انتبهوا لأخطر ما لدى الأردنيين … بقلم سميح المعايطة

544

كل الذي جرى في ساحتنا السياسية من مذكرة حجب ثقة وتصويت وفرح حكومي وما يسمع عنه الناس من تعديل قادم وجدل بين النواب حول ما جرى من تكتيك من كتل وعائلات واشقاء كل هذا لم يكن هو الأهم لدى الأردنيين لأنه لم يكن هناك أي وهم بأن مجلس النواب سيكسر معادلة عمله ولن ترحل الحكومة، فالأمر لم يكن بحاجة الى غرف عمليات حكومية أو صفقات فكل من يعلم معادلات السياسة كان يعلم أن الحكومة باقية وقد تستمر حتى الانتخابات القادمة.

لكن الأخطر الذي لا يجوز للدولة ان تتجاوزه هو ما يترسب كل يوم من قناعات لدى الأردنيين تتعلق بنظرتهم للمؤسسات الدستورية والدولة، وما تتركه الأحداث والسياسات وبخاصة التي تمس حياتهم ومعيشتهم من قناعات قد تمس ما نعتبره محرمات سياسية أو وطنية.

البعض في السلطة التنفيذية يعتقد أن الأهم هو تمرير المراحل وإنقاذ الحكومات من المحطات الصعبة، وهذا يمكن أن يكون مهما في ادارة بعض الأحداث، لكن ما يجب أن يكون حاضرا لدى اهل القراءة والكتابة وادارة الملفات هو ما تتركه هذه المراحل من تغيير في قناعات الأردنيين.

لن اذهب بعيدا في التفاصيل لأن الجميع يدركون ما الذي يجري وماذا يقول الناس وما هي القناعات التي يحملونها بما في ذلك الأجيال السابقة من الذين يشعرون انهم متروكون وحيدين في مواجهة الغلاء وكل ما تركته السياسات الاقتصادية.

لكنني فقط أذكر بمثال قد لا يكون الأهم وهو صورة ومكانة مؤسسة مجلس النواب في أذهان الأردنيين، وهي مكانة كانت تعاني من ضعف وتراجع، لكنها اليوم في وضع صعب جدا سنرى بعض آثارها في الانتخابات القادمة حيث لن يكون سهلا إقناع الناس حتى بزيارة مراكز الاقتراع.

هذا ليس أهم ما تغير من قناعات نتيجة ما يجري، وربما نكتشف بعد حين أننا قدمنا قربانا لإنقاذ مراحل وكان الأفضل والمصلحة ان تكون خطواتنا في اتجاه آخر.

من السهل تمرير قرارات أو ما يشابهها لكن علينا أن نتوقف طويلا عند ما ترسخ في أذهان الناس وبخاصة من الفقراء وهم ذخيرة الدولة الحقيقين.

قد يعجبك ايضا