السفير الروماني: الأردن ركيزة للاستقرار وشريكٌ حقيقي لرومانيا منذ ستة عقود
المرفأ- أكد السفير الروماني لدى الأردن، جورج مايور، أن التطورات الإقليمية المعقدة خلال السنوات الماضية أظهرت بوضوح الدور المحوري الذي يلعبه الأردن في الحفاظ على استقرار الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن صوت المملكة ظل ثابتًا في الدعوة إلى العقلانية والاعتدال، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ما جعلها فاعلًا أساسيا في مساعي إحلال السلام وتعزيز الأمن الإقليمي.
وبمناسبة احتفال رومانيا بيومها الوطني الـ107، أوضح مايور أن العلاقات الأردنية – الرومانية تمثل نموذجًا لشراكات تقوم على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة، لافتًا إلى أن احتفال هذا العام يتزامن مع مرور 60 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي محطة تؤكد عمق التعاون الذي جمعهما في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأزمة غزة.
وأشار السفير إلى أن الدبلوماسية الأردنية المتزنة، منذ عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال وصولًا إلى الملك عبدالله الثاني، رسخت مكانة الأردن ورومانيا كدولتين داعمتين للاستقرار في محيطهما، مبينًا أن الشراكة الثنائية وصلت إلى مستويات متقدمة، خصوصًا مع دعم رومانيا للتعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والمساهمة في افتتاح مكتب اتصال الناتو في عمّان العام 2025، وهو الأول من نوعه في المنطقة.
وبيّن مايور أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تطورًا لافتًا، خصوصًا في قطاعات الزراعة والأغذية والبنية التحتية والطاقة وتقنية المعلومات والسياحة، مرجعًا ذلك إلى ما توفره رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن من أرضية خصبة للنمو، إضافة إلى وجود فرص كبيرة في مشاريع إقليمية وإعادة الإعمار يمكن للجانبين الاستفادة منها.
وفي حديثه عن الجالية الأردنية – الرومانية، أكد مايور أنها تشكل أحد أهم جسور العلاقات بين البلدين، إذ تخرج من الجامعات الرومانية أكثر من 13 ألف طالب أردني على مدى عقود، ما صنع روابط طويلة الأمد بين الشعبين.
وفيما يتعلق بأزمة غزة، شدّد السفير على الدور الإنساني والقيادي الذي يقوم به الأردن في إيصال المساعدات وحشد الدعم الدولي، مؤكداً دعم رومانيا لحل الدولتين وتبنّي خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة. كما أشار إلى تعاون البلدين في إرسال مساعدات طبية وإجلاء أطفال من غزة لتلقي العلاج في رومانيا، إلى جانب دعم المستشفيات الميدانية الأردنية.
وأوضح مايور أن الأزمات التي تعصف بالمنطقة تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا والتزامًا بالقانون الدولي، مشيرًا إلى أن الأردن سيبقى عنصرًا رئيسيًا في أي مسار نحو إعادة الإعمار وتحقيق التنمية، وأن تعميق الشراكة الأردنية – الرومانية سيعزز قدرة البلدين على دعم السلام وبناء مستقبل أفضل للمنطقة.