عين على القدس يرصد اعتداءات المتطرفين على الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون
المرفأ…. سلّط برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على اعتداءات المستوطنين اليهود وجيش الاحتلال على الفلسطينيين وأشجار الزيتون خلال موسم قطف الزيتون لهذا العام.
ووفقًا لتقرير البرنامج المعد في القدس، فإن قطف الزيتون في فلسطين أصبح “مغامرة موت” بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بعد أن عاث المستوطنون والمتطرفون خرابًا وتدميرًا في هذه الشجرة المباركة، واعتدوا على كل من يقترب منها من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والمسنون الذين لم يسلموا من إجرامهم.
ووثّق التقرير مشاهد فيديو لاعتداء أحد المستوطنين على الحاجة عفاف أبو عليا ومحاولة قتلها، حيث قام بمهاجمتها بأداة على رأسها، ما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة في الرأس، تم نقلها إلى المستشفى وتقطيب رأسها بـ11 غرزة من جهة و8 غرز في الجهة الثانية، فيما أكدت الحاجة عفاف بأنها سوف تعود إلى قطف الزيتون حال تعافيها، مشددة على أنها “لا تخاف منهم”.
وأضاف التقرير أن هذا الموسم من قطف الزيتون يُعد “دمويًا” بشكل غير مسبوق من قبل قطعان المستوطنين الذين ارتكبوا جرائمهم تحت حماية وغطاء من جيش الاحتلال، فبعد أن قاموا بسرقة المحاصيل والاعتداء على أصحاب الأرض، أقدموا على إضرام النيران بالأشجار وقطع الآلاف منها، بهدف حرمان الفلسطينيين من أشجارهم التي توارثوها أبًا عن جد، فيما يقوم جيش الاحتلال بالاعتداء بالضرب على الفلسطينيين الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم أثناء اعتداء المستوطنين عليهم.
وقال المزارع الفلسطيني جهاد النعسان إن المستوطنين جزء من الكيان الإسرائيلي، وكل تحرك لهم يكون بتوجيه وتعليمات من الجيش، مشيرًا إلى أن تحرك المستوطنين في هذه الفترة اتخذ طابعًا عدوانيًا أكثر دموية من الفترات السابقة، في محاولة لحرمان الفلسطينيين من التواصل مع شجرة الزيتون التي عمرها أكبر من عمر الاحتلال نفسه.
وأشار التقرير إلى أنه بالرغم من تواجد نشطاء ومتطوعين أجانب ممن قدموا من شتى أنحاء العالم لحماية الفلسطينيين أثناء قطافهم لأشجار الزيتون، إلا أن ذلك لم يمنع جيش الاحتلال والمستوطنين من الاعتداء عليهم كذلك.
وقال المتضامن الألماني مع الفلسطينيين ميشيل: “إننا هنا تحت الخطر منذ أسبوعين… ولكن الفلسطينيين يقبعون تحت الخطر منذ سبعين عامًا”، مضيفا “يجب على العالم أن يقف ويساعد الفلسطينيين”.
وقال التقرير إنه في ظل هذه المخاطر واعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال، يصر الأهالي الفلسطينيون على إحضار أطفالهم لقطف ثمار الزيتون، بهدف غرس فكرة التمسك بالأرض في أذهانهم، وتحفيزهم على التشبث بها، وبأن الزيتون رمز التضحية والصمود.
ولفت إلى أن “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” وثّقت أكثر من 160 اعتداءً بحق قاطفي الزيتون من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين منذ انطلاق موسم قطف الزيتون في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول الحالي.
بدوره، قال مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الإفتاء العام، الدكتور أحمد الحراسيس، إن قضيتنا مع اليهود في القرآن الكريم هي قضية عقيدة، وإن اعتداءاتهم في موسم قطف أشجار الزيتون تأتي من كونها شجرة مباركة، بهدف القضاء عليها، وبالتالي فهي قضية أرض وعِرض ومبدأ.
وأشار إلى أن الله عز وجل ذكر صفات اليهود في القرآن الكريم، وكان أولها “عدم عبادة الله”، وعدم احترام كل شيء مقدس وإساءتهم إلى الحق سبحانه وتعالى، كما يقومون بالإساءة إلى أنبياء الله، ويتحدثون عنهم وعن الله بسوء في توراتهم المحرّفة، إضافة إلى بعض الصفات الأخرى، كالنفاق والمكر والخداع والبخل ونكران الجميل والغرور والتكبر وتحريف الحقائق والتحايل على الحلال والحرام.
من جهته، قال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، إن شجرة الزيتون بالنسبة للفلسطينيين ليست مصدرًا للرزق فقط، وإنما لها ارتباط وجداني ووطني بهم، حيث إنها تُعد “رمزًا للبقاء والصمود والحفاظ على الأرض”، وأن هؤلاء المستوطنين تربوا في مدارس دينية تعلموا فيها الإرهاب والتعطش للدم على مدى سنوات، وتم توجيههم نحو ثقافة إنكار العربي وعدم تقبّل وجوده في الأراضي المحتلة، ووجوب طرده منها، إضافة إلى أن تلمودهم المزوّر يقول إن هذه الأرض هي أرض “إسرائيل الكبرى” وإن الضفة الغربية والقدس هما “يهودا والسامرة”، مضيفًا أن كثيرًا من الوزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي تربّوا في مثل هذه المدارس، وعلى رأسهم الوزيران المتطرفان سموتريتش وبن غفير.
وحذّر شعبان من أن الاحتلال يحاول شرعنة هذا الموضوع، لافتًا إلى أن هذه الفكرة هي مشروع قرار في ما يسمى “الكنيست”، ويقضي بأن هذه الأرض يجب أن تكون مملكة “يهودا والسامرة”، وأن الائتلاف الذي شكّل حكومة الاحتلال المتطرفة الحالية اتفق على أمور رئيسية، أهمها ضرورة طرد الفلسطينيين من أرضهم أو أن يكونوا عبيدًا لدى اليهود.
وأشار إلى أن هناك 55 ألف دونم قام الاحتلال بالسيطرة عليها بعد السابع من تشرين الأول 2023، إضافة إلى إحراق عشرات القرى، واستشهاد 34 فلسطينيًا برصاص المستوطنين، إلى جانب 1100 شهيد ارتقوا على يد قوات الاحتلال في الضفة منذ ذلك التاريخ.
وطالب بـ”وحدة حقيقية” في الميدان من قبل الاتحادات واللجان والمجالس القروية والبلدية والعائلات وكل من له صلة بهذه الأرض، مشددا على أن على الجميع التواجد على الأرض والدفاع عن الفلسطينيين وأراضيهم، وعدم جعلهم لقمة سائغة لهؤلاء المجرمين.