إتحاد الارينينا يعقد مؤتمر حول الحلول الرقمية للمياه في الزراعة
المرفأ- عمان 5 كانون الاول
عقد اتحاد مؤسسات البحوث الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (أرينينا) بالتعاون مع منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) في عمان اليوم المؤتمر العام السادس عشر للاتحاد تحت عنوان “حلول رقمية للمياه في الزراعة: الفرص والاتجاهات في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”.
و أكد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية (نائب رئيس اتحاد الارينينا) الاستاذ الدكتور إبراهيم الرواشدة، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس شبكة آرينينا الدكتور حمدان الوهيبي، أهمية تعزيز تبنّي الحلول الرقمية في إدارة المياه الزراعية في دول إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا،
وقال إن موضوع المؤتمر لهذا العام، بعنوان: “الحلول الرقمية للمياه في الزراعة: الفرص والاتجاهات في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، يأتي في ظل التحديات المتفاقمة لشحّ المياه في المنطقة، والتي تُعد من بين الأكثر حدة على مستوى العالم، لافتًا إلى أن الضغوط على النظم الزراعية تتزايد سنويًا، ما يتطلب توجّهًا استراتيجيًا نحو الابتكار الرقمي.
وبيّن أن التقنيات الرقمية، مثل المراقبة الفورية، والتحليلات عبر الأقمار الصناعية، والري الدقيق، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الاستشارية الرقمية، أصبحت أدوات أساسية لا غنى عنها لتحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة على التكيّف مع التغير المناخي.
وأكد الرواشدة أن شبكة آرينينا تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل المعرفة ودعم نظم البحث الزراعي الوطنية، بما يضمن وصول الابتكار إلى جميع المزارعين، وخاصة صغارهم الذين يشكلون الركيزة الأساسية للقطاع الزراعي.
وأعرب عن تقديره لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على دعمها ورعايتها لأعمال المؤتمر، مؤكدًا أهمية الشراكة المستمرة بين الجانبين في تعزيز الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي.
وأشار إلى أن الجلسات المقبلة من المؤتمر ستتناول تجارب رائدة وتناقش خطوات عملية لتسريع تبنّي الحلول الرقمية في بلدان الإقليم، داعيًا إلى تعزيز التعاون والانفتاح لتحقيق نتائج ملموسة.
واكد الامين التنفيذي لاتحاد الارينينا الدكتور رضا الخوالدة ، أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مواجهة تحديات شحّ المياه في مناطق الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، مشيرًا إلى أن الرقمنة باتت أحد أبرز الحلول الواعدة لإدارة الموارد المائية في القطاع الزراعي.
وقال إن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات مائية متصاعدة، لافتًا إلى أن شحّ المياه أصبح واقعًا يؤثر مباشرةً على الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين في مختلف الدول.
وأضاف أن التطور المتسارع في التقنيات الرقمية—ومنها الاستشعار عن بُعد، والري الدقيق، والخدمات الاستشارية الرقمية، وأنظمة المراقبة الذكية، وتحليلات البيانات الضخمة—يسهم في إحداث تحوّل نوعي في طرق إدارة المياه في الزراعة، ويتيح للمزارعين وصنّاع القرار والباحثين أدوات أكثر فاعلية لتقييم الموارد ووضع السياسات المناسبة.
وبين ان شبكة آرينينا تواصل دورها في تعزيز البحث الزراعي وتبادل المعرفة والابتكار بين دول الإقليم، مؤكدًا أن التحول الرقمي في الزراعة يتطلب شراكات فعّالة، وبناء قدرات، واستثمارات مستدامة، إلى جانب التزام جماعي لتحقيق التقدم.
وأعرب عن تقديره لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على دعمها ورعايتها للمؤتمر، مثمنًا شراكتها المتواصلة ودورها في دعم الجهود الإقليمية الهادفة إلى تحقيق تنمية زراعية مستدامة.
وأشار إلى أن المؤتمر سيبحث خلال جلساته أبرز الاتجاهات الحديثة في الحلول الرقمية للمياه، واستعراض التجارب الناجحة، ومناقشة آليات توسيع تطبيق هذه التقنيات في دول المنطقة، بما يسهم في خدمة المزارعين، خصوصًا صغارهم الذين يواجهون أكبر التحديات المرتبطة بشحّ المياه.
واكد على أهمية البناء على نتائج المؤتمر وتعزيز العمل المشترك لتحويل التحديات إلى فرص تدعم الأمن المائي والغذائي في المنطقة، متمنيًا للمشاركين مؤتمرًا مثمرًا وناجحًا.
وقال ممثل الفاو في الاردن المهندس نبيل عساف
أن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا تواجه اليوم واحداً من أشد التحديات المائية على مستوى العالم، موضحًا أن المنطقة تسجل أدنى متوسط لنصيب الفرد من المياه عالميًا، فيما يعيش أكثر من نصف سكانها تحت ضغط مائي حرج.
وقال إن أزمة شح المياه تتفاقم نتيجة الاعتماد الكبير للقطاع الزراعي على الموارد المائية، إذ يستهلك ما يقارب 85 بالمئة من المياه العذبة المتاحة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام الهطول المطري واستنزاف المياه الجوفية، ما يضع الأنظمة الغذائية والتنمية الاجتماعية أمام ضغوط غير مسبوقة.
وأضاف أن ضمان مستقبل مستدام للزراعة والأمن الغذائي يتطلب التحول إلى الممارسات الحديثة وتبنّي الابتكار والاستفادة من الإمكانات التي يوفرها العصر الرقمي، مشيرًا إلى أن موضوع المؤتمر “التحول الرقمي في الزراعة وإدارة المياه” لم يعد خياراً إضافياً بل ضرورة ملحّة.
وأكد أن الحلول الرقمية، مثل المراقبة في الوقت الحقيقي، وبرامج الري الذكي، ورسم خرائط إنتاجية المياه، تمثل مساراً عملياً لتحقيق التوازن بين الأمن المائي واستدامة الإنتاج الزراعي، بما يضمن إدارة أكثر دقة وكفاءة لموارد المياه المحدودة.
وأشار ممثل الفاو إلى أن هذا التوجه يأتي انسجامًا مع الإطار الاستراتيجي للمنظمة القائم على “التحسينات الأربعة”، والمتمثلة في:
إنتاج أفضل عبر التقنيات الذكية والاستخدام الفعال للمياه،
وتغذية أفضل من خلال السياسات المبنية على البيانات،
وبيئة أفضل عبر تعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية وجهود التكيف مع التغير المناخي،
وحياة أفضل بدعم المجتمعات الريفية وتقليل المخاطر وتحسين الإنتاجية.
وأوضح أن المؤتمر يشكل كذلك ركيزة أساسية لتنفيذ مبادرة الفاو لندرة المياه، وللاستراتيجية العالمية للعلوم والابتكار في المنطقة، مشيراً إلى أن أعماله، ستتناول عرض التجارب الوطنية، وتقديم الأدوات الرقمية المبتكرة، وتطوير شراكات طويلة المدى بين مختلف الجهات المعنية.
وشدد على أهمية تجاوز الجهود المتفرقة والعمل المشترك لتحقيق توافق إقليمي بشأن الأولويات، وبناء شبكة فعالة تضم الحكومات ومؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص والمنظمات الدولية.
وناقشت جلسات المؤتمر الذي انعقد بمشاركة قادة وخبراء وعلماء وباحثين معنيين بتطوير الابتكار الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي والمائي في المنطقة
العديد من الاوراق والمواضيع منها حلول تركيا الرقمية للمياه في الزراعة وعمليات رصد الارض لدعم ادارة المياة الزراعية و الاستفادة من الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي للتكيف مع تغير المناخ في ادارة المياة الزراعية وحلول مستدامة لللمياة في الزراعة من خلال الابتكارات الرقمية الموجهة نحو الترابط والحلول الرقمية للمياة في الزراعة: الفرص والاتجاهات في دول الخليج والكنولوجيا لامن المياه والري الدقيق والحفاظ على المياه من خلال التقنيات الرقمية ودور الزراعة الذكية في الامن الغذائي والمائي والحلول الرقمية لادارة الموارد الطبيعية وغيرها.