“الآن ناشرون وموزعون” تُطلق جائزة سميحة خريس للرواية الأولى

3٬276

المرفأ…عمّان –

تكريمًا لمسيرة الروائية سميحة خريس، وإيمانًا بدورها البارز في إثراء السرد العربي، أطلقت “الآن ناشرون وموزعون” جائزة سميحة خريس للرواية الأولى لتكون منصة لاكتشاف الأصوات الجديدة، وفضاءً لاحتضان المواهب المبدعة.
وأوضحت الدار في بيان صحفي، أن الجائزة تستهدف الرواياتِ الأولى غير المنشورة، لتكون “بمثابة فرصة الانطلاق للكتّاب الشباب، ترافق نصوصهم إلى النور، وتمنحهم الدعم الذي يحتاجونه عادةً في البدايات”.
وقال المدير العام للدار د.باسم الزعبي: “تخوض خريس تجربة الكتابة الإبداعية منذ عقود، وراكمت مشروعًا أدبيًّا متجذرًا، منحازًا للإنسان وقضاياه، ومفتوحًا على الذاكرة الجمعية، ومشتبكًا مع التاريخ دون أن يتخلّى عن التزامه تجاه الراهن وقضاياه”.
وأضاف: “تحمل الجائزة اسم الروائية خريس، التي شكّلت تجربتها واحدة من أبرز علامات السرد العربي المعاصر، كتابةً وموقفًا، ومثّلت نموذجًا في الالتزام الجمالي، والعمق الإنساني، والقدرة على مزج الحكاية بالتاريخ، والسرد بالتعبير عن الهوية”.
وتابع الزعبي بقوله، إن الجائزة تمثل “مبادرة ثقافية تحمل على عاتقها مهمة نبيلة: احتضان الكتّاب الذين يخطّون خطواتهم الأولى في عالم الرواية، ولم تُتَح لهم فرصة النشر أو الظهور بعد”، مؤكدًا أن “الآن ناشرون وموزعون” اضطلعت بهذا الدور منذ تأسيسها عام 2013، وأن الجائزة “جاءت لتعزّز مساعي الدار في هذا المضمار، وتضيف لبنة جديدة في مداميك مشروعها الثقافي المنحاز للإبداع والمؤمن بالأجيال الجديدة وبالأصوات الموهوبة وضرورة تمهيد الطريق أمامها”.
بدوره، قال المشرف على الجائزة الكاتب جعفر العقيلي، إن الجائزة التي تَقرّر أن تكون سنوية، تنطلق من فلسفة “رعاية المواهب والأخذ بيدها”، مضيفاً أن دعم الأصوات الجديدة “ليس ترفًا، بل ضرورة لاستمرار الحياة الأدبية وتجدّدها”.
وتابع العقيلي بقوله: “خُصّصت الجائزة للأعمال الروائية غير المنشورة، انطلاقًا من أن هناك نصوصًا تستحقّ أن تُقرأ لكن لم يُتَح لها الظهور بعد، ولأن الكثيرين يمتلكون الموهبة الإبداعية، لكنهم يعجزون عن نشر أعمالهم الأولى”.
لذلك، تأتي الجائزة وفقاً للعقيلي “لتكون مساحة عادلة للتقييم والإطلاق، تنحاز لما يحمله النص من قوة وفرادة وصدق فني قبل أيّ شيء آخر، وتأخذ على عاتقها ليس مكافأة الكاتب الفائز ماديّاً فقط، وإن كانت قيمة المكافأة رمزية بمعنى ما، وإنما تقديم نصه للقراء ومنحه الحضور الذي يليق به في أوساطهم”.
من جهته، أشاد رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين مدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبو فارس بإطلاق هذه الجائزة، واصفاً إياها بـ”المبادرة النوعية التي تعكس الدور الرائد لدور النشر الأردنية في إثراء المشهد الثقافي العربي”.
وقال أبو فارس إن الجائزة “تعد تكريماً مستحقَّاً لقيمةٍ أدبية كبيرة تمثلها الأدبية سميحة خريس التي اختيرت الشخصية الثقافية لمعرض عمان الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشرة”، وأضاف: “نأمل أن تفتح هذه الجائزة آفاقاً جديدة لاكتشاف إبداعات أردنية، تأخذ مكانها في مختلف المحافل الأدبية”.
بدورها، قالت الروائية سميحة خريس بمناسبة إطلاق الجائزة: “كما تنمو الأشجار، تتغذى على فيض ما تمنحه الجذور، وتتيه جمالاً على حفيف الأوراق اليانعة والأغصان الغضة، كذلك هو الأدب. هو مشروع متراكم وأيدٍ تأخذ ببعضها بعضًا، وهو عطاء يستمر إذا مُهِّدت له الطريق.. هكذا أفهم التعامل مع التجارب الإبداعية الجديدة، تمهيداً للطريق وإضاءةً على التجربة، على أمل ولادة نجوم تبزّ بضيائها ما سبقها”.
وتابعت خريس بقولها: “ها هي (الآن ناشرون وموزعون) تقوم بالدور المناط بناشرٍ مثقف، يفهم أنه يمثل مشروعاً ثقافياً، لا مجرد رفوف خشبية تعرض بضائع ثمينة.. بهذا الفهم العميق للدور الثقافي تنطلق هذه الجائزة التي شرّفتني بحمل اسمي، ومنحتني حيزاً من المسؤولية اتجاه الجيل الشاب من الكتّاب، وكأننا ودار النشر والقائمون على الجائزة نقول معاً: تعالوا إلى مشروع ثقافي يفتح الطريق لانطلاقة إبداعية واعدة، تضيف إلى رصيد الإبداع الروائي، وتمدّه بدمٍ جديد ورؤى يانعة”.
وعبّرت خريس عن تقديرها لهذا المشروع “الذي يراهن على دورٍ يربط بين الكتّاب الجدد والمكرَّسين بصورة فذة، ويتيح للإصدار الروائي الأول احتفائية تليق بالإبداع”.
وحول شروط الترشح، أوضح البيان الصحفي للدار أن التقدم للجائزة متاح لكل كاتب لم ينشر رواية من قبل (ورقيًّا أو إلكترونيًّا)، على أن لا يتجاوز عمره 30 سنة بحلول 1 كانون الثاني/ يناير 2026، وأن يكون المتقدم أردنيّ الجنسية أو مقيماً بالمملكة الأردنية الهاشمية، وأن يرشّح عملاً واحداً فقط (في حال إرساله أكثر من عمل يُحرَم من التنافس على الجائزة)، وأن يكون العمل المرشَّح أصيلاً وغير مولَّد بالذكاء الاصطناعي بأيّ صورة من الصور، وأن يكون مكتوباً باللغة العربية الفصيحة، وألّا يكون منشوراً بأي صيغة (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي)، وألّا يقلّ عدد كلماته عن 20 ألف كلمة ولا يزيد عن 50 ألف كلمة، وألّا يكون قد قُدِّم لجائزة أخرى.
ووفقاً للبيان، يفتح باب الترشح للجائزة يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، ويغلق يوم 1 نيسان/ إبريل 2026. وتتولى لجنة التحكيم النظر في الأعمال التي تنطبق عليها الشروط والمعايير، وتقييمها والمفاضلة بينها، وصولاً إلى اختيار القائمة القصيرة التي تشتمل على 3 أعمال ويتم الإعلان عنها في 16 تموز/ يوليو 2026، ويعلَن اسم الفائز بالجائزة في دورتها الأولى في 16 آب/ أغسطس (الذي يصادف الاحتفال بيوم ميلاد الروائية سميحة خريس)، ويقام حفل تسليم الجائزة خلال معرض عمّان الدولي للكتاب 2026.
وتتكون مفردات الجدائزة من جائزة مالية قيمتها 1000 دولار أمريكي، ونشر العمل الفائز ضمن إصدارات الدار وعلى نفقتها، وذلك بعد إخضاعه لعمليات التدقيق والتحرير والمراجعة الفنية اللازمة، إضافة إلى حصول الفائز على ما نسبته 10% من النسخ المطبوعة.

قد يعجبك ايضا