروفهم فإن مرحلة أشرف زكي قد أضافت بعدًا جديدًا للنقابة عنوانه الفاعلية والحضور والرؤية المتوازنة بين حماية الكيان وصون كرامة أفراده ومن هنا فإنني أجد نفسي أطالب الدكتور أشرف زكي بالعدول عن قراره بالرحيل والاستمرار في موقعه وأقولها عن نفسي وباسم عائلتي وزملائي وأصدقائي وطلابي إننا جميعًا نراه الركيزة التي تجعل النقابة أقرب ما تكون إلى البيت الكبير الذي يحتاجه كل فنان وهو القدوة التي تربط بين الفن كموهبة والفن كعلم ودراسة

قد يعجبك ايضا