اللّغة العربية في يومها العالميّ… بقلم الدكتور علي الددا
المرفأ..في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، تتزينُ سيدة اللغات، مرتديةً حُلَّتها القشيبة، لتبدو في يومها العالمي، أماً للفكرِ والإبداع. لُغةٌ نتوسدُ حُروفها، نسمعُ لها في جوفِ الليلِ صوتُ حنينْ، فنَنْظِمُ حُروفَها عِقدًا ممزوجًا برائحةِ الياسمينْ. لُغةٌ تفيضُ بالمعاني، لُغةٌ بشفافية البلور، لُغةٌ أنصفت شرقيةُ “عنترة” ومعاناته، ووسعت شرقيةُ “فيروز” اذ تنادي يا قلبي لا تتعب قلبك، وَسَمَت ب”ولَّادة بنتُ المستكفي” مع “ابنِ زيدون”، وانتصرت ل”لنعمان بن المنذر” ولِعِقالِ العربِ الذي اتَّشحَ سوادا. أخالُها تسري في الشرايين، كدفقٍ من “السيروتونين”، لتجري على الألسنِ الناطقةِ بها، بيانًا وبديعًا وتوريةً وأوزانًا وقوافي. هي كامرأةٍ وَدُود، تُحيلُ قلوبنا مروجًا خضراءْ، نرفِلُ بقطراتٍ من ندى براءَتِها. وها هو وجهها الملائكي مُعتقٌ بالشرقية، وها نحن نعلِّقُ في جيدها كواكبَ دُريةْ وأحلامًا ورديةْ وقصائدَ عُذريةْ، فإن استدارت، دارت أحلامنا تسبحُ في فُلكِها لا نبتغي عنها حِوَلا.
لُغةٌ إذا أحْبَبْتَها
وَطَفِقْتَ تَخْطِبُ وُدَّها
راحت تبوحُ بسرِّها
لكَ عن خزائنِ دُرِّها
لُغةٌ يَميسُ جَمالُها
ضَادٌ وزادَ بِحُسْنِها
مَعشوقَتي عَرَبيَّتيْ
مَالكُلُّ فازَ بِوَصْلِها
هي عاشِقةْ لكن لمنْ
سَما في مَحبَّةِ حَرْفِها