د. الكيلاني: النشاط البدني من الاولويات التي نجابه به الوباء
الرياضة المدرسية تسقط من حسابات وزارة التربية والتعليم
د. الكيلاني: النشاط البدني من الاولويات التي نجابه به الوباء
الابداع المهني اول تحدي لمعلم التربية البدنية للدفاع عن مهنته
أصحاب القرار يجب أن يدركوا أهمية النشاط البدني للصحة العقلية والتحصيل العلمي
المرفأ..عمان – هبة الصباغ
أعلنت وزارة التربية والتعليم قرارها بالعودة الى التدريس وجاهيا للعام الدراسي الحالي حيث يبدأ الدوام المدرسي إعتبارا من يوم بعد غد الثلاثاء .
واعلن وزير التربية والتعليم د.تيسير النعيمي عن حزمة اجراءات احترازية صحية من شأنها انجاح العملية التعليمية داخل الغرف الصفية مشيرا الى أن غياب الطلبة الطويل عن المدارس كان له كلفة تربوية واجتماعية ونفسية فيما سقطت الرياضة المدرسية من كافة الحسابات والخطط المطروحة سواء كان التدريس وجاهيا وداخل المدارس أو التعليم عن بعد في حال استدعت الحالة الوبائية في الاردن هذا الأمر.
قضية الرياضة المدرسية قضية مهمة لها تبعيات صحية واجتماعية ونفسية على الطلبة الذين امضوا الأشهر الماضية في المنازل بعيدين عن ممارسة الأنشطة اللامنهجية بالرغم من تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة أنها حالة من التكامل البدني والعقلي والروحي والاجتماعي فلم تغفل الجانب الرياضي وتأثيره على صحة الإنسان.
ولعل انعكاس فايروس كورونا السلبي سيطال المنظومة الرياضية بأكملها في الأردن مع تركيز التعليم على المواد الأساسية وغياب التفكير في الانشطة اللامنهجية دون أن تحاول وزارة التربية والتعليم في الأردن إشراك المختصين في هذا الأمر لتقديم خطط عملية من شأنها مساعدة الطلبة على ممارسة الرياضة في المدارس وضمان التباعد الاجتماعي أو في البيت في حال كان التعلم عن بعد كما فعلت العديد من الدول بالتوعية بممارسة الرياضة عن بعد .
وعند التعمق أكثر في قضية تأثر الرياضة المدرسية نذهب الى التأثير السلبي الذي سيطال المشرفين الرياضيين ومدرسي التربية الرياضية في المدارس الحكومة والخاصة حيث قامت بعض المدارس بالاعلان عن عدم رغبتها بتعيين خريجين كليات التربية البدنية في الجامعات الاردنية ضمن كوادرها لعدم حاجتها لهذا الاختصاص مما سيترتب على هذا الامر تساؤل مهم هل ستفرغ كليات التربية الرياضية في الجامعات الاردنية من طلبتها بعد العزوف المتوقع لطلبة الثانوية العامة في التسجيل لدراسة مادة التربية البدنية ؟.
تساؤلات كثيرة تضعنا في مواجهة أزمة حقيقية سيكون لها انعكاسات سلبية على الطلبة والمعلمين على حد سواء ولمزيد من التفاصيل تسلط “الرأي” الضوء على هذه القضية التي تحدث فيها بإسهاب الاستاذ الدكتور هاشم الكيلاني رئيس قسم علوم الحركة والتدريب الرياضي في كلية علوم الرياضة في الجامعة الاردنية حيث قال:
بعض الدول التي تأثرت بفايروس كورونا ادعت أن التلامس الجسدي أثناء حصة التربية الرياضية قد يؤدي الى مخاطر وهناك دراسة أجريت لإستكشاف هل أن ممارسة التربية الرياضية بدون لمس أي من خلال التطبيقات الذكية “أونلاين” له اهمية؟ وكانت التجربة قد أخضعت الكثير من المعلمين الذين إعتبروا الرسوم والفيديوهات وعدم التواصل مع الطلبة بشكل مباشر أدى الى نقص في مفاهيم التربية البدنية والقدرة على اكتساب المهارة وتطبيقها.
ويضيف د. الكيلاني:” لسنا ضد التباعد ولكن هناك الكثير من الحلول لتكون ممارسة الرياضة عن بعد طريقة فاعله تجمع عدد كبير من الطلبة وبنفس الوقت كل طالب يمارس الرياضة على حدا وإلا ستكون العواقب في عدم تدريس التربية البدنية في شكلها الطبيعي وخيمة على مفهوم ووضع التربية البدنية وذلك من حيث الاثر النفسي والبدني والاجتماعي والصحة العقلية .
وطرح الدكتور هاشم الكيلاني سؤالا مهما اذا كان نظام التعليم والمسؤول عن المناهج قد فكر في وضع مستند تقييمي لتقديم الارشادات والمساعده الفنية حول كيفية تعديل المناهج وطرق التدريس اثناء هذه الجائحه وللتخفيف من حدتها وما هي التعديلات المقترحة لإعطاء مفاهيم في التربية البدنية وكيفية تناولها عن بعد ؟ مشيرا الى أن بعض الدول المتقدمة في هذا المجال سلطت الضوء على التربية البدنية كجزء مهم من التعليم الشامل لإعطاء فرصة تعليمية أساسية للتلاميذ وخاصة في بيئات التعلم الجديدة التي أصبحت معظمها “أون لاين” واستكمل السؤال اذا كان هناك حق للشباب للحصول على تعليم شامل وعلى القيم التي ممكن أن تستخرج من هذا التعليم لتزويد الطلاب بفرص التعلم للمهارات الحركية وفهم اهمية النشاط البدني للصحة البدنية والعقلية على السواء ؟.
ويشير د. الكيلاني عن نتائج أولية لبحث قام به خلال اشهر الحظر المنزلي اثناء هذه الجائحة حيث كان النشاط البدني يشكل الأولوية الأولى في التصدي لهذه الجائحة وعلاقة ذلك بالصحة العقلية وهذا بحد ذاته يشكل قاعدة اساسية لا بد أن تستند عليها المنظومة التعليمية في احتواء التربية البدنية والنشاط البدني خلال الأعوام القادمة في ظل الظروف الحرجة التي نمر بها حاليا.
وتبقي “الرأي” الباب مفتوحا أمام ذوي الإختصاص في وزارة التربية والتعليم للإجابة على هذه التساؤلات المهمة.
توفير تربية بدنية هادفة
وإستطرد الدكتور الكيلاني الحديث في هذا المجال مؤكدا أن الهدف من رؤيتنا في موضوع منع حصص التربية البدينة خلال هذه الفترة أن يزود صانع القرار بمعلومات كافية من خلال مناهج حديثة التي تقوي قدرة المدرسة لتوفير تربية بدنية هادفة وامنه ومستجيبة ثقافيا ومناسبة من ناحية تربوية ضمن المعايير البدنية وهي ضرورة ملحة لتكون التربية البدينة مثلها مثل أي مادة ضرورية وخصوصا الأنشطة المرافقة لها والتي لها أهمية كبيرة من حيث رفع مناعة الأطفال والشباب لمقاومة أي مرض خاصة في هذه الظروف .لا سيما انه بات معلوما أن الحركة والنشاط البدني المستمر والمنظم من أسباب مكافحة هذا الوباء لزيادة كرات الدم البيضاء والاجسام المضادة للتغلب على الفيروسات.
ويضيف الكيلاني :”نحن نعلم أن محتوى تلك المناهج تكون متناسبة مع ما يسمى بالانقطاع عن التدريس الحقيقي أو سيناريو العوده الى التدريس بحيث ان المدارس غير متوفرة للتعليم المباشر مع الطلبه اي ما يسمى التعليم المنزلي (Home schooling) والذي أصبح يشكل عبئا على الوالدين والنقطة الثانية إحتمال أن يكون هناك تعليم مدمج بين المدرسة والبيت وتعليم جزئي وتكيف مع البرنامج كما اشار البعض الى وجود التلاميذ يومين او ثلاثة أيام في المدرسة وباقي الايام في المنزل، والنقطة الثالثة عندما تعود وتفتح المدارس ويكون هناك بروتوكول صحي معين في المدرسة! إذا يفترض ان يحتوي المنهج على هذه النقاط الثلاثة التي تلبي حاجه المدرسة والطالب والمجتمع فنحن لا نريد ان يكون الطالب خامل فوق خموله ولا نبعده عن الحركه لأنه أساس الحياة ولأن الخمول سبب من أسبا ب الأمراض المزمنه فما بالكم بالأمراض المعديه .
ويشير د. الكيلاني أن على وزارة التربية والتعليم مسؤولية كبيرة بوضع مصفوفة لهذا الامر من خلال منهاج بديل بحيث إذا كانت هناك مخاطر منخفضة تجاه الوباء تكون هناك بعض الأنشطة المصنفة والتي تحدد عملية المسافة في التعليم خاصة في البيت وتعزيز بعض المهارات وتحفيز رفع مستوى اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة اما إذا كانت المخاطر متوسطه تأخد تصنيف اخر بحث تكون المسافة ضرورية بين الاشخاص وكيفية استخدام الادوات واذا كانت المخاطر عالية لا بد أن تصنف الانشطة بحيث تكون محدودة و ضرورة إستعمال الأداة ومتى تستخدم وكيف يمكن العودة الى الحالة العادية مع الانتباه الى المحاذير من انتشار الوباء.
ويؤكد الكيلاني أن المجتمع الأردني في الوضع الطبيعي يهمل حصص التربية البدنية سواء من قبل المعلمين الذين لا يعطوا أهمية الى التكامل النفسي الاجتماعي والجسدي واحيانا يهمل في العطاء والاخلاص في التطبيق خصوصا في بعض المدارس الحكومية أما في بعض المدارس الخاصة فيمكن أن يكون الامر مختلفأ خصوصا إذا اتيح للمعلم نافذة للابداع كما أن كثيرا من ادارات المدارس تتحمل المسؤولية عندما تضع الحصة في آخر الجدول واحيانا تستبدلها لاستكمال المواد (الاساسية) حسب التعبير الدارج. اذا علينا أن لا نعتب على الوضع الحالي اذا كنا بالوضع الطبيعي نهمل هذه المادة ولا نعطيها اهمية ولا ترق لمستوى التكامل الجسدي والعقلي والاجتماعي ليكون الانسان في افضل حالة للصحة.
واليوم نرى أن أصحاب القرار ساهموا بشكل مباشر في اهمال حصة التربية البدنية من حساباتهم فالأصل ان يدافع أصحاب المهنة عن مهنتهم ويبحثوا عن البدائل وتحديث الطرائق لكيفية تناول الماده عن بعد بحيث لا تفقد هويتنها وتصبح من الماضي وإلا سيكون مصيرهم الانقطاع عن العمل وهناك العديد من المدارس تفكر جديا بإنهاء عقود المدرسين .. واصبحت المدارس لا توظف الخريجين في هذه المهنة فكيف نقدم مخرجات الى سوق العمل وهل نلغي التربية البدنية في الجامعات وهذا “وارد” ونركز فقط على المدربين في مراكز اللياقة البدنية موضوع بحاجه الى تفكير لأننا لا نعلم المدة التي ستقفل فيها المدارس اذا طالت هذه الجائحه ولا بد من البحث عن خطط بديلة.
صحة الأطفال
وركز الدكتور هاشم الكيلاني على شريحة الأطفال في المدارس ومدى حاجتهم للتربية البدنية بهذه الظروف مؤكدا أنه ليس من المعقول أن يجلس الطفل فقط لمتابعة الدراسة عن بعد ولا يتحرك ولا يأخذ شيء يفيد جسمه حيث يجب أن يكون الطفل نشيطا بدنيا في البيت وفي الشارع وفي المدرسة وهذا أمر من ضرورات الحياة ومن المعروف علميا أن الأطفال عندما ينشطون بدنيا فسينشطون عقليا ويجب اعطاء فرصة للاطفال وهذا معروف في الكثير من الدراسات الاطفال النشطيين عقليا وبدنيا تحصيلهم الدراسي افضل لان النشاط البدني يؤدي الى زيادة ضخ الدم الى اقصى مساحة من الدماغ أضف إلى ذلك تزويد الدماغ والرئتين والانسجة بالاكسجين وكذلك السكر الذي يحتاجه الدماغ كغذاء اساسي فيرتفع تركيز الاطفال كما أن النشاط البدني واللعب يساعد الدماغ على انتاج كميات من هرمونات الاندوورفين (الاسترخاء وكبح الالم ) والسيراتونين (السعادة) في حين أن كبت الحركة والضغوط من الشاشة الصغيرة ترفع مستوى هرمون الكورتيزول الذي يؤثر سلبا على نمو الاطفال. وبدون شك يجب أن لا ننسى ذوي الإحتياجات الخاصة التي تعتبر ممارسة الرياضة عامل أساسي للتحسين من قدراتهم العقلية والبدنية.
الخلاصة: نحن بحاجة الى منظومة متكاملة نضمن من خلالها التكامل الصحي من الناحية التربوية والتعليمية التي تلبي مفهوم الصحة العقلية من خلال تنوع الانشطة البدنية والترويحية والرياضية ضمن الاحترازات المعمول بها لضمان عدم انتشار الوباء .*نقلا عن الرأي الأردنية*