العنف ضد المرأة….. بقلم …رتانيا الشوابكة

1٬062

المرفأ…”استوصوا بالنساء خيرًا” انطلاقًا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطبيقاً لوصايا الأديان جميعها بالرفق بالمرأة ،سأتطرق في حديثي لموضوع العنف ضد المرأة وتأثيره عليها.
العنف هو سلوك عدواني يتمثل بكل إيذاء موجه لأي فرد ويمكن ممارسته بأشكال عدة سواء أكان: نفسي، جسدي أو جنسي ،وللعنف أشكال عدة أخطرها العنف ضد المرأة و العنف ضد الأطفال.
تتعرض المرأة بكل أسف لأشكال عديدة من العنف والتي تؤثر على نفسيتها بشكل كبير ومن هذه الأشكال : العنف الجسدي والذي يتمثل بالضرب، العنف النفسي كتعريضها للإهانة وشتمها و العنف الجنسي الذي يتمثل باغتصابها.
للأسف الكبير يشهد العالم ازديادًا هائلاً لحالات العنف ضد المرأة ، والكثير من النساء المعنفات اختَرْنَ الانتحار طريقة للتخلص من هذا العنف.
لربما يتساءَلُ البعض، لِمَ يمارس كل هذا العنف ضد المرأة ؟ ولربما إجابة هذا السؤال يصعب علينا قولها.
للأسف هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك منها أسباب اجتماعية تختص بالعادات والتقاليد التي تتناقلها الأجيال دون النظر إلى صحتها ، وبعض المعتقدات التي تعبر عن الجهل الكبير عند بعض الشعوب.
وأيضًا تلك الأسباب السياسية التي تضع حدوداً لمشاركات المرأة في الفعاليات والأنشطة السياسية.
كما أن تدني المستوى التعليمي بين الرجل وزوجته يؤدي أحياناً إلى حالة عدم الاستقرار وتوتر أجواء الأسرة فيحاول الرجل تعويض النقص الموجود لديه بتعنيف المرأة.
وأيضاً بعض الممارسات في العائلة عند تمييزها بين الأبناء الذكور والبنات الإناث يؤدي إلى إشعار الأولاد الذكور بأنهم أقوى فيؤدي ذلك إلى تعنيف الإناث.
وهناك بعض الضغوطات التي يتعرض لها الرجل التي تؤدي إلى صب غضبه على المرأة ولكن هذا لا يشكل عذراً له أبدًا.
ومن أكثر الأسباب المؤسفة عدم إفصاح المرأة عما تتعرض له من عنف واستضعافها لنفسها.
قد تؤثر كل هذه الأسباب على المرأة بشكل سلبي وعلى حالتها النفسية وينتج عنها ما يلي :
الاكتئاب الحاد الذي قد يؤدي للانتحار وخسارتها لحياتها، وأيضاً انخفاض ثقتها بنفسها، وترددها في التعبير عن رأيها مما يخلّف انعدام شخصيتها وميلها للعزلة.
وأيضاً هنالك إصابات جسدية: كالتشوهات، الرضوض،الكدمات والكسور. وكل هذه النتائج قد تؤدي لرغبتها الكبيرة في ممارسة العنف على غيرها كردة فعل لما تعرضت له.
و لمعالجة مشكلة العنف السائدة في جميع المجتمعات والتي تتزايد باستمرار يجب على المجتمع المبادرة في تطبيق الحلول ووضع قوانين صارمة وفعالة تردع ممارسين العنف والتأكد من نيل أولئك المجرمين أشد العقوبات ومن هذه الحلول :العمل على تثبيت مبادئ العدل والمساواة في نفوس الأشخاص منذ الصغر ،ومنح كل فرد حقه دون التمييز بين الذكر والأنثى، وإقامة محاضرات ومبادرات توعوية تهدف إلى الحد من هذه الظاهرة، تعزيز ثقة المرأة بنفسها عن طريق تقدير جهودها بتكريمها وتطوير مهاراتها وإشعارها بفضلها الكبير في تربية مجتمع واعي وصالح.
تقوم منظمة حماية الأسرة باستقبال أي شكوى تتعلق بأي نوع من أنواع العنف الواقع على المرأة وتتم كل الإجراءات بشكل سري مع استجابة فورية ،وهذه الإجراءات تكون عادةً بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بدورها في إيداع الفتيات والنساء اللواتي تعرَّضْنَ للعنف في دور الرعاية والتي بدَورها تقدم الخدمات النفسية والاجتماعية والصحية، ومن دور الرعاية تلك في الأردن دار آمنة ودار الوفاق.
أتمنى ألا تكتم أي امرأة متعرضةٍ للعنف وجعها داخل أعماقها وأتمنى ألا تكُفَّ عن المطالبة بحقوقها!
وأتمنى أكثر أن يتوقف ازدياد حالات العنف ضد المرأة ،لأنها نصف المجتمع وهي من تربي نصفه الآخر!

الطالبة رتانيا الشوابكة.مركز زها ماعين .دورة الصحافة

قد يعجبك ايضا