. منذر الحوارات … هناك من يحاول تطويع التجربة الحزبية لحسابه.. وتخادم بين المشروعين الايراني الإسرائيلي بما يتعلق بالاردن
المرفأ…في عالم مليء بالتحديات، والصعوبات والالتزامات، هناك دائما نموذج فريد من الرجال الذين يجتازون اكثر من مجال بنجاح باهر، واحد من هؤلاء البارزين هو الدكتور منذر الحوارات الذي تفوق بالقطاعين الطبي والسياسي، ليصبح الطبيب المخضرم والسياسي المحنك، الذي لا يشق له غبار.
الحوارات رغم أنه لا يملك ترف الوقت، ودائم الانشغال في شؤون المرضى بمركز الحسين للسرطات وبمركز دروزة في مستشفى البشير، الا انه يتابع بشكل حثيث كل جديد على الصعيد السياسي محليا واقليميا ودوليا، حتى امسى من أهم المحللين السياسين في البلاد.
“الصنارة نيوز” اجرت حوارا مع الدكتور منذر، ورغم أنه مقتضب، الا أنه كان قيما، من خلال الطرح الجريء للدكتور.
بدأ الحوارات بالحديث عن التجربة الحزبية في البلاد، مؤكدا أن هناك من يحاول تطويع التجربة لحسابه ولمصلحته، لأن هؤلاء يرفضون ان تطرأ اي تغييرات على النظام الذي كان سائدا، لانهم سيفقدون الكثير من امتيازاتهم.
واضاف الحوارات، نتمنى ان تقوم الاحزاب على البرامج والرؤى الوطنية، وان تكون تجربة ناجحة، لا ان تكون واجهة سياسية لتحقيق تطلعات بعض الشخصيات، فهناك جهات تحاول شخصنة الحالة السياسية في البلاد، وهذا دافع للاستمرار بالتجربة، حتى نصل الى المتسوى المطلوب من التمكين السياسي.
وأكد الطبيب والمحلل السياسي، أن تجربة الانفتاح السياسي مرهونة بالمجتمع، وبانخراط الشباب فيها، لهذا يجب ان يقوم الحزب إلى رؤية واضحة وبرنامج سياسي متماسك، لكي يستطيع جذب المؤيدين والناخبين ايضا.
وحول دور المملكة الاردنية في الازمة الفلسطينية منذ السابع من اكتوبر الماضي، قال الدكتور منذر :”ان الأردن تحركت وفقا للامكانيات المتاحة وهامش الحركة المتاح،وفي سبيل تحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني ، لكننا ندرك ان القضية الفلسطينية ضمن مسار دولي، تتحكم فيه الولايات المتحدة ودول اوروبية داعمة لاسرائيل.
وبين الحوارات، ان الأردن والدول العربية تسعى بكل الوسائل المتاحة للضغط على تلك الدول لتغير من نهجها في التعامل مع الازمة التي تتوسع دائرتها يوما بعد يوم.
وحول احباط تهريب اسلحة من سوريا لخلية تابعة لجماعة الاخوان المسلمين، اوضح المحلل السياسي المرموق، ان الاجراءات السياسية والأمنية للسلطات الاردنية كانت متوازنة، وهذا بالطبع يحسب لها، حيث حققت التوازن بين الأمن والأمان مع مراعاة التنوع السياسي، وهذا أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.
وحول الخطر المحدق بالحدود، اشار الحوارات الى أن المملكة هدف جيوسياسي لايران، وانه ما يحدث على الحدود، لا يمكن ان يكون لغاية تهريب المخدرات فقط، بل له اهداف اخرى، واهمها الضغط على الاردن للانفتاح على المشروع الايراني، بطهران تبحث عن مكتسبات سياسية وجيوسياسية تتعلق بالأعتراف بالنظام الإيراني والحصول على دور قيادي في الأقاليم.
واكد الحوارات ان هناك تخادم بين المشروعين الايراني والإسرائيلي فيما يتعلق بالاردن، ولكل طرف أدواته ووسائله، فالاطماع الاسرائيلية واضحة وكُشفت مرات عديدة على لسان بعض مسؤوليها، كما ان المشروع الايراني لا يمكن ان يكمل في المنطقة بدون الأردن، لهذا فإنها تحاول احتلال أكبر عدد ممكن من العواصم العربية، لتكون ادوات ضغط على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الامريكية بهدف الحصول على مكتسبا سياسية في الاتفاق النووي، وتنازلات بما يتعلق بالعقوبات المفروضة عليها.
الحوارات من خلال حديثه عكس اطلاعه الواسع بالازمات التي تعصف بالمنطقة، وادراكه للعوامل الجيوسياسية التي يمكن ان تؤثر على الأمن والاستقرار السياسي في البلاد، كما اثبت قدرته على تحليل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية للقضايا المطروحة، والمساعدة بشكل جدي في ايجاد حلول مستدامة.