ندوة في نقابة الصحفيين حول دور المنتديات الثقافية وأمسية شعرية

المرفأ- عمان-
في تعاون مشترك بين اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين ومنتدى البيت العربي الثقافي، أقيمت في مقر نقابة الصحفيين أمسية حملت عنوان “المنتديات الثقافية ودورها بين المجاملة والواجب” شارك فيها د. عزمي الحجرات ود. أنور الشعر، تلاها فقرة شعرية للشاعرين شفيق العطاونة ود. وفاء جعبور، وأدار الأمسية رئيس اللجنة الثقافية في النقابة الصحفي محمود الداوود.
بدأت الأمسية بعد السلام الملكي بكلمة ألقاها رئيس منتدى البيت العربي الثقافي صالح الجعافرة الذي أشار فيها الى تأسيس المنتدى وأنه حمل منذ البداية الرسالة الثقافية في شتى المجالات الأدبية والعلمية والفكرية والفنية، ورعايته للشباب أيضا، مؤكدا حرص المنتدى على التقدم والتطور وتقديم كل ما من شأنه تحقيق الرفعة في الشأن الثقافي.
من جانبه تحدث د. عزمي الحجرات عن تحول بعض المنتديات الى ما يشبه نواد اجتماعية مغلقة تكرس للعلاقات الشخصية على حساب الجوهر الفكري، وكيف أن المجاملات أدت الى إضعاف دور المثقفين مقابل التوسع في العضوية غير المنتجة، موضحا أن مثل هذه المجاملات قد تحل محل رأس المال الثقافي الحقيقي، أي أن من الممكن أن تطغى هذه المجاملات على الكفاءة والجدارة، وهذا ما أدى بنا الى مشاهدة الأعمال الهابطة وهي تتصدر الساحة على حساب المبدع الحقيقي.
وأشار د. الحجرات الى أن الاهتمام بعدد الأعضاء أدى الى التوسع في العضوية دون ضوابط موضوعية، ما أدى الى ضم أشخاص غير مؤهلين ثقافيا.
وتطرق د. الحجرات الى تراجع الخطاب النقدي وإحباط الكفاءات وتراجع الوعي وعزلة المثقفين.
ووضع د. الحجرات عددا من الحلول منها ضرورة وضع خارطة طريق لإعادة الاعتبار للمنتديات وفق معايير مهنية واضحة، وضرورة تبني نظام تقييم مهني لأداء المنتديات وضرورة اعتبار الجدارة كمعيار أوحد يركز حصرا على الإبداع والجودة والتأثير.
من جانبه تحدث د. أنور الشعر حول بعض المجاملات التي تقع في بعض المنتديات باعتلاء منصاتها من هم غير مؤهلين لاعتلائها، كبعض من يدعون الشعر وهم لا يجيدون نظم الشعر، ويصفق لهم الجمهور، فصدقوا أنهم شعراء، وهذا يؤدي الى خلل في الجودة وتشويه المشهد الثقافي الحقيقي.
وشدد على ضرورة وضع أسس قبول محددة للانضمام للمنتديات، بدلا من قبول العضوية دون أسس واضحة، مشيرا الى أن هناك منتديات لا نكاد نسمع بها ووجودها يشكل عبئا على المشهد الثقافي.
وأشار د. الشعر الى وجود منتديات تلتزم بالنوع وتعرض أعمال منتسبيها ومن يريدون صعود منابرها على نقاد لأخذ رأيهم، في حين هناك منتديات لا تلتزم بذلك، فيظهر على الساحة بالتالي من لا يستحقون مثل هذا الظهور.
وتطرق د. الشعر الى مهمة المنتديات في الشأن الكتابي مثيرا عدة تساؤلات منها: هل مهمة المنتديات جمع أكبر عدد من الأعضاء من الكتاب، هل هي عمل الندوات الشعرية والسردية والنقدية فقط؟ هل هي الأخذ بيد الأقلام الواعدة وتشجيعها؟ وهل إدارة المنتديات قادرة على التمييز بين النصوص وتحديد أنواعها ومستوياتها؟ وغيرها من التساؤلات التي على المنتديات الانتباه لها وأخذها بعين الاعتبار.
وقدمت أمينة سر المنتدى الأديبة ميرنا حتقوة مداخلة حول بعض الأسس التقييمية التي تعتمدها وزارة الثقافة في الرقابة على المنتديات وتصنيفها، كما دار حوار حول موضوع الندوة.
تلا الندوة أمسية شعرية بدأها الشاعر شفيق العطاونة الذي ألقى قصيدة (أينك يا عرار) ويقول مطلعها:
جفاني الشعر، أينك يا عرار؟ وما لي غير دوحتكم مزار/ سأشكو في مقامك لوذعيا.. قريحته يغشيها القفار.
وألقى قصيدة أخرى جاء فيها: الشعر يختصر المسافة للندى.. ويقاوم الموج المحدق أوحدا/ الشعر يكتب سيرة الولد الشقي.. يطوع المعنى ويختزل المدى/ الشعر أنفاس الصبايا الحالمات.. وأنة العشاق يرجعها الصدى.
وفي قصيدته (رسالة الى أمي) يقول: لعلك تسألين الان عني.. فإني تائه وسط الدروب/ تقاذفني الأماكن لست أدري.. أيعجبها إذ انتصرت هروبي/ لماذا لا أرى أفقا لأبقى.. على قيد الأماني، يا حبيبي.
وألقت الشاعرة د. وفاء جعبور ثلاث قصائد منها قصيدة (مرثية للغياب) جاء فيها: هبني يدا، فوق الغياب تصفق/ وتصافح اللاشيء في/ فأنطق/ هبني، ملاذ المتعبين فإنني/ من نقطة/ في بحر جرحي أغرق/ جسدي، سحاب الكون فيه مسافر/ أنفاسه، فوق المرايا، تسرق/ لا شيء عندي/ كي ألاحق فكرة/ جفت، كطين الحزن إذ يتشقق.