أسئلة النواب.. قراءة ودلالات!عوني الداوود
المرفأ..بالله عليكم معشر الناخبين أقرأوا تقرير (مركز الحياة – راصد / الخاص بمراقبة أداء البرلمان الثامن عشر خلال الاربع سنوات والمخصص للأداء الرقابي والتشريعي) والذي نشر منذ يومين. هذا التقرير لا بد لكل ناخب ان يقرأه بتمعن قبل أن يحسم خياره متوجها نحو صناديق الاقتراع، لان التقرير كشف عن تساؤلات من المهم البحث عن اجابات لها وأولها – على سبيل المثال لا الحصر – ما معنى أن هناك نوابا ( عددهم 21 بحسب التقرير ) لم يتقدموا بأي سؤال على مدى الاربع سنوات ؟! فهل خدم منطقته وناخبيه بصمت طوال تلك السنوات؟ أتمنى ذلك، اضافة الى ملاحظات سريعة أود التطرق اليها في النقاط التالية:
– رغم أن عدد الاسئلة التي قدمها المجلس ( 2493) سؤالا، الا أن ( 11 % ) فقط من مجموع الاسئلة التي تم تقديمها للحكومة على مدى الاربع سنوات تمت مناقشتها !!
– رغم أهمية الجانب الاقتصادي في حياة المواطنين، ورغم توجيه نحو ( 130) سؤالا لوزير المالية ( الثاني بعد رئيس الوزراء في استقبال الاسئلة )، الا أن المحورالاقتصادي حظي فقط بنسبة ( 8 %) من الاسئلة!
– هل يعقل أنه وعلى مدى الاربع سنوات لم يتم توجيه سوى ( 5) اسئلة فقط حول محور الشباب وبنسبة ( 0.2 %) من مجموع الاسئلة ؟!.. ونتساءل بعد ذلك لماذا لا يقبل الشباب على الانتخابات ؟!
– في المقارنات بين الاعوام : الاول والثاني والثالث والرابع من حيث تركيبة البرلمان كان من الواضح الاقبال الشديد على الانضمام الى لجنتين نيابيتين في العام الاول، ما لبث ان تراجع وتناقص العدد في الاعوام الثاني والثالث والرابع ( 98 نائبا انضموا الى لجنتين نيابيتين في العام الاول – مقابل 64 نائبا في العام الرابع ).
– الملفت ان عدد النواب الذين لم ينضموا الى اي لجنة نيابية تزايد من العام الاول ( 8) حتى وصل في العام الرابع الى ( 26 ) نائبا.
ما اود الاشارة اليه ان هذا الجهد المميز لـ»راصد» لا بد ان يستفيد منه المحللون والمختصون والبرلمانيون وأيضا الناخبون، للاطلاع على «كشف حساب تفصيلي» عن أداء كل نائب، وما قدمه خدمة لوطنه وللمواطنين على مستوى الدائرة الانتخابية وعلى مستوى الوطن على مدار الاربع سنوات.
من المهم جدا ان لا نكرر لوم أنفسنا «كناخبين» في كل مرة نعيد فيها انتخاب من لم يقدموا أية إضافة نوعية تحت قبة البرلمان، نلومهم.. ننتقدهم.. ثم نعيدهم الى مقاعدهم !!. من المهم أن ندرس أسباب عزوف الشباب تحديدا عن المشاركة الفاعلة القادرة على احداث التغيير المنشود «ترشحًا» و»انتخابًا».. وهذا موضوع يطول شرح تفاصيله، ولكن البداية بالتأكيد يجب أن تبدأ بإقناع الشباب بضرورة أن يكون لهم دور في رسم مستقبلهم من خلال وجودهم تحت قبة البرلمان و/ أو اختيار الافضل لإيصال صوتهم.