تكريم الدكتور سلطان المعاني شخصية معرض عمّان الدولي للكتاب الثقافية لعام 2025  

3٬287

 

المرفأ….عمّان-احتفى معرض عمّان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، بتجربة الدكتور سلطان المعاني، الذي اختير هذا العام 2025 الشخصية الثقافية للمعرض.

جاء ذلك خلال ندوة أقيمت مساء الجمعة بحضور أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين، في المركز الأردني للمعارض الدولية- مكة مول.

وخلال الندوة، قدم كل من الأكاديمي والدكتور زهير عبيدات والباحثة لانا أرناؤوط والدكتور عمر الفجاوي شهاداتهم في المحتفى به، مثمنين إسهاماته القيمة في مجالات الآثار، والتراث، والأدب، والنقد، واللغات، وتاريخ العرب القديم.

والدكتور المعاني هو عالم اللغات السامية المتخرج من جامعة برلين الألمانية، شغل مناصب أكاديمية وإدارية مرموقة كأستاذ جامعي وعميد ونائب رئيس للعديد من الجامعات، وله عشرات المؤلفات القيمة في البحوث والمؤلفات في الأنثروبولوجيا والأسطورة وتاريخ المكان والإنسان عبر العصور.

الدكتور زهير عبيدات

أكد الأكاديمي والدكتور زهير عبيدات أن اختيار الدكتور سلطان المعاني كشخصية العام الثقافية يحمل دلالات عديدة، أبرزها أنه “تكريم للكتاب في أسمى معانيه وللثقافة في أبهى صورها”، مشيرا إلى أن مسيرة الدكتور المعاني جسدت صورة المثقف العضوي الذي ينحاز لقضايا الأمة والعدل والحرية.

وقال إن أبرز مميزات مشروع المعاني النقدي والثقافي: يتمثل في الأطروحة الثقافية التي تركز على اللقاء الثقافي بشقيه، الهيمنة الثقافية والتكامل الثقافي، وتراوح بين التصادم والذوبان والمقاومة، والآفاق الإنسانية حيث يتطلع المنجز إلى تشكيل وعي إنساني يدفع باتجاه تشكيل ثقافة إنسانية كونية بالبحث عن المشترك الإنساني، وعشق المكان حيث اهتم بالحفريات الأثرية بوصفها منصة للتعارف الثقافي والعبور الثقافي، واشتغل بالمكان الأردني خاصة، وربط مسمياته بسياقاتها الثقافية، وكتب عن مدن مثل عمّان ومأدبا والكرك بلغة شعرية.

الدكتور عمر الفجاوي

من جانبه، أشاد أستاذ الأدب الجاهلي الدكتور عمر الفجاوي بعمق المنجز العلمي للدكتور المعاني. وأشار إلى ما وصفه بـ”التكامل المعرفي” في بحوث الدكتور المعاني ومصنفاته، حيث لا يستغرب القارئ أن يجده يكتب عن القصة القصيرة في شرقي الأردن، ثم يقدم مقدمات لمعجم جغرافي تاريخي واشتقاقي للأردن، أو يكتب عن المقاربة النقدية بين تحليل النقوش والتفكيكية.

كما ربط الدكتور الفجاوي عمل المعاني بتقاليد الأسلاف، وذكر غيرته على الأردن ونهوضه بوصية تأصيل لغوي للأماكن الأردنية، حيث نجح في الخروج برسالة دكتوراه عن دراسة اشتقاقية ودلالية لأسماء المواقع الجغرافية في شمالي الأردن.

الكاتبة لانا أرناؤوط

وفي إطار شهادتها الشخصية، وصفت الكاتبة والباحثة لانا أرناؤوط الدكتور المعاني بأنه لم يكن مجرد مشرف أكاديمي، بل كان أباً ومرشداً، وأن العطاء بلا حدود هو أعظم رسالة يمكن أن يتركها الإنسان. وأشارت إلى أنه منحها مساحة للبحث العلمي والتطور في هذا الحقل العميق.

كما استعرضت جزءاً من كتاب الدكتور المعاني “أدبيات المكان وذاكرته”، والذي يصف فيه جبل القلعة.

الدكتور سلطان المعاني

وفي ختام الندوة، أعرب الدكتور سلطان المعاني عن سعادته وفخره بالوصف الذي قدمه زملاؤه وزميلته، وشكر وزارة الثقافة واتحاد الناشرين الأردنيين واللجنة الثقافية في معرض عمان الدولي للكتاب لاختياره، مشيراً إلى أن هذا الاختيار جاء مفاجئاً.

وشدد الدكتور المعاني على أن هذا التكريم ليس محطة شخصية فحسب، بل هو “مسؤولية مضاعفة” تحملّه على أن يبقى وفياً لرسالة الثقافة. وأوضح أن هذه الرسالة هي: صون الذاكرة الوطنية، وترسيخ قيم النقد والإبداع، والإسهام في بناء مجتمع يؤمن بأن المعرفة هي الحصن المتين في مواجهة التحديات.

وتوجه بالشكر لوالديه، مؤكداً أن الأردن سيبقى “ميدانا حيا للفكر ومنارة تشع نورها بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة.

وفي نهاية الاحتفالية، كرم أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبوفارس، المشاركين في الندوة، كما تم تكريم الدكتور سلطان المعاني.

قد يعجبك ايضا