ذهبت نشوة الاصفار والاحساس الكاذب بالإنجاز وجاءت لحظة مواجهة الحقائق
المرفأ.
الدكتور منذر الحوارات يكتب… ذهبت نشوة الاصفار والاحساس الكاذب بالإنجاز وجاءت لحظة مواجهة الحقائق، ولنبداء من آخر حدث مراجعة مريض لعدة مستشفيات حكومية ولم يكلف احد نفسه عناء سؤاله عن مكان قدومه، ألا يشير ذلك إلى واقع مؤلم في القطاع الصحي؟ ، ألا يدلل عبور الحدود من منطقة موبوئة بالمرض بدون ضوابط رادعة تحد من حركة القادمين إلى تقصير يبلغ حدّ الاستهتار بتضحيات كل الاردنين عبر شهرين من الجلوس في المنزل وما نتج عن ذلك من خسائر اقتصادية هائلة ونتائج معنوية غير مرصودة حتى الآن، ولا أنسى تغاضي الناس عن تلميحات حكومية يومية مهددة لكل من يُخل بالقانون مما كرس الاحساس العام بأن المجتمع ليس إلا مجموعة من التلاميذ الصغار عليهم فقط السمع والطاعة او تلقي العقاب، وإنتظار بيان يومي غُيب عنه أي حضور صحفي مما ترك الساحة فارغة سوى لرأي واحد يفرض نفسه ولا يخضع للتمحيص والنقد بحيث بدا وكأنه بيان مقدس ليس على المواطنين سوى الانصياع والتنفيذ، حتى المقابلات الصحفية التلفزيونية للوزراء المعنيين كرست الانطباع بأنها ليست إلا محاولات تلميع لذوات الوزراء المحترمين طبعاً إلا ما خلا بعض المقابلات، فقد حضرت الحكومة وغاب المجتمع بصحافته، بمؤسسات المجتمع المدني، بنوابه، بكل عناصره وتركت ساحة التصرف فقط لفريق حكومي بدا منسجماً في البداية ومن ثم مرتبكاً متشككاً وغير واثق ابتداء من نقطة معينة، فلا سمح الله لو عاد الوباء للتفشي، ما هي الإجراءات على الأرض التي ستتبعها الحكومة، هل ستعود إلى الاغلاق من جديد؟ وهل ثمة إمكانية لذلك اصلاً؟ طبعاً هذه أسهل الطرق، اذا لم تتبع هذه الطريقة فالسؤال ما هي الإمكانات اللوجستية لدى الحكومة لمواجهة موجة جديدة من المرض؟
طبعاً لو امتلكت الحكومة إجابة وافية على هذا السؤال فلن تكون الثقة بها كما لو كانت في بداية الأزمة وهذا طبعاً مالم تتمناه الحكومة والتي ومن خلال سلوكها بإحتكارها منصات الرأي والقرار أيضاً أرادت ان لا يكون قولاً آخر على قولها او فعلاً آخر على فعلها ونتيجة هذا بكل تأكيد فقدان الثقة بالقائل والفاعل حتى لو قال صدقاً او فعل عقلاً.
بعد ذلك أليس من الاجدى التوقف عن عقدة الإنجاز وسلوك طريق اخر يواجه الأزمة بمنطق وعقلية مختلفة يشترك فيها الجميع بعيداً عن النرجسية والنزق الذي لمسناه خلال الفترة الماضية؟ ولابد ان يدفع المسؤول عن ذلك ثمن فعلته وطبعاً ليس المسؤول هم الناس والذين تتجه أصابع اتهام الحكومة لهم على أنهم السبب للتنصل من اي تبعات قد تطالها.
طبعاً لابد أن ننحني تقديراً لجهود كل الابطال الذين تصدوا بتفاني للوباء، الجيش العربي والاجهزة الأمنية ، فرق التقصي الوبائي، الأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات
طبعاً بجهود هؤلاء سنتجاوز الأزمة بعون الله .