هل حقًا عاشوا في سعادة أبدية؟ كتبت نادية إبراهيم نوري

123

المرفأ…في طفولتنا، استهوت أغلبنا قصة سندريلا. كثير من الفتيات حلمْنَ بالأمير والفارس الذي يمتطي جواده الأبيض ليختطفهن من ظروفهن ومن أحزانهن، ويتوجهن أميرات في قصره. وبالمثل، كثير من الشباب حلموا بالأميرة النائمة وجمال خصلات شعرها الأشقر المتدلي، وعاشوا في خيالهم أجمل القصص. كان حلم كل واحد منهم أن يعثر على أجمل وأرق فتاة ليكمل معها مسيرته.

لكن، هل عرفنا ماذا حل بسندريلا بعد أن ذهبت إلى قصر الأمير؟ ولا أحد يعرف مشاعر الأمير بعد أن أخذ الأميرة النائمة إلى قصره. هل بقي الحب بينهما؟ هل بقي الانبهار قائمًا أم أصبح تعودًا؟ أم تحول إلى ندم؟ وهل كان قصر الأمير سعادة أبدية لسندريلا أم تحول إلى سجن خانق؟

هكذا القصص الخيالية تُبنى على الأحلام، أما الواقع فهو مختلف. الزواج في الحقيقة هو سكن ومودة ورحمة، وليس مجرد جمال ومال وقشور. بل هو تعامل وإحسان وعشرة طيبة، بالمعاملة الحسنة التي تذلل الصعاب وتهون المسير في طريق الحياة وتكملة المشوار. البيوت تُبنى بالتفاهم والمشاركة، أما وهج الحب فهو كزبد البحر، لا يدوم إلا بحسن المعاملة والتحمل في الشدة قبل الرخاء.

الحب الحقيقي يشبه الجواهر في عمق البحار، والأحجار الكريمة التي تزداد قيمتها كلما مر عليها الزمان وصقلتها التجارب والمواقف الحياتية.

قد يعجبك ايضا