مختصون فحوصات كورونا الايجابية 2% .. والكمامة اسلوب حياة

5٬522

المرفأ- مع دخول فصل الشتاء وارتفاع معدلات الإصابة بالإنفلونزا في المملكة، تتزايد التحذيرات من انتشار الفيروسات التنفسية الموسمية التي قد تتطور عبر تحورات جديدة، ما يستدعي تجديد المطاعيم سنويا لمواكبة السلالات الأكثر شيوعا. 

 

ورغم أن نسب الإصابة بفيروس كورونا انخفضت بشكل ملحوظ مقارنة بأعوام الجائحة، فإن خبراء يشددون، على أن الوقاية تبقى السبيل الأمثل لتجاوز الموسم بسلامة، عبر الالتزام بارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية لحماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات مثل كبار السن والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة.

 

 

تحديث لقاح الإنفلونزا

ومن هنا، أكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية د.عادل البلبيسي، أن فيروس الإنفلونزا يتميز بوجود بروتينين أساسيين على جداره الخارجي؛ الأول يعرف بـ”هيماغلوتينين” (H) والثاني بـ”نورامينيداز” (N)، موضحا أن هناك 16 نوعا من البروتين الأول و9 أنواع من الثاني، ما يتيح تركيبات متعددة مثل H1N1 أو H3N2 وغيرها.

وأشار البلبيسي إلى أن منظمة الصحة العالمية تتابع سنويا هذه التركيبات لتحديد السلالات الأكثر انتشارا، ومن ثم توجيه شركات الأدوية لإنتاج المطاعيم المناسبة، وفقا للغد.

وبين أن المطعوم الحالي يحتوي على سلالات مثل H1N1 وH3N2، وهو ما يفسر الحاجة إلى تحديث اللقاح كل عام لمواكبة التحورات الجديدة.

وأضاف، إن الوضع الصحي اليوم يختلف جذريا عن سنوات الجائحة، إذ وصلت نسبة إيجابية فحوصات كورونا عام 2021 إلى

35 %، بينما لا تتجاوز حاليا 2 %، وهو فارق كبير يعكس تحسن المؤشرات.

وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية، شدد البلبيسي على أن ارتداء الكمامة يجب أن ينظر إليه كجزء من أسلوب حياة، لا كإجراء استثنائي، معتبرا أن هذه الثقافة تعكس وعيا حضاريا يهدف إلى حماية الآخرين، خصوصا الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، الأطفال، والمرضى المزمنين.

وأوضح أن ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو المغلقة يعزز الوقاية ويحد من انتقال العدوى، مشيرا إلى أن هذه الممارسة شائعة في دول شرق آسيا حتى خارج مواسم الأوبئة.

وأكد أن تعزيز ثقة المواطن بالإجراءات الوقائية يتطلب ترسيخها كسلوك يومي طبيعي، بعيدا عن الخجل أو التردد، لتصبح جزءا من الثقافة الصحية العامة.

 

 

 

ترسيخ ثقافة الكمامة

من جانبه، قال استشاري الأمراض الصدرية والباطنية د.يزن خير، إن فصلي الخريف والشتاء يعدان موسما طبيعيا لانتشار ما يعرف بفيروسات الشتاء، وهي مجموعة تشمل الإنفلونزا بنوعيها A وB والبارا إنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي إضافة إلى إنفلونزا الطيور والخنازير وفيروس كورونا.

وأوضح خير إن هذه الفيروسات قد تشهد تحورات أو طفرات موسمية تجعلها ببعض الأعوام أكثر قدرة على الانتشار، بينما تكون أقل حدة في مواسم أخرى.

وبين أن المتحور الحالي من كورونا يشبه متحورات سابقة مثل “أوميكرون”، وهو سريع الانتشار لكنه محدود الأضرار، حيث يسبب ارتفاعا في الحرارة يستمر عادة بين 5 إلى 7 أيام مصحوبا بالسعال ثم تزول الأعراض تدريجيا.

وأضاف أن نسب الانتشار هذا العام أقل من العام الماضي، نتيجة ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي وتلقي عدد كبير من المواطنين مطعوم الإنفلونزا، الذي يخفف من حدة المرض عند الإصابة.

وشدد، على ضرورة الحد من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، موضحا أن الإنفلونزا لا تحتاج سوى الراحة، خافضات الحرارة، الإكثار من السوائل، وأن أي حرارة تتجاوز الـ7 أيام أو يصاحبها سعال شديد وضيق في التنفس أو تغير في لون البلغم تستدعي مراجعة الطبيب لتحديد الحاجة إلى مضاد حيوي.

وأكد أن الإفراط في استخدام المضادات دون استشارة طبية يؤدي إلى مقاومة بكتيرية خطيرة، قد تجعل هذه الأدوية غير فعالة مستقبلا وتضطر المريض إلى تلقي مضادات قوية عبر الوريد، وهو ما يسبب مشكلات صحية كبيرة.

وأشار إلى أن استمرار السعال لفترات طويلة قد يكون مؤشرا على حساسية في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي، سواء في الأنف والجيوب أو الشعب الهوائية والرئتين، وقد يظهر في أي فصل من السنة، ما يستدعي مراجعة الطبيب لمعرفة السبب.

وفي ذات السياق، دعا لترسيخ “ثقافة الكمامة” باعتبارها سلوكا حضاريا يعكس وعي الفرد وحرصه على حماية الآخرين، بخاصة للفئات الأكثر عرضة للاصبة بالانفلونزا كالأطفال، كبار السن، النساء الحوامل ومرضى الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكري وأمراض الكلى.

وشدد على أن المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، أو من يعانون من الحساسية والربو والتليف الرئوي، إضافة إلى مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي، يعدون من الفئات الأضعف مناعيا، وبالتالي فإن ارتداء الكمامة بالنسبة لهم ضرورة وقائية.

 

 

 

الالتزام بالإرشادات الصحية

بدوره أكد الناطق الإعلامي باسم نقابة الأطباء وعضو مجلس النقابة د.حازم القرالة، إن انخفاض درجات الحرارة مع بداية فصل الشتاء يرفع من احتمالية انتشار الفيروسات الموسمية بمختلف أنواعها، الأمر الذي يستدعي التزاما جادا بإجراءات الوقاية العامة.

وشدد القرالة على أن ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة يعد من أبرز وسائل الحماية، إلى جانب ضرورة التزام المصابين بالبقاء في منازلهم لتفادي نقل العدوى للآخرين.

وأضاف، إن الوقاية ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي واجب جماعي يساهم في تعزيز السلامة العامة.

وأكد أن الالتزام بالإرشادات الصحية والوعي بأهمية الإجراءات الوقائية يمثلان السبيل الأمثل لعبور موسم الشتاء بأمان، مشددا على أن التعاون المجتمعي هو الضمان الحقيقي لتقليل المخاطر الصحية وحماية الفئات الهشة من أي مضاعفات محتملة.

قد يعجبك ايضا