وكالة المرفأ الإخبارية : يظل الحديث عن القدس ديدن الهاشميين وعند نفيهم الى الخارج واستشهادهم على باب الأقصى ودفاعهم عن زهرة المدائن ووصايتهم على المقدسات الدينية.
هذا ما يقوله التاريخ الحديث منذ تولت القيادة الهاشمية زمام الامور في الاردن وفلسطين، وكان الجيش العربي الاردني وريث الثورة العربية الكبرى المنافح الأول يتقدم صفوف الحروب والمعارك والى أن حمل الملك عبدالله الثاني الراية بيد تعمل في الداخل للنهوض بالوطن ومقدراته، وبلسان يخاطب فيه العالم اجمع من على المنابر خارج الاردن، وفي الأمرين لم تغب القدس عن وجدان جلالته يوماً.
ورغم العواصف التي ضربت العالم العربي بعمقه الاستراتيجي وتغيرت موازين القوى وتبدلت التحالفات وطغت المصالح على فكر قادة تلك الدول، ظل الاردن على ثوابته القومية وعلاقاته الدولية، مثلما تحمّل وزر التفرقة واخطاء الاشقاء والاصدقاء على السواء، وكل هذا من اجل القضية الفلسطينية وفي مقدمتها قضية القدس الشريف التي قال عنها عبدالله الثاني بأنها “خط احمر” وان لا استقرار للمنطقة وللعالم الا في حل “اولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين”.
ان الاردن الذي يعاني من تبعات ما افرزته الحروب المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط وما تزال هذه النيران تطوّقه من كل جانب، انما يؤكد اصرار جلالة الملك عبدالله الثاني على ان تلقى القضية الفلسطينية بما فيها قضية القدس وبعد 70 عاماً على الاحتلال الدعم الدولي المؤّثر، والفاعل على الأرض لحل النزاع العربي – الاسرائيلي، وليس المزيد من قضم الحقوق وتشريد الشعب الفلسطيني وبالتالي تفويت واضعاف فرص السلام التي يناضل من اجل تكريسها الاردن والدول المناصرة لهذه القضية.
ان لقاءات جلالته مع قادة العالم وتشديده فيها قد اصابت كبد الحقيقة وهي ان الحروب مهما حققت فيها اطراف انتصارات على اطراف اخرى لن تصنع السلام الدائم والعادل على أي ارض، وانما يُصنع السلام بالحلول السياسية، فالقدس هي جوهر السلام بين كل القضايا والحل يبدأ منها، فهل تقتنع الدول التي تدعي انها راعية للسلام ويسمع قادتها ما يقوله عبدالله الثاني ويحّذر منه بكل ما يمس القدس من قرارات؟
القدس كانت ولا تزال وستبقى في وجدان الهاشميين؛ مسؤولية دينية، ووصاية شرعية ورعاية تاريخية، وستبقى محور سياستهم الدولية، ومركزية حراكهم الدبلوماسي، الذي يعتبرها ويراها بل ويجسدها القضية الأمم، والقدس حجر رحاها التي لا تقبل القسمة في سفرهم حتى لو تكالبت عليها شرور السياسة وأطماع الساسة وفتن الصهيونية، ولن يتركها الأردن في مهب أهواء وأطماع لا تفهم فلسفة الحكم الهاشمي، تجاه مدينة السلام ومسرى رسول الإسلام، الذي يحمل احفاده من بني هاشم مسؤولية حمايتها ما بقيوا أحياءً.
ومن المقرر أن يشهد غدا الاثنين، نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب لحي أرنونا بالقدس؛ تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل وهو تاريخ “نكبة” الشعب الفلسطيني.