اختتام مرحلة الـ”48″ من “شاعر المليون” بموسمه الـ12 بتأهُّل “العنزي” و”الكعبي”
المرفأ- أبوظبي، 17 ديسمبر 2025
اختُتمت مساء أمس “الثلاثاء” على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي منافسات مرحلة الـ”48″ من برنامج “شاعر المليون” بتأهُّل الشاعرين حمد عويّد العنزي من الكويت، وأحمد خليفة محمد الكعبي من الإمارات إلى مرحلة الـ”24″، وذلك في الحلقة الثامنة المباشرة من الموسم الثاني عشر للبرنامج، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث تحت شعار “قصيدنا واحد”، في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى صون التراث الأدبي والشعري.
حضر الحلقة التي بُثَّت مباشرة عبر قناتي “أبوظبي” و”بينونة”، معالي فارس خلف المزروعي رئيس هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة عبدالله مبارك المهيري مدير عام الهيئة بالإنابة، وسعادة أحمد فاضل المحيربي مدير عام بلدية أبوظبي، وسعادة مبارك علي القصيلي المنصوري مستشار مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وسعادة عبدالله بطي القبيسي المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية في هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة محمد جمعة المنصوري المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة في الهيئة، وعدد من المسؤولين في الهيئة، إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج تركي المريخي وبدر صفوق، وجمهور من الإعلاميين ومحبي الشعر النبطي.
وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، تأهُّل الشاعرين العنزي والكعبي إلى المرحلة التالية، بنتيجة 49 درجة من 50 للأول، و47 درجة للثاني. وفي بقية النتائج حصل سالم مقعد الشمري من السعودية على 46 درجة، فيما حصل أحمد ناصر الوزان من الأردن على 45 درجة، وعامر العايذي من السعودية على 44 درجة، وحصل سلطان الحوالي من الكويت على 43 درجة، في انتظار تأهُّل أحدهم إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “شاعر المليون”، كي يكتمل نصاب مرحلة الـ24.
كما أُعلن في بداية الحلقة التي قدمها الإعلاميان فيصل الجاسم وسلامة المهيري، عن تأهُّل الشاعر واصف علي من سوريا إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور في الحلقة السابقة، وحصل على 93 درجة من 100، هي مجموع درجات لجنة التحكيم ودرجات تصويت الجمهور.
وبدأت منافسات الحلقة مع المتسابق أحمد خليفة محمد الكعبي من الإمارات، بقصيدة رثاء لوالده الشاعر. وأشاد الدكتور غسان الحسن بمقدرة الشاعر على إحالة الحزن الذي تضمنته القصيدة إلى جمال شعري في التصاوير الجمَّة المنتزعة من بيئة الشاعر، مشيراً إلى ما تضمنته القصيدة من وصايا الوالد لابنه، ولا سيّما في أمر الشعر، ووصف الشاعر لالتزامه تتبُّع هذه الوصايا بجمال شعري.
ووصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالمؤثرة والجميلة التي قدمت رثاء رفيع المستوى امتزج بمدح المرثي، عبر مشاعر ذاتية صادقة عبَّر بها الشاعر عن مشاعر الحزن والفقد بأسلوب شاعري رفيع، مشيداً بالحالة التصويرية الموفقة في التعبير عن مشاعر الشاعر بتوظيفه لعبارات من اللهجة بأسلوب شعري.
وأثنى حمد السعيد على تميز الشاعر وإبداعه، مشيداً بنأي الشاعر عما قد يشوب شعر الرثاء من المباشرة والتشتت وضعف الترابط، إذ تميز بتقديم ترابط متقن لكافة المراحل الموصوفة لوالده المرثي؛ من مرض، ورحيل، وكذلك من وصايا قدمها لابنه الشاعر الذي استطاع نقل إحساسه بإبداع مكَّنه من تخليد سيرة والده، كما امتدح السعيد توظيف الشاعر لمفردات من الموروث الإماراتي الأصيل والموروث الديني والعربي؛ مفردات ذات دلالات خدمت القصيدة.
وفي قصيدة المتسابق الثاني أحمد ناصر الوزان من الأردن تحدث المتسابق عن مسيرته في مسابقة البرنامج، وما رافقها من تحديات وحيثيات. وأشاد الدكتور سلطان العميمي بالمستوى الشعري الواضح والرفيع للقصيدة بما حملته من نخبوية ومن تراكيب الأبيات والصور الشعرية والمفردات، وبما حوته من أسلوب مختلف ومقدرة رفيعة وواضحة تؤكد شاعرية صاحبها وإبداعه مشيراً إلى بعض الغموض الذي حملته القصيدة. وكذلك وصف حمد السعيد الشاعر بالمبدع مشيداً بجمال القصيدة وبصورها الشعرية.
فيما أثنى الدكتور غسان الحسن على المستوى الشعري الذي وصفه بالرفيع للغاية، معتبراً القصيدة مدهشة من حيث الشعر، ففيها الكثير من التصوير ووسائل التوصيل للشعرية ليبتعد عن طرح فكرته بشكل مباشر، ويحملها بدل ذلك على أكتاف الصور الشعرية لتصل إلى المتلقي من خلال هذه الصور، ما خلق جمالاً شعرياً.
وتحدثت قصيدة المتسابق الثالث حمد عويّد العنزي من الكويت عن مدينته “الجهراء”، وامتدح حمد السعيد حضور الشاعر وإلقاءه المتقن الذي وصفه بالمناسب لأبيات القصيدة، إذ أتى بأداء متألق وجمال شعري لائق.
ورأى الدكتور غسان الحسن أن الشاعر وُفّق في تحبيب المتلقي بالجهراء من خلال التصوير الشعري والأفق الذي صوره، إذ ازدحمت القصيدة بكلمات الحب والجمال، والانتماء على وجه الخصوص، وكذلك بما في كلمات القصيدة من تورية وجمال.
وأشاد الدكتور سلطان العميمي بثقافة الشاعر التي أبرزت مقدرته المتميزة في التعبير عن الشعور والإحساس الداخلي بحبه لوطنه، مشيراً إلى ما في القصيدة من ميزات، واصفاً بناء القصيدة بالمحكم ومطلعها بالبديع، ومبيناً الانتقال التدريجي الموفق إلى الموضوع، والارتكاز على فكرة الموضوع تاريخياً وجغرافياً وبيئياً وسلوكياً واجتماعياً ولهجياً، موجزاً بالقول: هكذا يوصَف الوطن ويُحَبّ.
وألقى المتسابق الرابع سالم مقعد الشمري من السعودية قصيدة إنسانية، رأى فيها الدكتور غسان الحسن أن الشاعر تمازج وتداخل مع قريبه المعني فيها، وهو من أصحاب الهمم، مشيراً إلى ما بدأ به الشاعر قصيدته من الحزن الكثير والألم الكبير، وممتدحاً توظيفه العبارات الجميلة الدالة على مبتغاه.
ووصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالمؤثرة والصادقة والمتقنة الصنع، ممتدحاً اهتمام الشاعر بالكتابة عن هذا الموضوع الذي قلما يُكتب عنه، وكذلك تضمين الشاعر في بدايات القصيدة مفاتيح لفك أبواب القصيدة وفهم فكرتها، إضافة إلى التميز والوعي في توظيف المثل الشعبي والموروث العربي، مشيراً إلى توفيق الشاعر في تقاسم المشاعر بينه وبين أخيه بما خدم القصيدة.
وعبَّر حمد السعيد عن إعجابه بالنص الذي أوجز وصفه بالمؤلم بموضوعه والجميل بشعره، مشيراً إلى بعض الأبيات التي زخرت بالألم، ممتدحاً مقدرة الشاعر وتميزه في مطلع القصيدة في عزل المتلقي عن التشتت في توقع ما سيرمي إليه الشاعر، فقاده بسهولة إلى فهم موضوع القصيدة الإنساني.
وتناول المتسابق الخامس سلطان الحوالي من الكويت موضوع المقارنة بين حياة المدينة، وحياة الريف، ووصف الدكتور سلطان العميمي ما طرحته القصيدة بالفلسفي، متوقفاً عند الوزن الشعري الذي اختاره الشاعر ليتواءم مع طرحه، وهو وزن تندر الكتابة عليه، مشيراً إلى تعبير الشاعر عن حالته الشعورية بصدق وتجرد ومباشرة صريحة، ممتدحاً ما دلت عليه بعض الأبيات من امتلاك الشاعر مقدرة شعرية في صياغة أبيات جميلة.
وتوقف حمد السعيد أيضاً عند وزن القصيدة الذي أوضح أنه يحتاج نفَساً طويلاً في الإلقاء والحضور، ولا يكتب عليه إلا الشاعر المتمكن، مشيراً إلى الجانب الفلسفي الذي بدا واضحاً في الطرح، ما أضاف إلى الشاعر تميزاً.
ووصف الدكتور غسان الحسن القصيدة بالجميلة، معلقاً على وزن القصيدة ذي الطَّرْق الطويل، الذي أكد ندرة الكتابة عليه، مبيناً ملاءمته لشعراء المحاورة، وامتدح الصور الجميلة التي تضمنتها القصيدة، ولا سيّما في بدايتها، مشيداً بذهاب الشاعر في قصيدته إلى أكثر من موضوع، وصفها جميعها بالجميلة.
وألقى آخر المتسابقين في هذه الحلقة عامر العايذي من السعودية، قصيدته التي رأى فيها حمد السعيد جمالاً وشموخاً، ورأى في صاحبها نضوجاً شعرياً وحضوراً، ممتدحاً الرمزية التي وظفها الشاعر، ومشيداً بحقيقة مثابرة الشاعر الذي سردها في قصيدته أملاً في الوصول إلى بيرق البرنامج.
وأشاد الدكتور غسان الحسن بجمال القصيدة التي قال إنها قامت على كثير من الفنون الشعرية الجزئية، مثل الأنسنة التي طغت على أغلب أبيات القصيدة، والطباق، واللعب بالحروف، موضحاً أن ذلك من اللفتات الذكية للشاعر.
فيما امتدح الدكتور سلطان العميمي رشاقة لغة القصيدة، مشيداً بتميز الشاعر في الصياغات الشعرية وبناء فكرة القصيدة بشكل موفق، مشيراً إلى أن القصيدة تبدو في جزء منها وقد كُتبت في داخل الشاعر من منظور لغوي، إضافة إلى حضور الأصوات في القصيدة، وامتدح السهل الممتنع في لغة القصيدة، وكذلك التصاوير الشعرية الجميلة.
وضمن فعاليات هذه الحلقة قدمت فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، بقيادة مبارك العتيبة، عرضاً لفن المخولفي، جسّد حضوراً تراثياً عكس أصالة الفنون الشعبية وأثرى أجواء الأمسية. وضمن اهتمام البرنامج بتسليط الضوء على نجوم الشعر في الوطن العربي، حاور الشاعر فيصل العدواني خلال الأمسية أحد نجوم الموسم السابع من البرنامج الشاعر طلال سعيد النشيرا الذي امتدح حرص القائمين على البرنامج على التواصل مع الشعراء الذين حَظُوا بالمشاركة في مواسم البرنامج المختلفة، وألقى قصيدتين نالتا تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي ملأ مدرجات المسرح.
وفي ختام الأمسية تحدث الدكتور سلطان العميمي عن آلية ومعايير التنافس الإضافي لشعراء المرحلة القادمة التي ستبدأ الأسبوع القادم، موضحاً أن البرنامج درج على ترك هذه المعايير لبداية انطلاقة كل مرحلة بعينها، حيث يتم الإعلان عن المعايير في حينها، وذلك بغية توفير عنصر المفاجأة للجمهور وللشعراء، فيما أثنى على المستوى الشعري لمنافسات هذه الحلقة، مشيراً إلى شدة التنافس وجمال وتميز النصوص التي قدمها الشعراء.
وضمت مرحلة الـ”48” من “شاعر المليون” التي اختُتمت أمس، ثماني أمسيات تنافَس في كل أمسية ستة متسابقين، تأهل منهم إلى المرحلة التالية شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم، وصوَّت الجمهور لشاعره المفضل من بقية المتنافسين لإكمال الثلاثي المتأهل من كل حلقة.
وسيتنافس الشعراء الأربعة والعشرون المتأهلون في أربع أمسيات، ليتأهل ثلاثة من المتنافسين الستة في كل أمسية، منهم شاعر أو اثنان بقرار لجنة التحكيم والبقية بتصويت الجمهور، لينتقل 12 شاعراً إلى المرحلة التي تليها، ويتنافس فيها الشعراء خلال أمسيتين بالآلية السابقة نفسها، ليصعد ستة شعراء إلى المرحلة الرابعة التي يتنافسون فيها دون استبعاد أي متسابق، وتُحسب فيها درجات الشعراء من 60 درجة للجنة (30 منها في الأمسية الأولى، ومثلها في الأمسية النهائية)، و40 درجة من تصويت الجمهور، ويتم احتساب الدرجات في الأمسية الختامية لتحديد المراكز من السادس إلى الأول.
ويحصل الفائز السادس على جائزة 600 ألف درهم، فيما يحصل صاحب المركز الخامس على مليون درهم، ولصاحب المركز الرابع مليونا درهم، وثلاثة ملايين درهم للمركز الثالث، وللمركز الثاني أربعة ملايين درهم، فيما تبلغ جائزة الفائز بالمركز الأول خمسة ملايين درهم، إضافة إلى تتويج صاحبه ببيرق الشعر ولقب شاعر المليون.
