اصل الشرور د.صالح نصيرات
اصل الشرور
د.صالح نصيرات
المرفأ….في الفصل الرابع المعنون ب “السوشيال ميديا أصل كل الشرور” من كتاب الهشاشة النفسية يتحدث المؤلف د. إسماعيل عرفه عن قضية في غاية الخطورة على الأفراد المصابين بهوس وسائل التواصل المختلفة (الفيس بوك، انستغرام، تك توك لايكي وغيرها) وهي قضية الشعور النفسي تجاه ما ينشره المرء وردود الأفعال التي يلقاها من القرّاء والمتابعين لما ينشر من صور وفديوهات. وهذا الشعور الذي اصبح يمثل له حالة من التناقض فمرّة يشعر بسعادة غامرة عندما يرى “الإعجابات” تنهمر على صفحته مثل المطر، وحالة الياس و الاكتئاب عندما يجد أن ما ينشره لا يلقي الكثيرون له بالا. ولذلك يقوم بتعديل استراتيجياته في الكتابة حتى لا يخسر المتابعين والمعجبين.
لأنه أصبح بخبرته وحسه يعرف ما يريده القراء و المتابعون، فيصبح اسيرا لآراء ومواقف الآخرين. فهو لايريد أن يغضب أحدا، ولايريد ان يتخذ موقفا تجاه كثير من القضايا، لأن متابعيه من مشارب شتى واصحاب اذواق مختلفة. وهذا كما يقول الكاتب مدمر للفرد، لأنه يتحول إلى ما يشبه برنامج “ما يطلبه المستمعون”. كما يشير إلى غيرة الكتاب و الناشرين على صفحات الوسائط هذه. ويقص علينا قصة معيد ناجح في الجامعة وحصل على درجات عالية في كليته، وعندما يضع الإعلان عن هذا النجاح لايجد سوى عدد قليل من المعجبين بنجاحاته، وفي المقابل يجد أن زميلا له متوسط الذكاء ولا يككتب سوى التوافه يتلقى مئات الإعجابات.
هذه الحالة المرضية يعاني منها الكثيرون، حيث لاتجده يغضب لموقف إنساني ولا يتمرد على السائد من القيم السلبية، ولا يريد اصلا أن يكون ذا راي مستقل. وهذا الأمر قد لا يعني المفكر الملتزم وصاحب القضية التي يريد الدفاع عنها، وهم قلة بالمناسبة.
وقد ذكر أيضا قصة مخترعة لكاتبة مصرية اسمها سارة ابو الخير . فقددعت ناسا إلى استخدام الطاقة المنطلقة من الصواريخ في شواء اللحم والدجاج والذي يستغرق اقل من دقيقة. وبعد يومين، كتبت تقول إن ناسا اتصلت بها لتهنئها على هذا الاقتراح العظيم، وأنها ستدعوها إلى مقرها لشرح الفكرة ووو. فانهالت عليها التعليقات و الإعجابات من كل حدب وصوب مهنئة الكاتبة على هذا الانجاز العالمي لفتاة عربية. بل طلبت قنوات كثيرة مقابلتها لشرح هذا الانجاز. وبعد يومين كتبت تقول إن كل ما ذكرته “كذبة” ليس إلا. وعندما سئلت لماذا فعلت ذلك قالت لاثبت فرضية عندي وهي أن تحقيق الشهرة على هذه الوسائل سهل جدا بنشر التفاهات (ص119-120).
وينتهي الفصل بمجموعة من المقترحات التي استفاد بعضها من فديو بعنوان
its not you, phones are designed to be addicting
لتقليل مستوى النرجسية الذاتية ومنسوب الهدر في العواطف و المشاعر تجاه كثير من الموضوعات التافهة.