فجــــر الاستقــــلال ..بقلم الباحث محمود رحال

301

المرفأ…لم يكن فجر الاستقلال يوماً عاديا.. بل كان الشعاع الأول من الشمس الذي ارتسمت بألوانه لوحة تاريخية مشرقة سطرها الآباء والأجداد والمخلصون الذين حفروا الصخر لشق طريق الخلاص للوطن وترسيخ قيم الولاء والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية الأردنية
لم يكن فجر الاستقلال يوماً عاديا.. بل كان أغنية سطرت بأحرف من ذهب وبذكريات المجد والعز والفخار، تردد صداها في سماء الوطن وفي كل رقعة من أرض الأمة الأردنية التي عبرت عن الحرية والقومية، أغنية أحيت كل القلوب الرافضة للهيمنة والاستعمار.
لم يكن فجر الاستقلال يوماً عاديا…بل كان رقصة الآباء والأجداد التي حاكها أبطالنا بالأمس في سبيل تحقيق حرية البلاد والشعب، وتوجت في حفلة ليلة اليوم المشهود برقصة الرجال الصادقين المخلصين المناضلين تحقيقا للأماني القوية.
لم يكن فجر الاستقلال يوماً عاديا… بل كان يوم القداسة والمهابة والاعتزاز والبطولة والحماسة.
لم يكن فجر الاستقلال يوماً عاديا… بل ساد مع إشراق فجره الاطمئنان في قلوب المخلصين الذين رأوا الجهل والطغيان والاستبداد والتكبر والقسوة
في هذا اليوم أتقن الهاشميون صنع المفتاح الذي يؤدي إلى الاستقلال ونهاية الانتداب، لتبدأ المسيرة الطويلة، كلهم يعرفون قصص المسيرة، هم في فؤادهم روح مندفعة مستندة إلى إرث كبير وتاريخ مشرف ومتطلعة إلى مستقبل مشرق واعد لكل أبنائها.
فمنذ فجر الاستقلال أصبح الأردن عضوا مؤسسا لجامعة الدول العربية وكدولة مستقلة انضمت إلى الأمم المتحدة وتم تعريب الجيش وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط أردنيين، وحقق نجاحا دستوريا فريدا حيث لم يتمكن الأردن قبل ذلك من صياغة دستور يرتكز عليه نظام الحكم بسبب العراقيل التي أظهرها الإنجليز وقتها، وحدد بأن المملكة الأردنية دولة عربية مستقلة، وبأن الشعب الأردني جزء من الأمة العربية.
ومنذ فجر الاستقلال أنجزت الأردن الكثير عبر مسيرة استقلالها الطويلة والمنيرة للأمام على طريق النهضة الشاملة سواء على صعيد السياسة الخارجية أو الداخلية، وخطت الأردن خطوات مهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وحافظت على الالتزام الثابت تجاه الشراكة العالمية والتضامن الدولي، وخطت بخطى ثابتة تجاه النظام العالمي الجديد والشرعية الدولية برفض العدوان وحماية حقوق الإنسان والمحافظة على خصوصية الدول وعدم التدخل في شؤونها ،كما آمنت بدور الأمم المتحدة في الحفاظ على الأرض والسلام الدوليين.
إن مسيرة الخير الملكية الهاشمية الأردنية باقية مستمرة ما دام قلب الوطن ينبض بعطاء أبنائه وبناته.
سيبقى فجر الاستقلال ضوءا جميلا نادرا

قد يعجبك ايضا