مزاينة رزين”.. من منافسة محلية إلى محطة بارزة لملاك الإبل وعشاق التراث
المرفأ- قبل سنوات قليلة، لم تكن مزاينة رزين أكثر من ملتقى تراثي بسيط يجمع أهل المنطقة لتقييم أجمل الإبل وفق معايير محلية يعرفها الملاك والعارفون بخبرة السنين. لم يكن أحد يتخيّل أن تلك المنافسات الهادئة، التي كانت تُقام كجزء من عادات المجتمع واهتماماته، ستتحوّل إلى حدث يضع رزين على خريطة أبرز المزاينات الخليجية.
فمنذ انضمامها كمحطة رئيسية في مهرجان الظفرة، بدأت مزاينة رزين في إعادة رسم ملامحها، إلى أن أصبحت واحدة من أهم مزايين الإبل في المنطقة، تستقطب أشهر الملاك، وتفتح أبوابها لأفضل السلالات النادرة، تحت مظلة شروط تحكيمية ومعايير تنظيمية تضاهي أكبر المزاينات الخليجية.
يقول فواز المنصوري، أحد المشاركين من أبوظبي، إن مزاينة رزين “صارت علامة فارقة” لدى ملاك الإبل، بعدما تبنّت معايير تحكيمية متوافقة مع مختلف المزاينات الخليجية، وهو ما جعل الإقبال عليها يتضاعف من المشاركين والزوار على حدّ سواء.
أما صالح العامري، فيصف المزاينة بأنها “تجمّع عالمي” أكثر منها منافسة محلية، حيث يقف أشهر ملاك الإبل في الخليج جنبًا إلى جنب، ويستعرضون نخبة سلالاتهم أمام لجان تحكيم تمتلك خبرة راسخة في قراءة أدق تفاصيل الجمال والسلالة، وفق معايير قابلة للتطبيق في أي مزاينة دولية.
هذا التحوّل لم يأتِ من فراغ. فاللجنة المنظمة عملت خلال السنوات الأخيرة بخطط واضحة لتطوير المزاينة، بدءًا من زيادة الأشواط، ورفع قيمة الجوائز، ووضع ضوابط دقيقة للمشاركة، وهو ما جعل المزاينة تنتقل تدريجيًا من نطاق محلي إلى مجال أوسع يشمل ملاكًا من مختلف إمارات الدولة، وصولًا إلى مشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي.
اليوم، لم تعد مزاينة رزين مجرد فعالية تراثية تُقام مرة في العام، بل أصبحت منصة احترافية تستوعب طموحات الملاك، وتدعم الحفاظ على السلالات الأصيلة، وتُسهم في رفع مستوى المنافسات داخل الإمارات وخارجها، بما يجعلها محطة أساسية في موسم المزاينات الخليجية.
هكذا، تحوّلت رزين في أربع سنوات فقط من مزاينة محلية إلى منصة خليجية بمعايير عالمية… رحلة قصيرة في مدّتها، عميقة في أثرها، ومفتوحة على تطوّر أكبر في السنوات المقبلة.
