ندوة بمعرض عمان الدولي للكتاب تحذر: الذكاء الاصطناعي أداة للاستعمار اللغوي

3٬248

المرفأ…عمان-اتحاد الناشرين الأردنيين

أثارت ندوة حوارية بعنوان “الذكاء الاصطناعي والترجمة إلى اللغة العربية”، التي أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025 الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، قلقًا معرفيًا حول مستقبل العلاقة بين الترجمة الآلية والهوية الثقافية واللغوية العربية.

وشارك في الندوة كل من رئيس جمعية المترجمين الأردنيين وأستاذ الترجمة في جامعة اليرموك، الدكتور محمد عبيدات، الكاتب والمترجم وعضو رابطة الأدباء الكويتية عبد الوهاب سليمان، وأدارها الصحفي أحمد الطراونة.

أكد سليمان أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا رئيسيًا وواقعًا في مجال الترجمة، معترفًا بأنه سرّع عملية الإنتاج إلا أنه أشار إلى ضرورة إعادة تعريف دور المترجم بدلاً من إلغائه.
وحذر بشأن الأبعاد الخطيرة للترجمة الآلية، معتبرًا أننا نواجه نوعًا من الاستعمار اللغوي، موضحا أن الذكاء الاصطناعي، المصنّع من قِبل شركات تقنية غربية، يتم تغذيته بطريقة توجه مصطلحات معينة، مستشهداً بأمثلة..

وشدد على ضرورة أن نكون صُنّاعًا ومساهمين لا مجرد مستهلكين لهذه الأداة المعرفية، داعيا إلى استثمار المؤسسات الثقافية في الاتفاقيات مع الشركات التقنية الكبرى لابعاد التحيزات الثقافية ووضع السياقات التاريخية.

وأشار سليمان إلى التجربة الملهمة لشركة ترجمة الأردنية التي أسستها نور الحسن، والتي أصدرت نموذج”برونويا”، الذي أثبت تفوقه على ترجمات جوجل وChatGPT.

وشدد سليمان على ضرورة أن يكون اللغويون وعلماء اللغويات الحاسوبية حاضرين وفاعلين في الشركات التقنية، وأن يتم توحيد المصطلحات التي تمثل مشكلة أزلية في الترجمة العربية.

من جانبه، أكد الدكتور عبيدات أن الدراسات أظهرت أن أدوات الذكاء الاصطناعي ليست محايدة، بل هي مغذاة بأنماط لغوية هائلة تعكس أيديولوجية الجهة التي تغذيها.

وحذر من أن الذكاء الاصطناعي يؤدلج الأجيال الصاعدة ذهنيًا ولغويًا على أفكار لا تعكس الهوية الحضارية والثقافية العربية ولا صراعنا مع الآخر، معرباً عن القلق من أننا قد نكون في مرحلة “السباحة عكس التيار”.

وأكد الدكتور عبيدات أن دور المترجم قد تحول من الترجمة التقليدية إلى التدقيق اللغوي والتحرير .

في نهاية الندوة، قال الصحفي الطراونة ان اللغة العربية تعاني من نقص كبير في الموارد الرقمية على الشبكة العنكبوتية مقارنة بالإنجليزية والصينية، ودعا إلى إعادة الاعتبار للمترجم الحقيقي وإعادة الاعتبار للغة العربية على الشبكة.

وشدد على ضرورة أن تعمل المؤسسات الثقافية على إعادة بناء وتدعيم اللغة العربية على المنصات الرقمية، لمنع “خطف اللغة العربية” وتسويقها على أنها لغة جديدة ومختلفة.

وفي نهاية الندوة تم تكريم المشاركين في الندوة بدرع المعرض.

قد يعجبك ايضا