منظمة الصحة العالمية 50% من أسباب حالات الصرع لا يزال مجهولاً
المرفأ…كشفت منظمة الصحة العالمية عن ان نحو 50 مليون شخص حول العالم من الصرع، مما يجعله واحداً من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً على الصعيد العالمي.
وأضافت ان 80% من المُصابين بالصرع يعيشون تقريباً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما ان التقديرات تشير إلى أن بمقدور نسبة تصل إلى 70٪ من المصابين بالمرض أن يعيشوا حياة خالية من النوبات، إذا شخصت حالتهم وعولجوا كما ينبغي.
وبينت ان الصرع مرض غير معد، ورغم أن العديد من آليات المرض الأساسية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصرع، فإن سبب المرض لا يزال مجهولاً في حوالي 50٪ من الحالات على مستوى العالم، إذ تنقسم أسباب الصرع إلى الفئات التالية، بنيوية ووراثية ومعدية واستقلابية ومناعية ومجهولة.
وتكمن خطورة الوفاة المبكرة وفق المنظمة بين المُصابين بالصرع، أعلى منها بثلاث مرات بين عامة السكان، فنحو ثلاثة أرباع منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يحصلون على العلاج اللازم، في حين يعاني المصابون بالصرع وأسرهم من الوصم والتمييز في أنحاء كثيرة من العالم.
وأشارت الى ان إصابة ما يقدر بنحو 5 ملايين شخص بالصرع تشخص سنوياً، حيث تشخص في البلدان المرتفعة الدخل إصابة نحو 49 شخص بالصرع لكل 100 ألف نسمة سنوياً، أما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فقد يرتفع هذا العدد ليبلغ 139 شخصاً لكل 100 ألف نسمة.
ويُعزى ذلك على الأرجح كما ذكرت، إلى زيادة مخاطر الأمراض المتوطنة مثل الملاريا أو داء الكيسات المذنبة العصبي، وارتفاع معدلات الإصابات الناجمة عن حوادث المرور، والإصابات المرتبطة بالولادة، وأوجه التفاوت في البنى التحتية الطبية وتوافر البرامج الصحية الوقائية وإتاحة الرعاية الصحّية.
وفيما يخص العلاج، لفتت الى انه من الممكن السيطرة على النوبات، ويمكن أن تتخلص منها نسبة تصل إلى 70٪ من المُصابين بالصرع، بفضل الاستعمال المناسب للأدوية المضادة للنوبات، كما يمكن النظر في التوقف عن تناول الأدوية المضادة للنوبات بعد مرور عامين دون التعرض لنوبات، وعقب مراعاة العوامل السريرية والاجتماعية والشخصية ذات الصلة. ونوهت الى ان في البلدان المنخفضة الدخل، قد لا يحصل ثلاثة أرباع المُصابين بالصرع على العلاج الذي يلزمهم، وهو ما يُسمّى باسم «الفجوة العلاجية»، حيث تقل في العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل معدلات توافر الأدوية المضادة للنوبات.واعتبرت المنظمة انه من المحتمل أن ما يُقدر بنسبة 25% من حالات الصرع يمكن توقيها، كالوقاية من إصابات الرأس، عن طريق الحد من السقطات وحوادث الطرق والإصابات الرياضية، والرعاية الكافية في الفترة المحيطة بالولادة أن تحدّ من حالات الصرع الجديدة الناجمة عن إصابات الولادة، بالإضافة لاستخدام الأدوية والأساليب الأخرى لخفض حرارة جسم الأطفال المُصابين بالحمى من احتمالات التعرض لنوبات حموية وغيرها. ونبهت الى أن جمعية الصحة العالمية الخامسة والسبعون اعتمدت خطة العمل العالمية المتعددة القطاعات بشأن الصرع، وغيره من الاضطرابات العصبية للفترة 2022-2031، التي تنوه بالنهج الوقائية والدوائية والنفسية الاجتماعية المشتركة بين الصرع وغيره من الاضطرابات العصبية، والتي من شأنها إتاحة مداخل قيمة لتسريع وتيرة الخدمات وتعزيز الدعم المقدم لهذه الاعتلالات.
الرأي