*كورونا.. مدرسة رائعة* كتب: عبدالهادي الشناق
*كورونا.. مدرسة رائعة*
كتب: عبدالهادي الشناق
المرفأ.”كورونا” هذا الوباء الذي دعا البشرية للتفكر في أمور كثيرة تمر بحياتنا اليومية، وبرغم أنه داء إلا أنه أصبح مدرسة تعلمنا منها الكثير الكثير، ولا بد لنا أن نحافظ على هذا العلم القيم ليكون أسلوب حياة.
لقد سلط هذا الداء الضوء على الممارسات الإيجابية التي وجب على الناس مراعاتها بشكل مستمر لتجنب الأمراض المعدية، وبين لهم ضرورة الابتعاد عن الممارسات السلبية التي قد تتسبب بالأذى لهم وللأخرين.
علمتنا مدرسة كورونا ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية من خلال التعرف على الطرق الصحيحة والسهلة في ذلك إبتداءً من غسل اليدين والاستخدام الأمثل للمعقمات والحذر من ملامسة الأسطح في الأماكن العامة والمحافظة على نظافة الأماكن العامة لأننا نستخدمها ويستخدمها آباءنا وأبناءنا، وغير ذلك من من أساليب حماية أنفسنا والآخرين.
مدرسة كورونا دربتنا على أفضل الممارسات في مجال إدارة الأزمات بمختلف المستويات (عالمياً، إقليمياً، محليا) وعلى مستوى العائلة والفرد كذلك، ودعتنا للتفكر بالكثير من الأمور في مجال إدارة الأزمات مستقبلاً، كالعمل على تدريب فرق تطوعية في كافة مناطق الوطن، والعمل على إنشاء مؤسسات متخصصة لذلك، ورفع مستوى وعي المواطن وتدريبه بشكل مستمر تحسباً لأي طارئ.
وزاد إدراكنا من خلال “كورونا” أن الوطن هو الملاذ الأمن لنا، وهو الحصن المنيع الذي يجب أن نحافظ عليه ونحميه وندافع عنه بالغالي والنفيس، فليس هناك أغلى منه، وأن قيادتنا الرشيدة حفظها الله هي العائلة التي تحتضن أبنائها بحب وليس هناك أغلى من شعبها عليها، فكان الإنسان الأغلى والأهم من أي شيء وقبل كل شيء.
إن اللحمة الوطنية وتكاتف الجهود الشعبية والحكومية هي سبيلنا للارتقاء نحو القمم، وأن أجهزتنا الأمنية والعسكرية هي الدرع الأمين لنا، وكوادرنا الطبية ومختلف القطاعات تعمل بروح واحدة من أجل صون الوطن.
وكانت سيادة القانون حاضرة في مدرسة “كورونا”، حيث ضربت لنا أمثله في أن الإلتزام بالقانون حماية لنا ولأنفسنا، وأن الخارج عنه يؤذي نفسه والأخرين، وجعلنا “كورونا” ندرك أن الاستهتار قد يجعلنا نندم، فالمستهتر بالقانون ملاذه السجن، والسجن يقيد حرية الفرد ويبعده عن أحبائه، ولقد تم حظر التجول ونحن في وسط عائلاتنا وداخل بيوتنا فشعرنا بذلك الضيق وكأننا في سجن، فكيف هو حال المخالف للقانون خلف القضبان.
إن المواقف مصانع الحكمة، فلتكن “كورونا” موقفاً نثب من خلاله عزمنا وإصرارنا على تخطي المستحيل في سبيل الوطن قيادة وشعباً.
ولا بد التأكيد على أن هناك أمور كثيرة لا بد من إعادة النظر فيها، سواءً على المستوى الفرد أو الوطن، ولا بد لنا أن نبدأ برصد الإيجابيات والسلبيات لتكون الأساس في عملنا بعد القضاء على كورونا المستجد، والعمل بروح الفريق الواحد لنحرز التقدم الذي نتمناه، ولنتصدى لأي خطر قبل أن يصل إلينا.