نحو تطوير بيئة الإستثمار العقاري والإستثمار في سوق رأس المال أفكار ومقترحات وحلول
المرفأ…المحلل المالي محمد ذياب
يعتبر الإستثمار العقاري أحد أهم روافد الإقتصاد الأردني لما له من مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي وارتباط قطاعات بشكل وثيق معه وبالذات قطاع المقاوليين والقطاع الهندسي وكذلك الصناعات الإنشائية من حديد واسمنت وتجهيزات كهربائية ورغم أن هذا القطاع له من الأهمية القصوى إلا ان العديد من التشوهات ما زالت تعيق نمو ونهوض مستدامين يتناسبان مع مكانته ولعل في مقدمتها غياب التنظيم الشامل لجميع أراضي المملكة لاستخدامات معروفة بشكل مسبق لجميع أطراف المعادلة العقارية من جهات مُنظِمة من دائرة أراضي وبلديات وأمانة عمان ومستثمرن ومطورين عقاريين ومشترين إذ لايعقل تغيير صفة الإستعمال بشكل فردي دون تصور شمولي لشكل الأراضي واستخداماتها بما يخدم الأهداف المرجوة من التطوير الحديث لشكل المدن والتجمعات السكانية وخدمة الهوية المعمارية والبصرية وارتباطها بالخدمات والبنية التحتية لخلق تكامل وتناغم مع الهوية العمرانية التي توفر الحلول السكنية والتجارية والخدمية .
لقد عانى المستثمرون من موافقات لاحقة لتملكهم الأراضي والعقارات أضرت بالواقع الذي تم الشراء على أساسه فنجد في العديد من المناطق أبنية باحكام خاصة يتم منح رخص لعمارات سكنية لاحقا بجانبها مما يلحق الضرر بالمستثمرين ويغير من شكل وطبيعة المناطق خلافاً للغايات الأساسية وهو اجحاف وتشوه بحق البيئة الإستثمارية العقارية واضرار بحقوق الناس الذين استثمروا ضمن واقع ما لبث أن تغير .
إن وجود مخططات شمولية تراعي النمو السكاني وحاجته من الخدمات ونوعية طلب المستهلك من العقارات والأراضي يجعل من الضرورة بناء استراتيجية وطنية لعقود قادمة وتظافر جهود وتشبيك حقيقي بين دائرة الأراضي وامانة عمان ونقابة المهندسين ونقابة المقاولين والجهات التشريعية في مجلس النواب والأعيان ووزارو الصناعو والتجارة ودائرة مراقبة الشركات وشركة المياه والكهرباء والإتصالات ووزارة التربية والتعليم ووزارة المالية ووزارة التخطيط ومؤسسة تشجيع الإستثمار والمستشارين الماليين والخبراء الإقتصاديين وجمعية البنوك والبنك المركزي وشركات التأمين ومؤسسات سوق رأس المال من هيئة أوراق مالية وبورصة عمان ومركز إيداع الأوراق المالية وغيرها من الجهات لبناء نموذج مالي وهندسي وقانوني وفني لشكل التطوير العقاري ورسم استراتيجيات تتمتع بالثبات والديناميكية وفق أهداف محددة للنمو الإقتصادي والعمل كفريق واحد لإنجاز التطوير العقاري ضمن رؤية التحديث الإقتصادي كمظلة تجمع وتؤطر لنهوض حقيقي ومستدام .أما قطاع رأس المال وإرتباطه بشكل الممارسة القانونية كشركات مساهمة عامة تنضوي تحت مرجعية هيئة الأوراق المالية فإن الحاجة لإعادة الألق لهذا القطاع الهام القادر على توفير اّليات للاستثمار وتوفير السيولة وجذب الإستثمارات الخارجية يتطلب العمل المشترك لتوسيع قاعدة المتعاملين وزيادة تداولاتهم وتوفير البيئة القانونية والمالية القادرة على توفير الأمان لجميع المتعاملين في هذا القطاع وهنا نتناول في هذا المقال مجموعة من المقترحات للتطوير والتحديث وايجاد أهداف مشتركة للقطاع العقاري وقطاع سوق رأس المال .
القطاع العقاري
اولا: التمويل:
1- يجب اعادة دراسة الآجال المسموح بها لدى البنوك وزيادة متوسط اجل القرض السكني بما يتناسب مع متوسط دخل الفرد الاردني.
2- اعادة دراسة هيكلية الفائدة على القروض السكنية من خلال منح اسعار فائدة تفضيلية من خلال البنوك مع منح هذه البنوك امتيازات من خلال تخفيض هامش النقدية الواجب الإحتفاظ به مع البنك المركزي بما يخص مصادر تمويل التسهيلات العقارية.
3- تشجيع انشاء صناديق استثمار عقارية من خلال تسنيد هذه الصناديق وادراجها في بورصة عمان بما يساهم في توفير مصادر سيولة أكبر وبكلف أقل
4- انشاء قاعدة بيانات موحدة لعملاء القروض العقارية تحت اشراف البنك المركزي والبدء بانشاء قانون التصنيف الائتماني للافراد والمؤسسات وذلك لزيادة ثقة الجهات المانحة للقروض والتسهيلات.
5- الانتهاء من سن قانون الرهن العقاري (التسنيد) والذي يسمح بتداول الرهونات العقارية كورقة مالية مدرجة في بورصة عمان وبعد الانتهاء من متطلبات قانونية وفنية مثل قاعدة البيانات الائتمانية للعملاء والافراد والشركات وكذلك التصنيف الائتماني الموحد.
ثانياً: التراخيص والموافقات:
1- البدء بالسماح بالتوسع العامودي من خلال منح موافقة لانشاء طابقين اضافيين.
2- الانتهاء من تنظيم جميع الاراضي غير المنظمة من خلال دراسة وافية لافاق البلد الاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية بما يخدم فكرة ZONING AREA .
3- توحيد القوانين والانظمة والتعليمات بين كل من دائرة الاراضي وامانة عمان والبلديات.
4- اختصار اجراءات الموافقات الامنية لتملك غير الاردني وتبسيطها ووضع اجراءات واضحة ومحددة وذات ثبات زمني ضمن اطار معقول وبما يخدم امن البلد الاقتصادي والاجتماعي.
5- ربط موافقات تملك الاراضي لغايات التطوير وانشاء المشاريع من قبل الشركات بتحديد مسبق لشكل ونوع التطوير وكلفته من اجمالي كلفة المشروع دون فرض غرامة على عدم التطوير والاستعاضة عن عدم فرض الغرامة بعدم منح الجهة او الشركة او الاشخاص لموافقات اضافية على التملك لحين الانتهاء من موافقات التطوير الحالية
6- تشجيع بناء وانشاء مجمعات سكنية متكاملة من حيث البنية التحتية والمرافق الخدمية من مدارس ومراكز صحية مربوطة بشبكة النقل العام بحيث تكون هذه التجمعات السكنية امتداد طبيعي للكثافة السكانية الحالية مما يخفف من ازمات النقل العام ويساعد على تنمية مناطق اخرى.
ثالثاً: المتطلبات الهندسية والفنية للبناء:
1- توحيد كودات البناء بين امانة عمان والدفاع المدني زنفابة المهندسيين وغيرها من الجهات ذات العلاقة.
2- تشجيع وتطوير اساليب بناء غير تقليدية من حيث المواد الخام المستخدمة في البناء.
3- الاهتمام بالمساحات الخضراء وملاعب الاطفال والخدمات العقارية للمشاريع ضمن رؤية شاملة للاقتصاد الأخضر.
رابعاً: الرسوم والضرائب:
1- تخفيض معدل رسوم تسجيل الاراضي والرهونات العقارية.
2- تعديل قانون الضريبة بخصوص الاعفاءات الضريبية لمستثمري العقارات ومنتجي المواد الخام اللازمة للبناء.
خامساً: المتطلبات القانونية للتملك:
1- انشاء قاعدة بيانات للتحقق من صحة ودقة ملكية الاراضي وذلك لتفادي ابطال الملكيات من خلال جهة ائتمانية تمنح شهادة حسن ملكية ضمن ضوابط والتزامات على الجهة المصدرة.
2- اعادة دراسة المتطلبات القانونية لاجراء الوكالات الخاصة بالاراضي من حيث مدة الوكالة الحقوق والواجبات التي تتضمنها الوكالات العدلية.
سادساً: الاستثمار العقاري:
تشجيع انشاء شركات ومؤسسات كبرى لتطوير مشاريع البنية التحتية والمشاريع العقارية على اسس من الاستثمار المشترك والتشغيل والادارة.
القطاع المالي (بورصة عمان)
1- انشاء قانون التصنيف الائتماني للشركات المساهمة العامة.
2- تشجيع تعليمات الحافظ الامين للافراد.
3- نقل صلاحية المراقبة على الشركات بعد تسجيلها الى هيئة الاوراق المالية واقتصار دور مراقبة الشركات على اجراءات التسجيل والمتطلبات القانونية لتأسيس الشركات.
4- معالجة التشوهات والقصور في نصوص قانون الشركات وتعليمات هيئة الأوراق المالية .
5- البدء بتغير تعليمات هذه الاوراق المالية من خلال (1) اعتماد نظام التقارير الدورية الشهرية الموحدة للشركات ذات القطاع الواحد لتشجيع وضمان سلامة معلومات الشركات اولاً بأول للمساهمين وجهات الاقراض والمستثمرين، والباحثين.
6- تشجيع انشاء مكاتب التمثيل القانوني لمساعدة صغار المساهمين على توكيل مختصين بإدارة محافظهم المالية وتزويدهم بمعلومات الشركات ضمن اطار قانوني ومالي.
7- توفير بدائل للتمويل في البورصة من خلال نوافذ اسلامية، ومشتقات مالية.
8- تشجيع البنوك والمؤسسات المالية على الاستثمار في بورصة عمان من خلال تخفيض القيود على نسب الملكية وموافقات البنك المركزي.
9- منح تشجيع حقيقي وفعلي للشركات التي ترغب بالاندماج ومنح إعفاءات ضريبية ورسوم نقل ملكية الأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في حالة الإندماج.
إن جهد حفيفي ومنظم من جميع الجهات سينتج بالضرورة حالة صحية وجاذبة للاستثمار ويساهم في التنمية الإقتصادية المستدامة وخبرات الأردنين في تطوير الدول المجاورة التي سبقتنا في التطوير والتحديث رغم ريادتنا في سنوات سابقة والنهوض باقتصادياتها في قطاعات الإستثمار والتطوير العقاري والتكنولوجي والخدمات الطبية والتعليم أمبر دليل على قدرتنا على بناء نموذج داخلي ومحلي للتطوير يضاهي ما شهدته هذه الدول من تقدم عمراني وتكنولوجي واستثماري وتبقى العبرة في حسن إدارة المشهد وحشد الطاقات وضمن فريق واحد وبما يليق بمكانة الأردن وأصالة شعبها ومنعة و رفعة إقتصادها الوطني . اخبار البلد