اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين وبالتعاون والمركز الثقافي الملكي ينظّمان ندوة موسّعة بعنوان “الثقافة والنظرة المستقبلية لها”
المرفأ- عمّان –
في أمسية ثقافية اتسمت بالحضور النوعي والنقاشات الثرية، أقام اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي مساء يوم الثلاثاء 9 كانون الأول 2025 ندوة موسّعة حملت عنوان “الثقافة والنظرة المستقبلية لها”، بمشاركة ثلاثة من أبرز الأكاديميين الأردنيين:
الأستاذ الدكتور محمد عيسى العدوان، والأستاذ الدكتور عبدالغني حجير، والأستاذ الدكتور مهدي العلمي، فيما تولّى إدارة الندوة الشاعر عليان العدوان، رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين.
افتتح الشاعر العدوان الندوة بكلمة رحب فيها بالمشاركين والحضور و أكد على أهمية النظر إلى الثقافة باعتبارها محوراً رئيسياً في تشكيل وعي المجتمع .
وأشار في كلمته إلى أن التعاون بين مؤسسات الدولة الثقافية واتحاد الكتاب يشكّل خطوة ضرورية لتعزيز الحياة الثقافية وفتح مساحات حوارية مستمرة.
بدوره ركز الأستاذ الدكتور محمد عيسى العدوان على ضرورة تجديد الأدوات والمفاهيم الثقافية لتتماشى مع طبيعة العصر، مشيراً إلى أن التحولات التقنية تُحتم إعادة النظر في موقع الثقافة ودورها. وقال:
“لا يمكن للثقافة أن تبقى في إطارها التقليدي، فهي مطالبة بأن تتفاعل مع الواقع الجديد وتعيد تشكيل أدواتها ومفاهيمها، لتغدو أكثر قدرة على التأثير في الأجيال القادمة.”
وأضاف العدوان أن النظريات الثقافية المعاصرة تشير إلى أن مستقبل الثقافة يعتمد على التواصل العابر للحدود وتكامل المعرفة مع العلوم الإنسانية والتقنية.
من جهته، وضح الأستاذ الدكتور عبدالغني حجير أهمية بناء سياسات ثقافية وطنية واضحة ومتدرجة، تُسهم في تعزيز إنتاج المعرفة وتنظيم المشهد الثقافي. وقال
“المشهد الثقافي بحاجة إلى سياسات واضحة تدعم الإبداع وتمنح الشباب مساحة لصياغة الجيل الثقافي القادم. لا يمكن بناء ثقافة مستقبلية دون الاستثمار الحقيقي في الإنسان المبدع.”
وأشار حجير إلى أن المؤسسات الثقافية مطالبة بتحديث آليات عملها، وتطوير برامج تدريبية للشباب، وإيجاد فرص تفاعلية تُسهم في تطوير مواهبهم. وتمكينهم في ظل مفاهيم المواطنة الرقمية وتعزيز الهوية الوطنية.
وبدوره، ركّز الأستاذ الدكتور مهدي العلمي على أهمية الشراكات بين المؤسسات الثقافية العربية والأجنبية، وعلى دور التعاون المؤسسي في خلق مشهد ثقافي متجدد. وقال:
“المستقبل الثقافي لن يُصنع بجهود فردية، بل عبر شراكات حقيقية تُسهم في بناء بيئة ثقافية متجددة ومؤثرة. فالثقافة ليست نشاطاً منفرداً، بل هي حراك جماعي يحتاج إلى تخطيط واستمرارية.”
وأكد العلمي أن التكنولوجيا الحديثة تمثل فرصة كبيرة لنشر الثقافة وتعزيز تأثيرها، شرط أن يتم توظيفها بوعي ومسؤولية.
وقد شهدت الندوة اسئلة ومداخلات من الحضور، حيث أبدوا اهتماماً كبيراً بطرح الأساتذة المشاركين. وعبّروا عن تقديرهم للموضوع الذي تناولته الندوة، .
وفي ختام الندوة كرم رئيس الاتحاد الأستاذ عليان العدوان السادة الدكاترة المشاركين في الندوة .
