كتب .. محمد نايف عبيدات …. ..سلسلة التطبيع بين الكر والفر ..

284

كتب ..
محمد نايف عبيدات
في ….
..سلسلة التطبيع بين الكر والفر …

اما البدايات
المرفأ..فما بين الساسة والشعوب تقف دوماً المصالح والمشاعر فالسياسة ومعها الساسة ينحازون دوماً إلى المصالح المتغيرة بتغيُّرِ الظروف والمواقف ؛ فعدو الامس قد يكون صديق اليوم ، وصديق الامس قد يُمسي عدواً وتتلون المواقف ، أمّا الشعوب فهي تنقادُ دوماً لمشاعِر فطرية نقية خالصة لا تشوبها وسائل ميكافيللي المجردة من تلك المشاعر .
تضاربت الأفكار في خاطري وانا أقف على تناقضات اليوم بين سلام فُرِضَ ، وتطلعات قد تكون أُحادية في زمن المتلازمات الثنائية .
لم أجد بُدّاّ من الخوض في موضوع التطبيع بعد أكثر من اربعة عقود مضت على اول سلام بين العرب واسرائيل في كامب ديفيد وما رافقه من تداعيات وتطلعات محلِّية وعالميّة على الصعيد الاجتماعي والسياسي . كانت اول ثمارها رصاصة اطاحت بالسادات بطل ذلك السلام على يد أحدِ أفراد شعبه ، صمتَ العالم بعدها قرابة ستة عشر عاماً من ذلك السلام ليعود من جديد بين السلطة الفلسطينية والاردن واسرائيل في أُوسلو وادي عربه عبر مفاوضات ماراثونية اصابت العالم بصمت وذهول من جديد إثر رصاصة اطاحت برابين بطل ذلك السلام بعد قرابة الشهر من ذلك التوقيع وعلى يدِ يهودي . استمر الصمت والذهول هذه المرة لقرابة ربع قرن لِتُفتح بوابات السلام على مصراعيها وتتقدمها صيحات التطبيع السياسية .
كل هذه الاحداث تدفع الانسان إلى الوقوف والتأمل فيما بين إرادة الساسة والشعوب ، لإعادة الحسابات فنحن امام منعطف خطير وتناقضات سياسية وشعبية بدأت تطفو على السطح من جديد وسط تخوفات من ربيع جديد يطيح بحصاد السنين من الأمن والاستقرار ، فهل تدفع الشعوب ثمن السياسة ؟ أم تمضي خلفها ؟
الموضوع يطول ويطول وهو متشعب وذو شجون آثرتُ أن أتناوله في سلسلة حلقات أسبوعية نضع خلالها خلاصة الاحداث التي مرت وتمر بنا بعيداً عن الانجراف خلف العاطفة او الانقياد إلى المصلحة، وإنما هي الموضوعية التي تفرض نفسها على القلم الحر نذكرُ ما لنا وما علينا تاركين لكم الحكم فالظروف والمعطيات تفرض علينا هذا الامر لأنه لم يعد هناك مجال للإنقسام. بعد ان سقط الشعار القائل ان لم تكن معي فانت ضدي.
انتظرونا في هذه السلسلة والتي ستبدأ خلال أيام ….

 

قد يعجبك ايضا