كتب محمدنايف عبيدات … استقالة د. الزريقات تدقُّ ناقوس الحقيقة ..

745

كتب محمدنايف عبيدات

… استقالة د. الزريقات تدقُّ ناقوس الحقيقة ..

المرفأ… قبل ان اقرا خبر الاستقالة توجهت إلى الاسباب وانا اعرفها من قبل فما الذي يجعل شخص يستقيل من منصب يتمناه الكثير الكثير ؟ كيف يضحي بكل هذا الجاه والامتيازات ليعود يمارس مهنة الطب بعيدا عن كل ذلك ؟
جاء الرد في خطابٍ جريء لم تدع كلماته مجالاً للشك في صدقِ ونزاهة الطرح ، فلم يبحث الدكتور الزريقات عن مجداً او شهرة ولا مكسب مادي ولا بطولة اعلامية ولم يوحي الطرح بهروب وتنصل من المسؤولية ،
لقد قادنا خطاب الاستقالة إلى البحث في كل ما جاء فيه لنضع ايدينا على الجرح والسبب ، نبحث بكل جدية وصدق الانتماء عن سبب الالم وعن وَصْفة العلاج بعيداً عن الأسماء والمسميات واللعنة لا تزيل الالم فالنقف أمام المرآة ولو لمرة واحدة مجردين من كل اهواؤنا وعواطفنا فالكل يخطئ ويصيب وليتذكر صاحب القلم قبل المريض والطبيب قوله تعإلى: (وقفوهم انهم مسئولون).
حمل كتاب الاستقالة قضايا خطيرة ، تعاملنا الشخصي مع المستشفيات وما نراه ونشاهده ونحن مطلعون يؤكد ما جاء في الاستقالة لقد تكلم بلسان كل مواطن يعيش في الاردن ويعشق ثراه فكم من انجازات سُجِّلت وتم بثها ليحقق فيها وزيراً سبقاً صحفياً وبطولة إعلامية قبل ان تكتمل ، فهل لنا ان نقبل بتشغيل المستشفى قبل ان تكتمل كوادره ؟
نعم الانجاز كبير لهذا المستشفى في ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم ؟ وندرك صرخات معالي وزير الصحة المتكررة أمام ديوان الخدمة المدنية للموافقة على تعيين الكوادر الطبية وندرك عدم الاستجابة ، وما موافقة ديوان الخدمة المدنية اليوم على تعيين تلك الكوادر المطلوبة منذ أشهر إلّا تأكيداً على صِدق في هذا الطرح .
ولكن ذلك لا يعطي مبررا لافتتاح المستشفى قبل التجهيز . فتكون الضحية طفله لم تجد سريراً
أمّا الطرح الثاني في عدم الموافقة على تقييد علاج التامين الصحي في مستشفيات وزارة الصحة فهو في ظل إمكانيات مستشفيات وزارة الصحة يُشكل مطلباً وطنياً، وحتى يتم تجاهله يجب ان تمتلك وزارة الصحة بنيه تحتية وكوادر بشريه تلبي كافة احتياجات مَنْ أفنوا عُمرهم في خدمه هذا الوطن حتى لا نستنزف وما بقي لهم من سنوات أو ايام في طوابير الانتظار فيتحول الصداع إلى مضاعفات وتتيبس العروق وتنهار العظام على أمل الرجاء.
واستذكر هنا المرحوم وسام الذي توفي في عقده الرابع ولم يأتي موعد عمليته بعد ولدى كل قارئ منكم ألف قصه مشابهة ويعرف ألف وسام . ولا زلت اذكر قبل شهر رسالة طفل بريء تحمل كل معاني البراءة والحقيقة وقسماً أنِّي انقلها لكم كما هي فصديقي اصطحب طفلته إلى مستشفى بديعة في اربد ليزيل الجبس عن قَدَمِها ومعه طفلهُ ابن العشر سنوات اما اجراءات فك الجبس فأخذت ساعة وخمس وأربعون دقيقة منها ست دقائق فقط عند الطبيب وثلاث دقائق عمل لفك الجبصين وقرابة ساعة ونصف في طوابير الانتظار ،
الغريب ليس هذا فقط وانما كان السؤال الطفل لوالده الذي جعل الأب عاجز عن الكلام عندما سأله الطفل كل المحلات فيها تعقيم وكمامات الّا المستشفى! ليش ؟ سؤال الطفل ينتظر منكم الإجابة وكاميرات المراقبة في المستشفى تؤكد الرواية.
لو كان نقص في الكوادر الطبية والإدارية لعدم توفرها للمسنا لكم العذر ولكن سجلات ديوان الخدمة المدنية لا تكاد تتسع لعشرات الالاف من الطاقات والقدرات القادرة على النهوض بمنظومتنا الصحية والارتقاء بها إلى مصافِّ الأمم.
واخيرا فإنني ارجو ان لا نتجاوز اسباب الاستقالة ونبحث عن شخصنة الامور ولنكن صادقين مع أنفسنا دوما حتى نتجاوز أزمتنا …
نرجو من عطوفة الدكتور محمود زريقات / مدير عام مستشفى البشير .. التريث بالاستقالة لأننا نعلم بأنك المناسب في المكان المناسب …
بقلم ::
محمد نايف عبيدات

قد يعجبك ايضا