رحلات أردننا جنة المدرسية تنعش فنادق النجمتين في البترا
المرفأ… رجّح عاملون في القطاع الفندقي في مدينة البترا أن تنعكس الرحلات المدرسية والكشفية التي أدرجت ضمن برنامج “أردننا جنة” إيجابا على نسب الإشغال في فنادق النجمة والنجمتين، في ظل استمرار تأثر الحركة السياحية بالأوضاع الإقليمية.
وقال هؤلاء، في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، إن هذه الخطوة ستُنشط الفنادق الاقتصادية التي تعاني منذ أكثر من عامين من ركود ملحوظ، فيما ستبقى فنادق الثلاث، والأربع، والخمس نجوم خارج نطاق الاستفادة، لأسباب تتعلق بالأسعار وتعليمات التشغيل.
منشآت متأثرة وأخرى مستفيدة
وأكد رئيس جمعية فنادق البترا حسين النوافلة أن إدراج الرحلات المدرسية والكشفية ضمن برنامج “أردننا جنة” سيُسهم في تحريك نسب الإشغال في فنادق النجمة والنجمتين، كونها الأنسب سعريا لهذه الفئة.
وأوضح أن “الفنادق من ثلاث إلى خمس نجوم لن تستفيد كثيرا من هذه الخطوة، ليس فقط بسبب الأسعار المرتفعة، بل لأن عددا منها قد يمتنع عن استقبال هذه الفئة من الزوار بسبب صعوبة ضبط السلوك والالتزام بتعليمات المنشآت الفندقية”.
وأشار النوافلة إلى أن “الرحلات الطلابية تجربة جديدة على المنشآت الفندقية في البترا”، معربا عن أمله في نجاحها خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنشآت الصغيرة منذ أكثر من عامين.
أثر “أردننا جنة” في ظل تراجع السياحة
بيّن النوافلة أن نسبة الإشغال الحالية في فنادق البترا لا تتجاوز 25 %، وهي نسبة منخفضة مقارنة بذات الفترة في السنوات الماضية، حين كانت تصل إلى 100 % خلال ذروة الموسم السياحي.
وأعرب عن تفاؤله بعودة تدريجية للسياحة الوافدة إلى البترا بعد الإعلان عن وقف العدوان الصهيوني على غزة، مشيرًا إلى أن الاستقرار الإقليمي شرط أساسي لاستعادة نشاط السياحة الأجنبية.
من جهته، أكد عبدالله الحسنات، رئيس جمعية فنادق البترا السابق، أن إدراج الرحلات الطلابية سيسهم في تحريك المنشآت الفندقية بشكل مقبول، وإن كان الأثر الأكبر سيظهر على الفنادق ذات التصنيفين الأدنى.
وأضاف أن “رحلات أردننا جنة إلى البترا كانت وما تزال المحرك الأساسي للقطاع الفندقي خلال الفترة الحالية”، لافتًا إلى أنها ساعدت العديد من المنشآت على الاستمرار رغم الصعوبات، ومنعت مزيدا من حالات الإغلاق التي شهدها القطاع خلال العامين الماضيين.
أما أحمد هلالات، أحد العاملين في أحد فنادق البترا، فرأى أن الفنادق الصغيرة هي المستفيد الأول من هذا التوجه، خصوصًا في ظل خلو الفنادق من الزوار في فترة يُفترض أن تشهد أعلى نسب الإشغال.
وقال: “قبل العدوان على غزة، كانت فنادق البترا تشهد إشغالًا كاملاً في هذا الوقت من العام، ونتوقع أن تعود هذه النسب تدريجيًا العام المقبل إذا استمر وقف العدوان”.
توسيع قاعدة المستفيدين
كانت وزارة السياحة والآثار قد أعلنت مؤخرًا عن إطلاق فئة جديدة ضمن برنامج “أردننا جنة – البترا”، تستهدف الرحلات المدرسية والكشفية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بهدف تعزيز السياحة الداخلية وتوسيع وعي الجيل الناشئ بالإرث الحضاري الوطني.
وبحسب الوزارة، يأتي هذا التوجه في إطار جهودها لدعم القطاع السياحي في البترا، عقب لقاء جمع وزير السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين بممثلي القطاع السياحي في المدينة، وأثمر عن حزمة إجراءات خاصة لدعم وتنشيط السياحة إلى الوجهة الوردية.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد الطلبة في المملكة يتجاوز 2.3 مليون طالب وطالبة، منهم أكثر من 1.5 مليون في المدارس الحكومية، وهو ما يشكل شريحة كبيرة يمكن أن تُسهم في تحريك القطاع.
كما وفرت الوزارة حافلات سياحية حديثة بسعات مختلفة (14 و30 راكبًا)، وفعلت رحلات المجموعات الشبابية والمؤسسية، مع تقديم خدمات مميزة.
ويراهن قطاع الفنادق في البترا على هذه الخطوة لتنشيط السياحة الداخلية، في وقت ما تزال فيه السياحة الأجنبية تعاني من التباطؤ. ومع وقف العدوان على غزة، يأمل العاملون في القطاع بعودة تدريجية للزوار الأجانب، شريطة استمرار الدعم المحلي والرسمي للوجهات السياحية.