د. بلعاوي: معركة الأردن الحقيقية مع فايروس كورونا، تبدأ عند فتح القطاعات الاقتصادية والمعابر الحدودية
مستشار علاج الأمراض المُعدية بجامعة البترا
د. بلعاوي: معركة الأردن الحقيقية مع فايروس كورونا، تبدأ عند فتح القطاعات الاقتصادية والمعابر الحدودية
المرفأ.قال مستشار علاج الأمراض المُعدية الأستاذ في جامعة البترا الدكتور ضرار حسن بلعاوي إن عدد الإصابات بفايروس كورونا ستستمر بالزيادة طبيعياً، لكن الحنكة تكمن في توزيع نسب الإصابة على فترات زمنية متباعدة بالإضافة إلى حماية الاشخاص ذوي الأخطار العالية مثل كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة الشديدة من هذه العدوى.
وأوضح بلعاوي أن الفائدة التي ترجوها الحكومات من وراء الحظر العام وبقية الإجراءات الاحترازية الحالية تتمثل في تخفيف الضغط على المؤسسات الصحية، وشراء المزيد من الوقت لحين خروج اللقاح إلى النور، على أمل أن يتحقق ذلك في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل.
وطالب بلعاوي في مقال نشره على صفحته الخاصة في الفيسبوك بفتح القطاعات الاقتصادية وخروج الشباب الأصحاء إلى العمل.
وقال بلعاوي “لا يوجد أساس علمي لانتظار صفر حالات على مدى أسابيع، لنقول إننا الآن في مرحلة الأمان”، موضحًا “كل ما نفعله حالياً من اجراءات يهدف فقط لتسطيح المنحنى الوبائي وليس لإنهاء عدوى الفايروس”، مضيفًا إن معركة الأردن الحقيقية مع فايروس كورونا، تبدأ عند فتح القطاعات الاقتصادية والمعابر الحدودية وليس عندما أغلقنا بيتنا الصغير وتقصّينا بضع مئات من الحالات”.
وقال بلعاوي “نحن نعيش في العولمة ولن تستطيع عزل نفسك للأبد واللّهث وراء صفر حالات”، مضيفًا “فايروس كورونا مثله مثل الأمراض المعدية والخطيرة التي انتشرت في السنوات السابقة، تبدأ بوضع خطير ثم تبدا المجتمعات باكتساب المناعة منها لكن هذه الفايروسات لا تختفي” مضيفًا إننا بحاجة إلى مناعة الجماعة المضبوطة controlled herd immunity “.
وأوضح بلعاوي ما زال كثير من المتخصصين وغيرهم يظن أن مناعة الجماعة استراتيجية فاشلة، مشددًا أن “مناعة الجماعة ليست استراتيجية وإنما قانون الله في الطبيعة”، ويرى بلعاوي أن مناعة الجماعة يجب أن تكون مضبوطة، أي ألا تطبق على كبار السن والمرضى وأن ترافقها اجراءات وقائية محكمة، وإلّا فما هو مبدأ اللقاح إذا لم يكن هو بذاته مناعة الجماعة”.
وطالب بلعاوي بفتح القطاعات الاقتصادية وخروج الشباب إلى العمل، لعدة اعتبارات من بينها الوضع الاقتصادي الصعب، بالإضافة إلى أن ذلك سيشجع المواطنين مستقبلاً إلى اتباع التعليمات وأنْ لا يصابوا بما يعرف بـ “ضجر الحجر الصحي”، في حال طلبت الحكومة منهم حجراً مفاجئاً في المستقبل.
واعتبر بلعاوي أن التركيز يجب أن يكون بزيادة ضبط اجراءات الوقاية والسلامة، وتحضير المؤسسات الصحية والطواقم الطبية للموجة القادمة من العدوى، والتعايش مع الحالات المرَضية للفايروس، قائلا “إننا لا نستطيع حجر الجميع عشوائياً، لأن الفايروس لا يمكن اكتشافه في ثلاثين إلى خمسين بالمائة من الحالات، ولأننا لا نستطيع ايقاف عجلة الاقتصاد لمدة طويلة”.
وقال بلعاوي “مع تقديري لجهود الحكومة وللزملاء في اللجان المتخصصة، إلاّ أنه لم يُعجبني انزعاج بعض المسؤولين من ظهور حالات عدوى جديدة، والذي لم يُعجبني أكثر هو تحميل خطأ أفراد لجموع المواطنين الملتزمين، لا بل والتلويح بفرض اجراءات حظر أقسى”، مضيفًا “لا يجوز للحكومة أن تفرض سُلطة الأب أو أن تمارس قانون زاوية المذنبين على أغلبية شعبنا الواعي والصبور، الأخطاء موجودة وستحدث وستتكرر من كل الأطراف، والحالات ستزيد مع فتح القطاعات الاقتصادية في الأيام القادمة، وستزيد أكثر مع فتح المعابر الحدودية، لا سيّما الموجة الثانية في الخريف والشتاء القادمين”.