ضيف الله نافع الحربي..يكتب صنّاع الغباء

107

المرفأ..لا أحد غبي ، لكن هناك من يُجيد أفعال الغباء حتى يعتاد ما يفعل و تلتصق به تلك الصفة وتُطابق مايقوم به ،في حين أنه ليس شرطًا أن يكون الغباء فشل في فهم البديهيات المعروفة ، بل هو صور مختلفة قد يعتقد البعض أنها عادية ، وقد ينُظر لها أنها نوع من الذكاء لكن في حقيقتها هي غباء يقوده سوء التقدير أو القرار الخاطئ غير المدروس بعناية ، ويتضح ذلك بشكل جلي لا لبس فيه عند النتائج النهائية وعند ضفة العواقب الوخيمة التي قد تولد الخراب والضياع وتخلف الخسائر الفادحة ، معنويًا وعاطفيًا وحتى ماديًا .

فمن صور الغباء أن تضع الثقة العمياء في أي شخص وإن اعتلت مكانته في قلبك أو بدأت لك صداقته بشكل مختلف حتى لا تفيق إلا وأنت غارق في غياهب الخُذلان ، ومن الغباء الصمت بداعي ( شراء راحة البال ) والبحث عن السلام والابتعاد عن الصدام ، لأن الصمت ليس دائمًا يكون إيجابيًا بل بعض الصمت ضعف شخصية و عجز عن التصدي لمن يتطلب مواجهته وردعه وإيقافه وتأديبه ، وشكل آخر من أشكال الغباء الذي يلتبس على الناس الإندفاع وراء العاطفة وفقدان السيطرة على المشاعر وإقصاء العقل والمنطق وتقديم الرغبة العاطفية على صوت العقل ومعطيات الواقع الذي قد يرفض ذلك الإندفاع الأعمى ، أما ذروة سنام الغباء فهي في التذاكي أو إدعاء الذكاء في الوقت الذي يمارس الشخص سلوك أحمق و بصوت غباء مرتفع ،

وفي الوقت ذاته الذكاء المطلق حد الحصانة والرصانة التامة والصواب التام دون خطأ أمر أشبه بالمستحيل ، فالعقل البشري له هفواته وسقطاته ، والإنسان قد لايحالفه التوفيق دائمًا ، لكن العقل الناضج يمثل جرس الإنذار والتحذير لكل من يستمع لصوته الداخلي بعناية ، ومن تمكن من الإدارة الجيدة لسلوكه وتفحص ما يصدر منه واستمع للعقلاء من حوله سيرى اعوجاج السلوك ، ويعمل على تقويمه بلطف حتى يعود إلى موقعه المناسب بعيدًا عن كل ما يخدش نضجه و سلامة نهجه .

قد يعجبك ايضا