لماذا كان البشر ينامون في السابق على فترتين؟
المرفأ…يعد النوم المتواصل لثماني ساعات أصبح أمرا حديثا نسبيا، وليس ثابتا تطوريا، وهو ما يفسر لماذا يستيقظ كثيرون في منتصف الليل ويتساءلون إن كان هناك خطب ما، في الواقع هذه تجربة إنسانية طبيعية جدًا.
على مر التاريخ، لم يكن النوم المتواصل طوال الليل هو القاعدة، بل كان الناس ينامون عادة على فترتين كل ليلة، تعرف غالبًا باسم “النوم الأول” و”النوم الثاني” كل فترة نوم كانت تستمر عدة ساعات، تفصلها فترة يقظة لمدة ساعة أو أكثر في منتصف الليل.
تصف السجلات التاريخية في أوروبا وأفريقيا وآسيا كيف كانت العائلات بعد حلول الليل تنام باكرًا، ثم تستيقظ حوالي منتصف الليل لفترة قصيرة قبل أن تعود للنوم حتى الفجر، خلال هذه الفترة لم يكن الوقت ميتًا، بل كان وقتًا يستغل في أعمال منزلية مثل إشعال النار أو الاطمئنان على الحيوانات، أو في أنشطة هادئة كالصلاة، التأمل، القراءة، الكتابة، وحتى التواصل الاجتماعي بهدوء مع العائلة والجيران،وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
كيف فقدنا النوم الثاني؟
النوم الثاني اختفى تدريجيًا خلال القرنين الماضيين نتيجة تغييرات مجتمعية كبيرة، كان من أبرزها الإضاءة الاصطناعية، فمع ظهور مصابيح الزيت، الغاز، ثم الكهرباء، أصبح الليل وقتًا أكثر فائدة للاستيقاظ، ما دفع الناس إلى السهر حتى وقت متأخر.
بيولوجيًا، الضوء الساطع ليلًا يغير ساعتنا البيولوجية، ويقلل ميلنا للاستيقاظ بعد بضع ساعات من النوم، الضوء قبل النوم ويؤخر بداية النوم، بينما جداول العمل الجديدة في المصانع شجعت على النوم مرة واحدة متواصلًا، مما رسخ فكرة النوم لمدة ثماني ساعات كمعيار حديث.
النوم المزدوج لا يزال موجودًا
نشرت دراسة عام 2017 على مجتمع زراعي في مدغشقر، بلا كهرباء، أظهرت أن معظم الناس ما زالوا ينامون على فترتين، ويستيقظون حوالي منتصف الليل.
الضوء يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم ساعتنا الداخلية وإدراكنا للوقت.، في الشتاء أو تحت الإضاءة الاصطناعية، قد نغرق في شعور مرهق بمرور الوقت، ضوء الصباح الغني بالأزرق مهم بشكل خاص لتنظيم الساعة البيولوجية
كيف نفهم الاستيقاظ الليلي اليوم؟
الاستيقاظ القصير أثناء الليل طبيعي، وغالبًا يحدث عند الانتقال بين مراحل النوم، بما في ذلك مرحلة حركة العين السريعة المرتبطة بالأحلام.
العلاج السلوكي المعرفي للأرق ينصح بمغادرة السرير بعد حوالي 20 دقيقة من الاستيقاظ، وممارسة نشاط هادئ تحت ضوء خافت، مثل القراءة، ثم العودة للنوم عند الشعور بالنعاس. كما يُنصح بتغطية الساعة والتوقف عن مراقبة الوقت عند صعوبة النوم، لتقبل اليقظة بهدوء واستعادة الراحة تدريجيًا.