البلبيسي: ذبابتان تثيران الجدل لا تنقلان العدوى ولا تشكلان خطرًا على الحياة
المرفأ…أكد الدكتور عادل البلبيسي، رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، أن ما يُتداول حول ذبابة الرمل وذبابة النمر الأسود مبالغ فيه، موضحًا أنهما لا تشكلان خطرًا يؤدي إلى الوفاة، ولا تتسببان بنقل الأمراض من إنسان إلى آخر بشكل مباشر.
وبيّن البلبيسي أن الذبابتين تختلفان في طبيعة نشاطهما، فكلتاهما تلسع الإنسان لامتصاص جزء من دمه، لكنها لا تنقل العدوى بين الأشخاص، مشيرًا إلى أن ذبابة الرمل قد تنقل مرض اللشمانيا، المعروف باسم حبة بغداد أو أريحا، وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق نوع محدد من البعوض.
وأوضح أن اللشمانيا الجلدية هي الشكل المنتشر في الأردن، وتعد غير خطيرة على الحياة، إذ تقتصر آثارها على التقرحات الجلدية وترك الندوب، بينما يمنح التعرض لها مناعة لاحقة ضد الإصابة مجددًا. أما اللشمانيا الحشوية فهي النمط الأخطر لكنها غير شائعة في المملكة.
وأضاف أن ذبابة الرمل صغيرة الحجم وتعيش في المناطق الدافئة والرطبة والمظلمة، مثل الجحور، ولا تستطيع الطيران لمسافات طويلة تتجاوز 40 مترًا، غير أن التوسع العمراني ساهم في انتشارها ووصولها إلى بيئات جديدة، خصوصًا في الأغوار والمناطق الصحراوية.
أما عن ذبابة النمر الأسود، فأشار البلبيسي إلى أنها تُعرف علميًا باسم بعوضة الغابات النهارية، ولا توجد في الأردن، إذ تقتصر مناطق انتشارها على الهند وجنوب شرق آسيا، وقد تُرصد أحيانًا في دول أخرى نتيجة انتقالها مع المسافرين. وتتميز هذه الحشرة بلونها الأسود المخطط بالأبيض، وأرجلها ذات النمط نفسه.
وأكد أن هذا النوع من البعوض يمكن أن ينقل أمراضًا مثل الحمى الصفراء وحمى الضنك، إلا أن هذه الأمراض غير مسجلة في الأردن إطلاقًا.
وشدد البلبيسي في ختام حديثه على ضرورة تكثيف جهود أمانة عمان والبلديات في مكافحة الحشرات بشكل دوري، عبر حملات رش منتظمة ومدروسة، تضمن الحد من انتشارها في البيئات السكنية.