الأردن ودول مجموعة “ميد 9” يصدرون بيانا مشتركا حول الشرق الأوسط

3٬699

 المرفأ …أصدر الأردن ودول مجموعة “ميد 9″، اليوم الاثنين، بيانا مشتركا حول الشرق الأوسط، عقب انعقاد قمة دول جنوب أوروبا “ميد 9″، التي استضافتها مدينة بورتوروز السلوفينية، فيما يلي نصه:

 

“بيان مشترك حول الشرق الأوسط صادر عن جلالة الملك عبدالله الثاني وقادة دول مجموعة “ميد 9”

 

(بورتوروز، 20 تشرين الأول 2025)

 

بدعوة من رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب، شارك جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في اجتماع مع رؤساء دول وحكومات دول جنوب الاتحاد الأوروبي “ميد 9″، والتي تشمل كرواتيا وقبرص وفرنسا واليونان ومالطا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا ونائب رئيس وزراء إيطاليا. وتناول الاجتماع الوضع في الشرق الأوسط، ولا سيما آخر التطورات في غزة.

 

وأعرب قادة “ميد 9” عن تقديرهم للأردن باعتباره شريكا موثوقا وذا مصداقية، ويقوم بدور رئيسي في إرساء السلام والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

 

لدى دول “ميد 9” والأردن التزام مشترك بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل عام، وتعترف كل منها بجهود الأخرى الدؤوبة لتحقيق هذه الأهداف.

 

أعرب قادة “ميد 9” عن تقديرهم لقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ومقترحه لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة ومنع تهجير الشعب الفلسطيني والمضي قدما في تحقيق سلام شامل، فضلا عن إعلانه لرفض خطط ضم الضفة الغربية.

 

ورحب القادة بانعقاد قمة شرم الشيخ للسلام وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والاستجابة الإنسانية في غزة، وأثنوا على الجهود الدبلوماسية والمفاوضات التي أفضت إلى إبرام الاتفاق، بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من عدد من الدول، منها مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة. وأكدوا على أهمية تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن والمعتقلين، داعين جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بتنفيذ جميع مراحل الاتفاق لإنهاء الحرب في غزة والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يعرض هذا الاتفاق للخطر.

 

وفيما يتعلق بإدارة القطاع، أكد القادة على ضرورة أن يكون للفلسطينيين دور أساسي في ذلك، وأعربوا عن دعمهم لتولي اللجنة الفلسطينية الإدارية بشكل سريع زمام الأمور على النحو الذي أقرته الجامعة العربية في القاهرة، ودعوا إلى مشاركة الاتحاد الأوروبي في مجلس السلام في ضوء الدعم المستمر للاتحاد الأوروبي لجهود تحقيق السلام الشامل.

 

وأعرب القادة عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وأكدوا ضرورة ضمان إيصال مساعدات إنسانية كافية وبشكل مستدام إلى القطاع دون قيود، مع التشديد على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي احتراما تاما في جميع الأوقات.

 

وشددوا على الدور الذي لا غنى عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجددين التزامهم بمواصلة دعم الوكالة في تقديم الخدمات إلى 9ر5 مليون لاجئ فلسطيني وفقا لتكليفها الأممي بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 302 (1949)، ورحبوا بالتزامها وجهودها المستمرة لتنفيذ توصيات تقرير كولونا.

 

وفي هذا السياق، أقرت دول “ميد 9” بأهمية الأردن كمركز إقليمي للمساعدات الإنسانية إلى غزة وجهود إعادة إعمار القطاع، كما جددت التأكيد على أولوية الممرات البرية، وأشارت إلى أن جميع الطرق البرية والجوية والبحرية، بما في ذلك الممر البحري القبرصي، لها أهمية كبيرة في المساعدة على تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة للمدنيين في غزة.

 

وأعادت دول “ميد 9” التأكيد على إدانتها الشديدة لاستمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في أعقاب تصاعد العملية العسكرية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتم التأكيد على ضرورة وقف إسرائيل لخطة الاستيطان في منطقة “E1″، وعلى ضرورة قيام إسرائيل على الفور بالإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة.

 

وأكدت دول “ميد 9” أهمية الالتزام بالحفاظ على الوضع القائم التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة في القدس، بالقول والفعل، وتم التشديد في هذا السياق على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه الأماكن المقدسة، وأن أي تغيير في الوضع القائم سيزعزع الاستقرار.

 

وأعادت دول “ميد 9” التأكيد على التزامها الراسخ بتحقيق سلام دائم ومستدام على أساس حل الدولتين، وفقا للمعايير المتفق عليها دوليا، ووفقا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وأكدت استعدادها للمساهمة في جميع الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الحل، وأن على جميع الأطراف الامتناع عن أي عمل قد يقوض قابلية تحقيق حل الدولتين.

 

وأعرب القادة عن دعمهم لاستقرار لبنان وللدور الأساسي الذي تضطلع به قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، مجددين التأكيد على ضرورة احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وداعين جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني عام 2024.

 

وأكد القادة مجددا دعمهم للشعب السوري وحكومته في جهودهما الهادفة إلى إعادة بناء سوريا على أساس يضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، مع العمل على عملية سياسية شاملة للجميع وتحقيق تطلعات جميع السوريين والحفاظ على حقوقهم.

 

كما أكدوا أهمية تكثيف الجهود الدولية التي يتم تنسيقها بين مختلف الأطراف لتهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية والمستدامة للاجئين السوريين. وبالإشارة إلى الدعم المالي الكبير الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، أكد قادة “ميد 9” على الحاجة الملحة إلى زيادة الدعم الدولي لوكالات الأمم المتحدة والبلدان المستضيفة، ولا سيما الأردن، الذي لا يزال يتحمل عبئا يتعدى إمكانياته، من أجل الحفاظ على الخدمات الأساسية وتعزيز منعة اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.

 

وأيدت دول “ميد 9″ خارطة الطريق التي أعلنتها الأردن وسوريا والولايات المتحدة لإنهاء الأزمة في السويداء واستقرار جنوبي سوريا، داعية للتنفيذ الكامل لهذه الخارطة، وأعربت عن تقديرها لدور الأردن في إنهاء الأزمة في محافظة السويداء”.

 

قد يعجبك ايضا