قرار تاريخي ينهي حقبة الـ 70 عاماً في كأس أمم أفريقيا

3٬736

المرفأ- في خطوة وصفت بأنها “زلزال” في خارطة الكرة القارية، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، يوم السبت، عن تحول تاريخي وجذري في نظام إقامة بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيث تقرر تنظيم المسابقة الأهم في القارة السمراء مرة كل أربعة أعوام، بدلا من النظام المعمول به تاريخيا بإقامتها كل عامين.

جاء هذا الإعلان الرسمي خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، وهو القرار الذي ينهي عقودا من التقليد الكروي الذي بدأ منذ انطلاق النسخة الأولى للبطولة في عام 1957.

دوافع القرار ورؤية “موتسيبي”

أكد رئيس الاتحاد الأفريقي، باتريس موتسيبي، في مؤتمر صحفي حاشد، أن هذا التغيير الجوهري يهدف إلى مواءمة الأجندة الأفريقية مع الروزنامة الدولية، وتخفيف الضغط المتزايد على اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية.

وأوضح موتسيبي أن اعتماد الدورة الرباعية سيمنح الدول المضيفة وقتا كافيا لتطوير البنية التحتية والملاعب، مما يضمن خروج البطولة بمعايير تنظيمية تضاهي كأس العالم وكأس أمم أوروبا.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تهدف إلى التطوير، إلا أنها تحمل مخاطرة مالية كبيرة؛ إذ تشكل عوائد كأس الأمم الأفريقية ما يقرب من 80% من إجمالي إيرادات الكاف.

ويرى خبراء أن المراهنة الآن ستكون على رفع القيمة التسويقية للبطولة وجذب رعاة جدد لتعويض الفارق المادي الناتج عن تباعد الفترات الزمنية بين النسخ.

توقيت الإعلان والنسخة الحالية

يأتي هذا القرار المفاجئ قبل 24 ساعة فقط من صافرة البداية للنسخة الـ35 من البطولة، والتي تستضيفها الملاعب المغربية.

ومن المقرر أن تنطلق المنافسات الأحد بالمباراة الافتتاحية التي تجمع بين المنتخب المغربي (صاحب الأرض والجمهور) ونظيره منتخب جزر القمر، في مواجهة عربية خالصة تترقبها الجماهير بشغف كبير.

تداعيات التغيير على الكرة الأفريقية

يفتح هذا القرار الباب أمام تساؤلات عديدة حول مستقبل المسابقات القارية الأخرى، ومدى تأثيره على المنتخبات المتوسطة التي كانت تستغل إقامة البطولة كل عامين للاحتكاك بالمستويات الكبرى.

وبموجب النظام الجديد، ستحظى الأندية الأوروبية بفرصة الاحتفاظ بنجومها الأفارقة لفترات أطول، مما قد ينهي الصراع الأزلي بين “الكاف” والأندية العالمية حول مواعيد تسريح اللاعبين.

بهذا القرار، تدخل الكرة الأفريقية حقبة جديدة تتسم بالتركيز على الجودة النوعية بدلا من الكثافة العددية للبطولات، في محاولة لفرض هيبة القارة على المسرح الكروي العالمي.

قد يعجبك ايضا