(إثراء) يناقش تحولات اللغة العربية من التراث إلى التداول في يومها العالمي

3٬746

المرفأ- الظهران – سميرة القطان

 

فتح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”، مبادرة أرامكو السعودية، باب النقاش حول مستقبل اللغة العربية، وانتقالها من كونها تراثًا معرفيًا إلى لغة فاعلة في التداول اليومي والتقني، وذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “نحن واللغة: من التراث إلى التداول”، ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية التي انطلقت 18 ديسمبر بمقر المركز بالظهران على مدار 3 أيام، وجاءت هذا العام تحت شعار ( اللغة الشاعرة).

حيث استعرضت الجلسة التي أداراها الأستاذ حاتم الشهري، مسارات تطوير اللغة العربية وتعزيز حضورها المعاصر، وشارك فيها رئيس قطاع الحوسبة اللغوية في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله الفيفي، والرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية الأستاذ سعيد الطنيجي،وتطرقت الجلسة إلى آفاق تحويل اللغة العربية من مخزون تراثي إلى عنصر فاعل في الفعاليات الثقافية ومكسب حضاري واقتصادي.

استثمار اللغة في الذكاء الاصطناعي

وتناول المتحدثون العلاقة بين اللغة العربية والتقنية، مؤكدين أن بقاء اللغات مرتبط بقدرتها على التكيّف مع التحولات التقنية، حيث قال الدكتور عبدالله الفيفي: «اللغات التي بقيت هي التي كُتبت، واللغات التي ستبقى هي التي تراهن على التقنية»، مشيرًا إلى أهمية استثمار اللغة العربية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة اللغوية.

وناقش الأستاذ حاتم مع المتحدثين ما يدار حول أن من الصعب الربط بين التقنية و اللغة العربية،  حيث أوضحوا أن التحدي لا يكمن في اللغة ذاتها، بل في آليات توظيفها، مؤكدين أن العربية لغة مرنة وقابلة للاستخدام التقني بكفاءة عالية متى ما توفرت الأدوات والمشاريع الداعمة.

مدونة تضم 54 لهجة سعودية

واستعرضت الجلسة عددًا من المشاريع والمبادرات التي أُقيمت لتعليم اللغة العربية، إلى جانب الموسوعات الشعرية والمعرفية، والتي تهدف إلى تقريب اللغة من الجيل الجديد وجعلها لغة حية في الاستخدام اليومي، لا سيما في السياقات الثقافية والتعليمية.

وفي هذا السياق، كشف الدكتور الفيفي عن عمل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية على مدونة صوتية تضم 54 لهجة سعودية، في خطوة تهدف إلى توثيق التنوع اللغوي وتعزيز حضوره ضمن الدراسات اللغوية الحديثة.

 

اللغة والفعاليات الثقافية

من جانبه، شدد الأستاذ سعيد الطنيجي على أهمية تطوير الفعاليات الثقافية المرتبطة باللغة، داعيًا إلى تحويل معارض الكتب من أطرها التقليدية إلى مهرجانات وكرنفالات ثقافية قادرة على جذب مختلف الفئات العمرية، وتعزيز ارتباط المجتمع باللغة العربية.

وأشار الطنيجي: بأن مركز أبوظبي للغة العربية بحلول عام 2040 يطمح إلى أن تكون اللغة العربية في مصاف اللغات العالمية، وهو طموح يتطلب العمل على برامج تحفز الاستدامة الثقافية وتضمن حضور اللغة في مختلف القطاعات»

واختتمت الجلسة بالتأكيد على ضرورة إعادة اللغة العربية إلى مكانتها القوية على الساحة العالمية، من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات اللغوية والثقافية، والاستثمار في التقنية، وتطوير المبادرات التي تجعل العربية لغة معاصرة قادرة على مواكبة التحولات المستقبلية.

 

-انتهى-

عن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”

يُعدّ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) -مبادرة أرامكو السعودية -، وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، تهدف إلى تقديم تجارب استثنائية للزوّار، وتعزيز التأثير المجتمعي الإيجابي، والتفاعل مع جمهور واسع ومتنوع. ويسعى المركز إلى تحقيق ذلك من خلال مجموعة من البرامج الثقافية والأنشطة التفاعلية، والمبادرات المصمّمة خصيصًا لإثراء مختلف الفئات العمرية.

افتُتح المركز رسميًا للزوّار عام 2018 في مدينة الظهران، شرق المملكة العربية السعودية، ليصبح منارة ثقافية عالمية تعزز الاستدامة والتبادل المعرفي والإبداعي. ويضم “إثراء” مجموعة متنوعة من المرافق، تشمل: مختبر الأفكار، والمكتبة، والمسرح، والمتحف، والسينما، والقاعة الكبرى، ومعرض الطاقة، ومتحف الطفل، بالإضافة إلى برج إثراء، ما يجعله بيئة متكاملة تسهم في تنمية الفكر والإبداع.

قد يعجبك ايضا