جمعية القلب السعودية تُحيي اليوم العالمي للقلب بحملة توعوية شاملة في الرياض
المرفأ…في إطار حرصها على تعزيز الوعي المجتمعي بصحة القلب والوقاية من أمراض العصر، نظمت جمعية القلب السعودية فعالية توعوية مميزة في مدينة الرياض في (ذا فيو مول) بمناسبة اليوم العالمي للقلب، الذي يصادف 29 سبتمبر من كل عام. ويهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تُعد السبب الأول للوفيات عالميًا، والتأكيد على أن الوقاية المبكرة ونمط الحياة الصحي هما خط الدفاع الأقوى لمواجهة هذه التحديات الصحية.
وأكد الدكتور وليد الحبيب، استشاري أمراض القلب والقصور القلبي ورئيس جمعية القلب السعودية، أن أمراض القلب لا تزال التحدي الصحي الأكبر على المستويين العالمي والمحلي، مشيرًا إلى أن الحملة هذا العام جاءت تحت شعار (س ت ض ح ك)، وهو اختصار لأبرز عوامل الخطر: السكري والسمنة، التدخين والتغذية، ضغط الدم، الحركة، الكوليسترول.
وأضاف أن الجمعية تسعى من خلال هذه الحملات إلى الوصول لمختلف شرائح المجتمع، ورفع الوعي بخطورة هذه الأمراض وطرق الوقاية منها، خصوصًا أن السمنة باتت من أخطر المسببات التي تستدعي مواجهة شاملة.
وأشار إلى أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 جعلت صحة المواطن في صدارة الأولويات، مما يعزز أهمية المبادرات التوعوية في دعم مجتمع صحي وحيوي.
من جانبها، شددت الدكتورة ريهام البابطين، استشارية طب الأسنان بمركز الأسنان الجامعي، على الترابط الوثيق بين صحة الفم والأسنان وصحة القلب، موضحة أن البكتيريا الناتجة عن التهابات اللثة قد تنتقل إلى مجرى الدم وتؤثر على جهاز المناعة وصحة القلب. وأكدت أن الزيارة الدورية لطبيب الأسنان منذ الطفولة وحتى الشيخوخة تُعد خطوة أساسية للوقاية.
وأضافت أن مرضى السكري والقلب أكثر عرضة لمضاعفات التهابات الفم، ما يستوجب تعاونًا أكبر بين أطباء الأسنان والتخصصات الطبية الأخرى. كما أن الطب الشمولي ينظر لصحة الإنسان كوحدة متكاملة، وإهمال صحة الفم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس جودة الحياة.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مبارك عبد الهادي الدوسري، استشاري أمراض القلب، أن أمراض القلب لا تقتصر على كبار السن فقط، بل يمكن أن تظهر في مختلف المراحل العمرية، بدءًا من الطفولة وحتى الشيخوخة. وحثّ على إجراء الفحوص المبكرة خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة.
ووجه نصائح عملية للوقاية، أبرزها الالتزام بالأدوية للمرضى بعد الخمسين، المتابعة الطبية الدورية، اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. وحذّر في الوقت نفسه من التدخين الإلكتروني، مؤكدًا أنه قد يكون أخطر من التدخين التقليدي وفق نتائج بعض الدراسات، إذ يؤثر سلبًا على القلب والرئة والدماغ.
واتفق الأطباء المشاركون على أن الوقاية تبدأ من وعي الفرد والتزامه بأسلوب حياة صحي يجمع بين التغذية السليمة، النشاط البدني المنتظم، الامتناع عن التدخين، العناية بصحة الفم، والمتابعة الطبية الدورية. وأكدوا أن الوقاية خير من العلاج، وأن تكاتف الجهود بين الأطباء والمجتمع سيُسهم في خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع صحي وحيوي.
الجدير بالذكر أن الفعالية شهدت حضورًا واسعًا من الزوار وتغطية إعلامية لافتة، حيث أتيحت للزوار فرص إجراء فحوصات مجانية شملت قياس ضغط الدم، السكر، الكوليسترول، ومؤشرات السمنة، إلى جانب محطات تفاعلية للتوعية الصحية. كما قدّم الأطباء والاستشاريون المشاركون استشارات مباشرة، ركزت على أهمية العادات الصحية وتجنب عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.