المزوِّرون

591
احمد حسن الزعبي
وكأن البلد ناقصها دراما..
في منتصف عاصفة الارتباك والتخبط وضياع رأس “خيط” الإدارة العامّة والملفات المفتوحة وتراكم وحل الفساد، يأتي الأخ ويكشف عن ظهره بلوحة تجريدية مسمارية يدّعي من خلالها تعرّضه للاضطهاد دون أن يدري أن هذه الجروح المفتعلة ، تعمّق من جروح البلد الحقيقية فهي تحرق وتؤلم عند لمسها من أصابع خارجية..
لن أتحدّث عمّن زوّر جروحه ، أنا سأتحدّث من زاوية مغايرة تماماً ، عمّن يحاول أن يبالغ في المكياج ليخفي صفار الوجه ، ويبالغ في الكحل ليغطي على قصر النظر،ويبالغ في احمر الشفاه حول القروح الحقيقية ، لينال ابتسامة رضا ولتكبر جائرة نهاية الخدمة..
مزوّر النجاحات المفتعلة لا يختلف كثيراً عن مزور الجروح المفتعلة ، كلاهما يخادع الوطن ويبتزه ويجره إلى مزيد من الضعف و الوهن ، من يصفق ويقول نحن على الطريق الصحيح وهو يعرف بقرارة نفسه أننا في طريق الهاوية ، لا يختلف عمّن يحرق ظهره ليكسب تعاطفاً شعبياً..
من يكتب مقالاً يفاضل بين حرايق امريكا وسيولنا ويقول أن الأمريكان لم يشكلوا لجنة ولم يقدّم أي من مسؤوليهم استقالته هو وبكلامه هذا يريد أن يضع فوق “المنهل كرتونة” ليصطاد من خلال مقاله المزيد من الضحايا…
من يدّعي تفوقنا على أمريكا بالتجهيز والأداء وهو يعرف تماماً انه يضحك ضحكة صفراء في وجه الوطن ليقال له عفية “الأسد” هذا ما نريده من كتّاب المقالات.. عندما تسوّقون لقانون الضريبة الذي سيعمق الفقر ،ويرفع الأسعار ،ويجوّع المزيد من الأردنيين، ويزيد زفير الغضب الشعبي ، فأنتم لا تشوهون ظهر الوطن بطعنة لئيمة من بأقلامكم وإنما تشوّهون وجهه ايضاَ..
عندما تصمتون او تؤيدون قانون الجرائم الاليكترونية بكل كارثيته فأنتم لا تشوهون ظهر الوطن بأقلامكم وانما تشوّهون وجهه ايضاَ..
هو كذب وادّعي وزوّر ليكسب تعاطفاً له ولمؤسسته “التنويرية”، وانتم تكذبون وتّدعون وتزوّورن لتبقوا أصحاب الحظوة على حساب الوطن ووجه الوطن ومصير الوطن..هو شوّه الحقائق بمسمار..وانتم تشوّهون الحقائق بقلم…وشتّان بين جرح الظهر السخيف وجرح الكف وجرح الوجه..
يا خسارة

قد يعجبك ايضا