ألمانيا تلغي الفقرة 103 من قانون العقوبات المثير للجدل والسبب أردوغان

391

وكالة المرفأ – أعلن مجلس الولايات الألمانية عن إلغاء الفقرة الخاصة بفرض عقوبة على من يوجه إهانة إلى رؤساء الدول الأجنبية اعتبارا من بداية العام الجديد. وكان المجلس قدم مشروعا لإلغاء الفقرة 103 من قانون العقوبات والتي تفرض عقوبة خاصة على من يوجه إهانة إلى أعضاء وممثلي الدول الأجنبية، وتنص العقوبة على سجن المدان في هذه الحالة لمدة تصل إلى ثلاثة أعوام.
وكانت هذه الفقرة احتلت عناوين الصحف في أعقاب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراءات، بناء على هذه الفقرة، ضد المقدم التلفزيوني الساخر يان بومرمان الذي كتب قصيدة تضمنت ما اعتبره الرئيس التركي أردوغان «إهانة خطيرة» له. غير أن القضية الجنائية الخاصة بهذه القصيدة الساخرة تم وقفها. وتنص المادة 103 من قانون العقوبات (القانون الجنائي) على أن من يهين رئيس دولة أجنبية، أو شخصا يملك صفة عضو في حكومة أجنبية، ويقيم بصفة رسمية داخل البلد، أو يهين أي شخص ينتمي إلى بعثة دبلوماسية أجنبية معترف بها من الحكومة الألمانية، يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو يدفع غرامة مالية.
وفي حالة التشهير يعاقب المتهم بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وخمس سنوات، تحت الشرط المنصوص عليه في الفقرة 104Aمن قانون العقوبات الألماني، الذي يفيد بأن يكون الشخص المساء إليه حاملا لصفة دبلوماسية. وهذه هي الحالة القائمة في القضية المطروحة بالنسبة للرئيس التركي.
وكانت هذه الفقرة القانونية قد تم استخدامها لأول مرة في فترة الستينات من القرن الماضي، وذلك في قضية تتعلق بشاه إيران، حيث تم اعتبار أن تركيب صورة له من قبل صحيفة ألمانية، عن طريق المونتاج هي إهانة بالنسبة له، وهو ما أكده القضاء الألماني، وألزم العاملين بالصحيفة بدفع غرامة مالية.
وشجع هذا الحكم، أجانب، أو جماعات دينية، بتقديم دعاوي مماثلة، حيث كانت القضية التي رفعها الرئيس التشيلي بينو شيه وسفيره في ألمانيا، وذلك بعد أن رفعت أمام سفارة تشيلي في بون لافتة كتب عليها كلمة «عصابة القتلة»، وهو ما أعتبره الرئيس التشيلي بينو شيه وسفيره مهينا، ورفعوا دعوى قضائية في العام 1975. إلا أن المحكمة الإدارية العليا في شمال الراين وستفاليا رفضت الدعوى، وهو ما دفع التشيليون إلى استئناف الحكم، الذي رفض أيضا العام 1981. وكان تقرير مشترك لصحيفة «شتوتغارت تسايتونغ» و قناة ZDF-Magazin والمجلة التلفزيونية Frontal 21 قد ذكر أن مجموعة تركية قومية تدعى «العثمانيين الجرمان»، خططت لـ «عملية عقابية» ضد الإعلامي الألماني، يان بومرمان، الذي سبق وسخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. و«العثمانيون الجرمان» (Osmanen Germania) منظمة قومية تركية تقوم بأعمال «البلطجة»، وتعتبر ذراع حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في ألمانيا، حسب ما أشار إليه موقع «ميديا» الألماني. فيما تصف المجموعة نفسها بأنها ناد للملاكة والأخوة، بيد أن السلطات الألمانية تشتبه منذ مدة طويلة في تورطها في أعمال إجرامية وعنف، كما يُقدر عدد أعضائها بحوالي 2500.
وكان بومرمان أذاع في الحادي والثلاثين من آذار/مارس(2016) قصيدته بعنوان «نقد لاذع» في مقطع من برنامجه «نيوماغاتسين رويال» في القناة الثانية في التليفزيون الألماني (ZDF)، التي حذفت هذا المقطع في الإعادة، إذ أن أبيات القصيدة تضمنت صياغات بذيئة، وعبارات مهينة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما أثار غضبا كبيرا في تركيا.
وأوضحت المصادر الإعلامية في تقريرها أن السلطات الأمنية الألمانية رصدت مكالمة هاتفة أجراها، يلماز إلكاي أرين، الرئيس السابق لجمعية «اتحاد الديمقراطيين الأوروبيين الأتراك»، والمقربة من الحكومة التركية، مع الرئيس السابق لمنظمة العثمانيين الجرمان، محمد بخشي، حيث كلفه أن يُعاقب رجال مجموعته شخصا يعمل في القناة الثانية الألمانية بمدينة ماينز ( يان بومرمان).
وحسب المصدر نفسه تلقى، محمد بخشي، بعد أربعة أيام مكالمة هاتفية ثانية تستفسر عن المهمة التي أوكلت له، وأضافت أن بخشي أجاب قائلا: إن رجال منظمته تتبعوا لإعلامي يان بومرمان، واكتشفوا أنه يعيش في مدينة كولونيا. فيما كان يتواجد بومرمان آنذاك تحت حماية الشرطة بعد النقد اللاذع، الذي وجهه للرئيس أردوغان، وتسبب ذلك في توثر كبير في العلاقات بين تركيا وألمانيا. وفي نفس السياق، تشير الجريدة إلى أن محققين تابعين للمكتب الإقليمي للتحقيقات الجنائية، قادوا حملة لفك منظمة العثمانيين الجرمان، التي يتواجد قائدها في الوقت الحالي في الحبس الاحتياطي.القدس العربي

قد يعجبك ايضا