3 أنشطة تطرد الاكتئاب..تزّودنا بالتعزيزات النفسية القوية
المرفأ..أحدُ مُضخِّمات الحزن العظيمة هو التخلي عن الأنشطة التي تزّودنا بالتعزيزات النفسية القوية، في هذا التقرير سنخبرك عن ثلاثة منها تسمح لنا دائمًا بالشعور بتحسّن.
يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى التخلي عن هِواياتهم المسلية، وهذه مشكلة خطيرة، لأنها تؤدي إلى فقدانٍ فوري للتعزيزات النفسية وإهمالها.
إنّ المحفّزات التي تُنشّط نظام المكافآت النفسية لدينا تساعدنا في تحرير “الدوبامين” وتجعلنا نشعر بالارتياح، أي أنّ الأشخاص الذين يعانون من حالات الاكتئاب يفقدون الاهتمام أوّلاً بمعظم الأنشطة التي كانوا يمارسونها حتى الآن.
وجود هِواية من الهِوايات في حياتنا علامة على الصحة الذهنية، إنّ فتح فضاء حياتي للقيام بنشاط معيّن، من أجل مجرد متعة ممارسته، يساعد على إفراغ الذهن من شوائبه يرى المحللون النفسيون أنّ هؤلاء الأشخاص في كثير من الحالات لا يتوقّفون عن تقدير أنشطتهم وهواياتهم، لكنهم ببساطة ليس لديهم ما يكفي من الطاقة لمُمارستها، في حالات أخرى يأتي التخلي عن الأنشطة نتيجة فورية لخسارة شخصية محدّدة.
على سبيل المثال، وفاة الشخص الذي كنت تتنزه وتتسلى معه من قبل، إذا أخذنا هذا في الاعتبار فسوف نفهم أنّ أحد أكثر خطوط العمل شيوعًا في اضطرابات المزاج هو التنشيط السلوكي.
الأنيدونيا Anhedonia ، وهي عدم القدرة على الشعور بالمتعة، هي أحد أكثر أعراض الاكتئاب شيوعًا، وهي فقدان الاهتمام بجميع الأنشطة تقريبًا، حتى تلك التي كانت تحظى بالتقدير والشغف في السابق.
التحيزات المحيطة بِالهِوايات
يعتقد البعض أنّ الهِوايات أنشطة مخصّصة حصريًا لأولئك الذين لديهم الكثير من وقت الفراغ، أو الذين لا يعرفون ماذا يفعلون بوقتهم، يُنظر إليها أيضًا على أنها نشاط رِبحي يتطلب دفع تكاليف باهظة على الرغم من أنها لا تمنح لنا دائمًا المتعة والشعور بالتحسن.
الحقيقة هي أنّ وجود هِواية من الهِوايات في حياتنا علامة على الصحة الذهنية، إنّ فتح فضاء حياتي للقيام بنشاط معيّن، من أجل مجرد متعة ممارسته، يساعد على إفراغ الذهن من شوائبه وعلى تحقيق توازن الانفعالات.وتصليح الأشياء البسيطة، من خلال القيام بهذا النشاط ستدرك وتشعر بالرضا الذي يوفره العمل اليدوي، من ناحية أخرى، ففي نشاط إصلاح ما هو تالف يمكن أن تكمن رمزيةٌ كبيرة عند شخص مكتئب، كمجازٍ للتطور النفسي.
قد لا تَحلّ أنشطتُنا أيّ مشكلة بمفردها، ولكنها طريقة قيّمة للغاية لتغيير الدوائر المفرغة المزعجة التي تتشكل نتيجة للاكتئاب
الطبخ إطار ملائم للإبداع
الطبخ نشاط تحويلي آخر مهمّ للغاية، إنه يحفّز الحواس التي لا نستخدمها عادةً ويقدّم لنا مجموعة من الإمكانيات الكثيرة التي يمكن تجربتها، من دون أن تكون تكلفة الأخطاء عالية جدًا.في المطبخ تلتقي التقاليد والذكريات، والتي يمكن تعديلها من خلال العمل الإبداعي، في نهاية المطاف يتم دمج هذا العمل الفني الصغير في الجسم، إنه سريع الزوال كمنتَج، ولكنه مستدام كعملية.
يحتوي هذا النشاط أيضًا على شيء أمومي، إذ يرتبط بحرصنا على الاعتناء بالذات وبالآخرين، يمكن أن يكون هذا النشاط خيارًا رائعًا لشخص يعاني من الاكتئاب، لأنّ الطهي ينطوي على إيحاءات نفسية سامية.
الكتابة كوسيلة لبناء القصص
لا يمكن أن تكون كتابة الرسائل نشاطًا ممتازًا فحسب، بل يمكن أن تكون وظيفة علاجية أيضًا، بشكلٍ رمزي تدعونا كتابة الرسائل للجلوس على مشهد نكون فيه نحن أنفسنا برفقة شخص آخر، وهو المُرسِل الذي ربما يكون الأقل أهمية في كثير من الأحيان، في الواقع قد لا يكون لهذا الشخص حتى هُوية، لأننا لسنا بحاجة إلى إرسال هذه الرسائل بريديًا حتى نشعر بالرضا.
ومع ذلك، فكون أنّ المُرسِل شخصٌ مهمٌّ بالنسبة لنا، يساعد على خلق مناخ من الحميمية، ومن التواطؤ في نهاية المطاف، كما يمكن أن يتعلق الأمر بأشخاص قريبين، أو نجمٍ سينمائي أو شخصية عامة في أي مجال، إنها مسألة توصيل ما نشعر به، وبأقصى قدر من الحرية، وعن طريق تضمين رسومات أو أي عنصر نقدّر أنه ضروري.
للكتابة طاقة علاجية كبيرة لأنها تساعد على التعبير عن الانفعالات وإدارتها.
قد لا تَحلّ أنشطتُنا أيّ مشكلة بمفردها، ولكنها طريقة قيّمة للغاية لتغيير الدوائر المفرغة المزعجة التي تتشكل نتيجة للاكتئاب، ليس من الضروري أن “نتشنّج” رغبةً في القيام بهذه الأنشطة، لكن فلنحاول، بدءًا من الأبسط، خطوة بخطوة.
منوعات