جلالة الملك …. العين الثاقبة…بقلم محمدنايف عبيدات
جلالة الملك …. العين الثاقبة
.. بين مدٍّ وجزر نقف في أُردننا الحبيب في صراعٍ غير مسبوق فقد وجَّهَ جلالة الملك أنظار العالم كلّه إلى هذه البقعة الجغرافية متسائلين ما الذي أبقى الأردن بهذا الشموخ والاستقرار في خِضَمِّ هذا النزاع الحميم حوله ؟ وكيف لهذه الوردة أن تزهر وسط هذا الجحيم الملتهب الذي يحيط بها من كل الجهات ؟ أغلقوا علينا المنافذ وحاربونا في لقمة العيش والماء حاكوا المؤامرات والفتن وكانوا كلما اوقدوا نارا للفتنة أخمدها الله . فما الذي أبقي الأردن صامداً رغم كل ذلك ؟؟..
كنت دائم التساؤل حول التقاعص الذي يصول ويجول في الوزارات والمؤسسات فإذا بي أمام مشهدٍ إخباريٍ معتاد لكنه يحمل إجابة لكل التساؤلات ..
جلالة الملك يفاجئ دورية أمن عام بزيارة ميدانية ، نعم إنّه هو رُمّانة الميزان عمود البيت ومحور التوازن على الصعيد الخارجي والداخلي أعادني المشهد ست سنوات إلى الوراء عندما روى لي صديقي الذي يقطن في صويلح كيف شاهد جلالة الملك يقود بنفسِهِ مّدرَّعة لإزالة الثلوج التي غطت الشوارع منفرداً دون موكب وحراسة ودون كاميرات تُسجِّل اللقطة، حدّثني صديقي عن أبٍ لكل الأردنيين وكيف طلب جلالة الملك منه ان يبتعد عن الجليد حتى لا يقع ،
أدركتُ قبل ان اكتب ان استقرار الأردن إنّما هو رؤية ثاقبة لجلالة الملك الذي يعمل بصمت بعيداً عن الإعلام واللقطة التي اعتاد عليها الزعماء العرب ، يقف على كل صغيرةٍ وكبيرة بحكمةٍ ودراية وهدوء ، فاذا تحرك كان إعصاراً يقتلع جذور الفساد وقد ظنّت أن لن يقدر عليها أحد . كان يقف شخصياً على مفاصل الخطر التي تهدد أمن الوطن والمواطن أقام الدنيا ولم يقعدها على رؤوس الزعران الذين أغرقوا البلد فأطاح بهم في وَضَح النهار منهياً الأزمة التي تناقلها المسؤولين بخوف لسنوات لينهيها جلالته بسويعات قليلة ..
هذا هو عبد الله شبل الحسين وسليل الدوحة الهاشمية حامل هم الوطن والمواطن على عاتقه ، ملاذاً للمحتاجين وناصراً للمستضعفين تجده أينما توجهت في البادية والريف وحتى في الشارع يتفقد أبنائه ليُصحِّحَ المسار كل ما لاحظ فيه انحراف ، لم يتدخل على صلاحيات المسؤولين ولم يقلل من شأن أحد يفتح الباب لمن يريد أن يعمل ، يصبر على اخطاء الآخرين يمنحهم فرصة العودة إلى المسار حتى إذا ما يئس من صلاحهم اقتلعهم من جذورهم .
الكلمات تعجز عن الانصاف بحقكم سيدي ومولاي ولكننا كلما ضاقت بنا الدنيا لجأنا اليكم نستلهم من مسيرتكم القوة والعزيمة في الحق علّنا نلتمس من شخصكم نورا يضيء لنا الدرب ومداد يحرك قلمنا نحو الحق وسط هذا التخبط الذي يحياه العالم .
دمتم سيدي ذخرا لنا ومنارة يقتدي بها كل تائه …
بقلم ..
محمدنايف عبيدات