جــلالــة الـمـلـــك في جامعة اليرموك…رسائل مهمة
الـدكـتـور مـشـهـور حمـادنــه
المرفأ.التشريف الملكي من قبل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني لجامعة اليرموك التي خصّها حفظه الله بزيارة ملكية مفاجئة، ومشاركته لنخبة خيّرة من طلبة الجامعة في جلسة توعوية، جاء امتداداً وتأكيداً لنهج التواصل الميداني الذي اختطه جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية إيماناً منه أن اللقاءات المباشرة مع المواطنين بمختلف فئاتهم شيباً وشباناً ورجالاً ونساء وطلبة مدارس وشباب وطلبة جامعات من شأنه تحقيق أكبر نسبة من الانجازات ومعالجة المشاكل والتحديات ذلك أن الحديث من القلب إلى القلب بلا أدنى رقيب أو حسيب أو بروتوكولات معدة مسبقاً، ستنعكس نتائجه على عملية التنمية والتحديث الشاملة التي يتطلع إليها جلالة الملك في مختلف المناحي والميادين.
حديث جلالة الملك إلى أبنائه الطلبة المباشر والعفوي حمل في طياته الكثير من الرسائل والإشارات التي أراد إيصالها لهذه الفئة من أبناء الوطن وهم فئة الشباب الذين أولاهم جلالته جُل رعايته واهتمامه ومؤداها حثهم وتشجيعهم على التقدم الفاعل والمؤثر في بناء وطنهم وإسناد جهود اعماره على قاعدة متينة من العدالة والحرية والديمقراطية وقبول الرأي والرأي الآخر، وبأسلوب عصري قادر على فهم واستيعاب المفردات الجديدة التي فرضتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي أثبت الشباب الأردني إزائها أنهم الأكفأ والأقدر على التعاطي معها وتطويعها لخدمة الوطن وإعلاء شأنه.
ولعل من تشرف بالاستماع إلى حديث جلالته بشكل مباشر – وتشرفت بأن كنت أحدهم – يدرك مدى العمق الذي يفكر فيه جلالته والأفق البعيد الذي يرى الأردن من خلاله، وهو يدرك أن الشباب في هذا الخضم الهائل هم العنصر الأهم في معادلة البناء، وعندما يؤكد جلالته أنه يتابع عن كثب الأفكار والمشاريع والمبادرات التي يتقدم بها طلبة الجامعات وشباب الوطن فإننا ندرك أننا نسير في الاتجاه الصحيح وأن المستقبل المنشود مناط بأيدي الشباب وبالتالي فإن جلالة الملك بهذه الرؤية الفاحصة يكون قد وضع جامعة اليرموك امام مرحلة جديدة لن تتوانى عن النهوض بها وترجمة مضامين الرؤية الملكية، والجامعة التي مضى على تأسيسها أكثر من أربعين سنة كانت وما زالت تقدم للوطن خيرة الخيرة من الخريجين الأكفاء المؤهلين علمياً والمسلحين بأصدق آيات الولاء والانتماء للوطن ولقيادته الهاشمية.
نحن إذن أمام حقيقة جلية ارسل بها جلالة الملك بما احتوته من مضامين سياسية لكافة مؤسسات الدولة سيما المناط بها رعاية الشباب وبالتالي فإن جلالته قد وضع الكرة في مرمى كل من يتصل به الشأن لإتاحة الفرصة للشباب وطلبة الجامعات لأخذ زمام المبادرة للإتيان بمشاريع ريادية تخدم وتترجم الفكر الملكي إلى واقع ملموس
شكراً لجلالة الملك على زيارته الكريمة لجامعة اليرموك، والتي بث منها رسائل لكل من يعنيهم الأمر في الأردن بضرورة أخذ ملف الشباب على محمل الجد وعدم التردد في الاستماع إليهم ولما يدور في عقولهم النيرة التي تزخر بمشاريع ريادية ستقود الأردن إلى حيث يريد قائدنا المفدى